تمثل العينات التي جلبتها مركبة ناسا الفضائية أوزيريس-ريكس من الكويكب بينو نافذة جديدة لفهم أصول النظام الشمسي وبدايات الحياة على الأرض.
وأفادت ناسا مؤخراً أن هذه العينات تحتوي على سكريات ومادة شبيهة بالعلكة، لم يُرَ مثلها سابقاً في المواد الفضائية، ما يفتح آفاقاً جديدة لدراسة الكيمياء الكونية وأصل الحياة.
تأتي هذه الاكتشافات في ثلاث أوراق بحثية جديدة نشرت يوم الثلاثاء الماضي في مجلتي Nature Geosciences وNature Astronomy. الورقة الأولى، بقيادة يوشيهيرو فوروكاوا من جامعة توهوكو اليابانية، ركزت على السكريات المكتشفة في عينات بينو، والتي تُعد من اللبنات الأساسية للحياة البيولوجية على الأرض.
وأكد الباحثون أن وجود هذه السكريات يشير إلى أن المكونات الأساسية للحياة كانت منتشرة في النظام الشمسي منذ بدايته، وفقا لـ cbsnews.
الورقة الثانية، التي أعدها سكوت سانفورد من مركز أبحاث ناسا آيمز وزاك غاينسفورث من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، سلطت الضوء على "العلكة الفضائية" الغامضة الموجودة في العينات.
وأوضحت الدراسة أن هذه المادة ربما لعبت دوراً محورياً في تحفيز الحياة المبكرة على الأرض، إذ يمكن أن تكون وفرت بعض المواد الكيميائية الأولية اللازمة لبدء العمليات البيولوجية.
وصف سانفورد هذه العلكة بأنها واحدة من أقدم التغييرات التي شهدها هذا الكويكب البدائي، الذي تشكل في الأيام الأولى للنظام الشمسي، ما يجعلها مفتاحاً لفهم التغيرات الكيميائية المبكرة في المادة الفضائية.
أما الورقة الثالثة، بقيادة آن نجوين من مركز جونسون الفضائي التابع لناسا، فركزت على الغبار المستخرج من نوعين مختلفين من الصخور التي جمعتها أوزيريس-ريكس، والتي يُعتقد أنها تعود إلى نجوم سبقت تكوين النظام الشمسي.
وأظهرت النتائج أن الغبار كان مختلطاً جيداً منذ تكوين النظام الشمسي، ما يشير إلى أن كويكب بينو قد تشكل في منطقة غنية بغبار النجوم المحتضرة، ما يسلط الضوء على الظروف الكيميائية الأولية للنظام الشمسي.
وعلى الرغم من أن هذه الاكتشافات لا تشكل دليلاً مباشراً على وجود حياة خارج الأرض، إلا أنها تظهر أن المكونات الأساسية للمركبات البيولوجية، بما في ذلك بعض الجزيئات المستخدمة في بناء DNA وRNA، كانت موجودة وواسعة الانتشار منذ العصور الأولى للنظام الشمسي.
وأكد العلماء أن الحياة المبكرة على الأرض ربما اعتمدت على جزيئات بسيطة مثل السكريات والرسائل الكيميائية قبل ظهور الأنظمة البيولوجية المعقدة التي نعرفها اليوم.
يشكل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم كيفية تشكل الحياة على كوكبنا، ويمثل دعوة لمزيد من الدراسات حول إمكانية وجود الحياة في أماكن أخرى من الكون، مستفيدين من العينات التي قد تكشف أسراراً لم يستطع العلماء تفسيرها حتى الآن.
