أطول عائلة في العالم.. ثمن يومي من الألم والمعاناة

تعيش عائلة "تراب" الأمريكية تجربة فريدة تجمع بين الشهرة العالمية وصعوبات الحياة اليومية، بعد تتويجها رسمياً بلقب أطول عائلة في العالم من قبل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية عام 2020.

ورغم أن هذا اللقب وضعهم في دائرة الأضواء الدولية، فإن أفراد العائلة يكشفون اليوم عن الوجه الآخر لهذه القامة الاستثنائية، والذي يحمل تحديات جسدية ونفسية واجتماعية قلما يلتفت إليها الناس.

وتتألف العائلة من خمسة أفراد يقيمون في مدينة إيسكو بولاية مينيسوتا، وهم: الأب سكوت، الأم كريسي، والأبناء الثلاثة آدم، مولي، وسافانا.

ووفق إحصاءات "غينيس"، يبلغ متوسط طول العائلة 203.29 سم، أي ما يعادل أكثر من مترين لكل فرد، ما يجعلهم حالة نادرة حتى بين أصحاب القامات الطويلة حول العالم.

ويُعدّ آدم، الابن الأكبر، أطول أفراد العائلة، حيث يصل طوله إلى 221.71 سم، أي ما يعادل 7 أقدام و3 بوصات، فيما يبلغ طول شقيقته سافانا 203.6 سم، بينما يصل طول مولي إلى 197.26 سم.

ورغم أن الأم كريسي تُصنَّف بأنها "الأقصر" بين أفراد الأسرة، فإن طولها يصل إلى 191.2 سم، أي 6 أقدام و3 بوصات، بينما يبلغ طول الأب سكوت 202.7 سم، وفقا لموقع unilad.

ورغم أن أفراد العائلة ينظر إليهم بوصفهم نموذجاً للقوة والتميّز الجسدي، إلا أن تجاربهم اليومية تكشف أن الطول الاستثنائي ليس نعمة مطلقة.

ففي تصريحات سابقة لوسائل الإعلام ولموسوعة "غينيس"، كشفت سافانا عن معاناتها من آلام النمو خلال سنوات المراهقة، قائلة: "آلام النمو كانت لا تُحتمل، كنت أستيقظ في الليل من شدتها، كما أن علامات التمدد تنتشر على ساقيّ".

 وأضافت أنها في بعض الأحيان، إذا ما وقفت بسرعة، تتعرض للدوار وربما الإغماء.

ولا تقتصر التحديات على الألم الجسدي، بل تمتد إلى أبسط تفاصيل الحياة اليومية، مثل المرور عبر الأبواب، الجلوس داخل الطائرات أو المركبات، وحتى تجربة التسوّق.

 وتقول العائلة إنها تضطر غالباً لثني رؤوسها عند المرور من المداخل، كما تواجه صعوبة حقيقية في قيادة السيارات بسبب المساحة الضيقة المخصصة للأرجل مقارنة بأطوالهم.

كما أوضح أفراد الأسرة أن العثور على الملابس المناسبة يمثل معضلة دائمة، خاصة وأنهم يحتاجون إلى تصميمات وأحجام غير شائعة في الأسواق، وهو ما يحوّل تجربة التسوّق إلى مهمة مرهقة ومعقدة.

ورغم ذلك، يؤكد أفراد العائلة أنهم لا ينظرون إلى طولهم باعتباره عائقاً، بل كوسيلة لصنع مستقبل مختلف. فقد كشفت مولي أنها تطمح إلى استمرار "الإرث الطويل" في عائلتها عبر أطفالها في المستقبل، فيما أعلنت سافانا عن خططها لدخول عالم التمثيل أو عرض الأزياء، مستفيدة من حضورها اللافت.

كما تأمل سافانا في تحطيم الرقم القياسي لأكبر يدين لدى امرأة على قيد الحياة، وهو اللقب الذي يعود حالياً إلى التركية روميسا غيلجي، والتي يبلغ طول يدها اليمنى 24.93 سم، واليسرى 24.26 سم.

وبينما تواصل عائلة "تراب" جذب الأنظار حول العالم، يبقى من الواضح أن طولهم، رغم تفرده، ليس مجرد رقم يستحق التوثيق، بل قصة إنسانية تحمل مزيجاً من التميّز والتحدي معاً.