رثاء فارس الوصل، السبّاق بالخيرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضجّــــتْ عليك منابرُ البُلـــدانِ

وتوشّحـــتْ بملامح الأحـــزان

وبكتك أرضُ الوصـلِ من أعماقها

يا ناشــــرَ المعروف والإحســـان

نبــــأٌ ألمَّ بنــــا بفَقْــــدِ كبيـــرنا

فتفطّـــــرتْ لفراقـــــه العينــان

قالوا مضى حمـــدانُ فارتاع الدجى

من فقـــــد بدرٍ ضاء من حمـــدان

حمـــــدانُ يا زينَ الرجال وتاجَهم

لقّاك ربّي نعمــــــة الرضـــــوان

وحباك مـــــن حُلل الجنان مُعطّرا

وحُبيتَ بالغفــــران والريحــــان

تبكيك أرضُ الوصل طال نشيجُها

يا فارس الفرســـــان في الميـــدان

يا فاعل الخيــرات في غَسَقِ الدجى

يا باذل المعــــروف في الإعـــلان

تبكيــــك كلُّ حزينــــةٍ ملهوفـةٍ

قد كنتَ تحفظُها مــــن الحرمـــان

يبكيك أيتــــامٌ تقاصــــر سَعْيُهم

قد كنــــتَ تكفيهم لظى النيــران

يبكيـــك عُمّارٌ لمكــــةَ أدلجــــوا

من حُـــــرِّ مالك يا عظيـمَ الشان

ضجّــــت عليك مساجدٌ ومنـابرٌ

ما زال يعمُـــرُها شــــذى القرآن

يبكيك قيدوم الرجــــال محمـــدٌ

بو راشـــد المكلوم بالأحــــــزان

كنت العضيـــدَ له على طول المدى

تبني وتُعلي قصــــــة العُمــــران

قـــــد كنتَ فينا سيّـــــدا مترفّعا

وأمينَ دولتنا مـــــدى الأزمـــان

ماذا أسطّر في تَجـــــدُّد حـــــزننا

برحيـــــل مصباح الظــلام الباني

يا آل مكتــــــومٍ تعثّر حــــــرفُنا

عنــــــد الرثاء لزينة الفرســــان

فتقبلوا حُسْـــــنَ العــــزاء بفقده

لقّاه ربـــــــي سابغَ الغفـــــران

فعسى الإله برحمـــــةٍ مـــن عنده

يُعلي منازل عبــــده حمــــــــدان

وينال مــــن برد الشفاعـــة صيّباً

مـــــن جانبِ المبعوث بالإحسان

صلى الإله على الحبيـــب المصطفى

من خيرة الأحســــاب من عدنان

 

Email