3.7 % نمو مبيعات الهواتف في الإمارات بالربع الأول 2025

بلغ متوسط حجم مبيعات الهواتف الذكية في الإمارات 1.59 مليون وحدة تم شحنها خلال الربع الأول من العام الجاري 2025، ما يمثل نمواً بنسبة 3.7% مقارنةً بالربع الأول من العام الماضي، بحسب مؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي» (IDC).

وقال رمضان يافوز، مدير البيانات والتحليلات بمؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي» (IDC) لـ«البيان»: سوق الإمارات يُعد واعداً، وسيواصل أداءه القوي بفضل الاستقرار الاقتصادي، وارتفاع معدلات السياحة، ومكانة الدولة كمركز أعمال رئيسي في المنطقة.

وأضاف رمضان: «على مستوى العالم تم شحن 301.4 مليون وحدة خلال الربع الأول من هذا العام، ما يعادل نمواً بنسبة 0.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ومن المتوقع أن تظل شحنات الهواتف الذكية عالمياً شبه مستقرة مع نمو سنوي يبلغ 0.6% خلال هذا العام، في حين يُتوقع أن يُغلق سوق الهواتف الذكية في دولة الإمارات في العام الجاري على نمو سنوي بنسبة 3.8% (من حيث عدد الوحدات المشحونة)».

وأكدت شركات الهواتف العالمية أن الإمارات، لاسيما دبي، صارت مركزاً وسوقاً عالمياً ضخماً للاستثمار في الهواتف الذكية، ومنها تلك المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى إنهم توقعوا أن يصل عدد مستخدميها في الإمارات إلى نحو 12 مليون مستخدم بحلول عام 2029، لاسيما مع تضاعف رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر ككل في الدولة ليبلغ 2.2 تريليون درهم.

بيئة محفزة للابتكار

يقول لاي رين، رئيس أوبو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: وفقاً لشركة Canalys التي أصبحت الآن جزءاً من Omdia، شهد سوق الهواتف الذكية في دولة الإمارات نمواً بنسبة 4% خلال الربع الرابع من عام 2024، ويُعدّ هذا النمو جزءاً من اتجاه أوسع في سوق الهواتف الذكية الإقليمي، الذي سجل نمواً سنوياً قوياً بنسبة 14% في العام نفسه، وهو ما يقارب ضعف معدل الاسترداد العالمي البالغ 7%.

وبالتطلع إلى المستقبل، تشير التوقعات إلى زيادة مستمرة في قاعدة مستخدمي الهواتف الذكية في الإمارات خلال الفترة بين عامي 2024 و2029 بمقدار مليون مستخدم، بزيادة 9.54%، لتصل إلى ما يُقدّر بنحو 11.46 مليون مستخدم بحلول عام 2029، وذلك وفقاً للمؤشرات الرئيسية للسوق الصادرة عن Statista للأبحاث، علماً أن الإمارات تحافظ على مكانتها كواحدة من أعلى الدول في معدلات انتشار الهواتف الذكية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تجاوزت نسبة الانتشار 97% في العام الماضي، وفقاً لما ورد في تقرير توقعات انتشار الهواتف الذكية الصادر عن Statista.

ويضيف لاي رين: وبوصفها جزءاً من دولة الإمارات؛ فقد أسهمت دبي في نمو سوق الهواتف الذكية والشركات العاملة فيها، من خلال تهيئة بيئة محفزة للابتكار تُعد وجهة استثنائية لشركات التكنولوجيا العالمية والناشئة، بما في ذلك شركات تصنيع الهواتف الذكية.

ووفقاً لتقرير Statista نفسه، فمن المتوقع أن ينمو سوق خدمات التكنولوجيا في الإمارات ليصل إلى نحو 3.8 مليارات دولار هذا العام، مع معدل نمو سنوي مستقر قدره 6.24% حتى عام 2029، ليبلغ في نهاية المطاف 4.79 مليارات دولار بنهاية فترة التوقعات. ولأن دبي لا تتوقف عن جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فإن هذا الأداء الاستثنائي للاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارة.

الإمارات حاضنة الذكاء الاصطناعي

من جانبه يقول لورنس لي، المدير العام لعلامة «هونر» في دول مجلس التعاون: في الربع الأول من هذا العام سجلنا نمواً قوياً في دول مجلس التعاون الخليجي بلغ 59% على أساس سنوي. وحقق جهاز Magic7 Pro نمواً بنسبة 56%، في حين تضاعف أداء Honor Magic V3 محققاً نمواً بنسبة 100%.

كما نمت أعمالنا في فئة الأجهزة اللوحية بأكثر من الضعف؛ ما يعكس تنوع محفظة منتجاتنا وقوتها في مختلف الفئات. وعلى الرغم من أننا لا ننشر بيانات تفصيلية حول حصتنا السوقية في كل دولة، فإن مؤشراتنا الداخلية تُظهر نمواً قوياً من خانتين في الإمارات، ونتطلّع إلى مواصلة هذا الزخم في النصف الثاني من هذا العام من خلال إطلاق المزيد من الهواتف الذكية والهواتف القابلة للطي، ضمن كل من الفئة الرائدة وفئة نمط الحياة.

يضيف لي: وقد شهد سوق الهواتف الذكية في الإمارات نمواً بنسبة 19% على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الجاري، مدفوعاً بانتعاش قطاع السياحة، وارتفاع الطلب على الأجهزة.

وسجلت فئة الهواتف المتميزة، لا سيما تلك المزوّدة بميزات الذكاء الاصطناعي، أعلى معدلات النمو خلال هذه الفترة. ويشهد تصميم الهواتف الذكية تطوراً باستمرار، منتقلاً من الشاشات المسطحة والكاميرات الفردية إلى شاشات غامرة، وتقنيات التقريب البصري المتقدم، وتجارب تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ويسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز سهولة الاستخدام، بدءاً من إدارة البطارية بذكاء، وصولاً إلى تحسين جودة الصور تلقائياً. وتُعد دبي محركاً رئيسياً لنمو هذا السوق في الشرق الأوسط، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، ومشهدها التكنولوجي الديناميكي، وبيئاتها التجارية المرنة. كونها مدينة ذات طابع عالمي وثقافي متنوع.

كما أن سكانها يتمتعون بمستوى عالٍ من الوعي الرقمي؛ ما يجعلهم أكثر استعداداً لتبني الابتكارات في عالم الهواتف الذكية. كما تُعد المدينة مركزاً مثالياً لإطلاق المنتجات الجديدة في المنطقة، ولهذا اخترناها لإطلاق أجهزتنا الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونحن أيضاً بصدد توسيع حضورنا في السوق المحلية من خلال افتتاح متاجر هونر في الإمارات، لتقديم تجارب تفاعلية تعكس روح الابتكار في الدولة.

الثقة بمستقبل دبي

أما بيك ين، المدير العام لمجموعة «هواوي» لأعمال المستهلكين في الإمارات، فيقول: تواصل دبي تأكيد مكانتها كوجهة استثمارية عالمية رائدة بتصدّرها مدن العالم في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، حيث استقطبت الإمارة في عام 2024 وحده، 52.3 مليار درهم (14.24 مليار دولار) من رأسمال الاستثمار الأجنبي المباشر المُقدّر، مسجّلة زيادة بنسبة 33.2% عن العام السابق 2023.

وهذا الزخم الكبير يُشير بوضوح إلى ثقة الشركات العالمية بمستقبل دبي والتزامها الراسخ بالتقدم. وأما بالنسبة لشركة هواوي، فإن هذه البيئة المزدهرة تُشكل فرصة حقيقية للنمو، ومن شأنها توفير الدعم بدءاً من إطلاق متاجرها الرئيسية وصولاً إلى بناء الشراكات الاستراتيجية الفعّالة مع أبرز الجهات المعنية المحلية والإقليمية. أمّا التركيز الوطني لدولة الإمارات على الذكاء الاصطناعي، فهو يبقى من الأمور الواعدة بشكل خاص.

ومع توقعات بإسهام الذكاء الاصطناعي بنسبة 14% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحلول عام 2030، فإن السوق يتوافق تماماً مع استراتيجيتنا للتوسع الطويلة الأمد. كما تمكّننا هذه المزايا من توسيع نطاق الأجهزة المُدمجة بالذكاء الاصطناعي، والتعاون مع الحكومات والشركات، والبقاء في طليعة التحول الرقمي في الإمارات، التي يتجه سوق الهواتف المحمولة والذكية فيها إلى تحقيق معدلات نمو جديدة.

أكثر مما نتوقع

نختتم مع فادي أبو شمط، نائب الرئيس، ورئيس مجموعة الأجهزة المحمولة لدى «سامسونغ غلف» للإلكترونيات، الذي قال: حافظنا على موقعنا الريادي في سوق الهواتف الذكية خلال الربع الأول من العام الجاري، وسجّلنا نمواً ملحوظاًً مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، ونسعى إلى مواصلة تعزيز حضورنا في الهواتف المحمولة من جميع الفئات، مدفوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد أظهرت بيانات «كاونتر بوينت للأبحاث» أن سوق الهواتف الذكية العالمي عاد إلى النمو في عام 2024 محققاً زيادة سنوية بنسبة 4%. وقد كان إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف أحد المحركات الرئيسة لهذا النمو.

ونظراً إلى وتيرة تبنّي التقنيات الحديثة في دولة الإمارات، فمن المتوقع أن يسجّل السوق المحلي معدل انتشار مرتفعاً للهواتف الذكية المزودة بالذكاء الاصطناعي في العام الجاري، وربما يفوق المتوسط العالمي، لا سيما مع وجود بيئة استثمارية ديناميكية في الإمارات، وتحديداً في دبي، تمكّن الشركات العالمية، مثل سامسونغ، من تحقيق نمو استراتيجي على مستوى الأعمال والابتكار، وتستند دبي في هذا التفوق إلى موقعها الجغرافي المتميز، والبنية التحتية الرقمية المتقدمة، والقدرة على استقطاب الكفاءات، إضافة إلى بيئة أعمال داعمة ترتكز على مبادرات طموحة مثل «أجندة دبي الاقتصادية D33»، و«دبي العالمية»، و«مشروع 300 مليار»، وهذه المبادرات تنسجم مع رؤية سامسونغ القائمة على الريادة التكنولوجية والابتكار، ما يجعل من دبي مركزاً مثالياً لنمو أعمال الشركة في المنطقة، وتعزيز حضورها في قطاعات المستقبل.