بركان أيسلندا وما خلفه من خسائر اقتصادية طالت الدول وطالت الأشخاص، وأوقفت حال الكثيرين في معظم دول العالم من المسافرين والسائحين وأصحاب الحاجات والطلبة المعلقين في المطارات وفي الفنادق القريبة منها، يجب أن لا يمر مرور الكرام من جانب الدول ومن جانب الناس، وأترك مسألة تقدير الأمور للدول لها، وأكون واحدا من الناس الذين لا يودون أن تمر الواقعة مرور الكرام، ولكن كيف؟

تعالوا نقرأ الآيات الكريمة من كتاب الله عز وجل التي تشير إلى حقيقة جلية وواضحة نلمسها إذا وقع واحد منا في مأزق أو مشكلة خطيرة، فماذا تقول الآيات الكريمة من 21 إلى 25 من سورة يونس: «ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين.

وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون، هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين».

ويقول قائل ما وجه الشبه بين ما ذكر في الآيات الكريمة وما حدث من نتائج وتداعيات بسبب بركان أيسلندا، ووجه الشبه هو أن الله سبحانه وتعالى رزق الناس بوسائل سفر مريحة كالطائرات والسفن والسيارات يتنقلون بها من مكان إلى آخر حول العالم، ونسعد ونفرح بانتقالاتنا وسفرياتنا لإنجاز الأعمال أو رؤية الأهل أو السياحة والعلاج دون منغصات، إلا ان ما حدث فجأة ودون مقدمات يحثنا على أن نعترف بفضل الله علينا وبضعفنا مهما أوتينا من العلم ومن المال ومن القوة.

وحال من علقوا في مطارات العالم ولم يستطيعوا الوصول إلى وجهتهم وبغيتهم بوسائل أخرى كحال من في الفلك الذين كانت تأتيهم الريح طيبة وخفيفة ففرحوا واستأنسوا بها، فإذا بهم يرون الوجه الآخر والمعاكس من ريح عاصف.

ومن موج يحيط بهم من كل مكان، ولكنهم وجدوا الملجأ والملاذ من الذي يقدر على ان يسكن الريح ويجعلها طيبة، فالله سبحانه وتعالى هو القادر على ذلك، وعلينا ان نعترف ونأخذ مما حدث عبرة وعظة دولا وأفرادا ونبتعد عن الفساد والإفساد في البر والبحر.

ولا أدري كيف كان حال كل واحد من الذين علقوا في المطارات أو الدول، وبماذا كانوا يفكرون ساعتها، ولكن أغلب الظن أنهم علموا أن كشف الغمة لم تكن بسبب قيام دولة ما أو عدة دول بإبعاد السحابة وقشعها بعيدا أو إخماد البركان.

وإنما الفضل يرجع أولا وأخيرا إلى العناية الإلهية فهي التي أخمدت البركان وابعدت السحابة، لتبدأ رحلات الطيران في الإقلاع والحركة، ويبدأ العالقون في السفر لأهلهم وأحبائهم، ويبدأ المسؤولون رحلاتهم المكوكية لبحث زيادة التعاون أو المساعدة في حل المشكلات القائمة والعالقة.