نازي بغلاري.. هوية الفنون الشرق أوسطية ونسيجها موضة مستدامة وقابله للارتداء

بالتزامن مع التحضيرات، التي جرت في «مونيه دو باريس» (دار سك العملة الفرنسية سابقاً)، لاستقبال فعاليات الدورة التاسعة من معرض «آسيا ناو» في أكتوبر المقبل أطلقت مصممة الفنون القابلة للارتداء والمقيمة في دبي نازي بغلاري مجموعتها من المعاطف والقفاطين ذات السطح المزدوج، ويمكن ارتداؤها على الوجهين والمكونة من 20 قطعة. 

وظفت المصممة والفنانة نازي بغلاري المعروفة بإحساسها بالألوان والأنماط قدرتها على التصرف بأنماط مختلفة الأحجام، ومجموعة متنوعة من الأنسجة والأقمشة مثل القطن والمخمل والحرير، وتكتمل أعمالها بالتطريز اليدوي وأحياناً برسالة مخفية مكتوبة بخط اليد مباشرة على القماش، وكلها مزايا وتفاصيل تزيد من شاعرية وجاذبية عملها، إذ تحمل كل قطعة بالنسبة لمن يرتديها صدى عاطفياً وشخصياً للغاية.

نساجي الإيكات

وعن أسلوبها وتقنياتها الخاصة تقول نازي: أعتقد أن أكثر ما يميز عملي هو أنه أقرب إلى الفن منه إلى تصميم الأزياء، «أشعر بحب واحترام عميقين لأسلوب الإيكات، فمعاطفي وقفاطيني ليست من تصميمي حقاً، بل هي الإيكات نفسها، التي توحي لي بما تريد أن تكون عليه، وعملي هو بمثابة تكريم لنساجي الإيكات، الذين حافظوا على هذا التقليد منذ القرن الثاني عشر»، والجدير بالذكر أنه قد تم تصميم جميع القطع في مشغلي من قبل فريق صغير من الخياطين والطرازين المتخصصين. وتصنع كل قطعة على حدة بدلاً من الإنتاج بكميات كبيرة، علماً بأنه بسبب الحرفية العالية، والتركيز الفائق للعمل اليدوي، من حيث القص والخياطة والتفاصيل النهائية في كل قطعة، فإن إنتاج علامتي التجارية محدود للغاية.

قضايا البيئة 

 وحول الفلسفة الكامنة وراء نشاطها الإبداعي في الإمارات تقول نازي: «الحرص والدقة هو ما يقودنا إلى التميز خاصة فيما يتعلق بسلامه البيئة، حيث أفضل الإنتاج بكميات محدودة على الإنتاج الضخم، مع اتباع نهج أخلاقي راسخ في الموضة، ودعم عمل الحرفيين التقليديين، واستخدام المواد الطبيعية فقط في كل من عمليات الإنتاج والتعبئة والتغليف، وذلك لتلافي الإسراف في استهلاك المواد، كما في دورة الموضة الموسمية».

تقنيات الصبغ 

وحول مفهوم تصاميم «الإيكات» جزءاً أصيلاً من تقنيات صناعة النسيج في منطقة الشرق الأوسط تقول المصممة والفنانة نازي بغلاري: نسيج «إيكات» هو تقنية صباغة تستخدم لخلق نمط مميز من أنماط النسيج، حيث يتم تشكيل التصميم عن طريق ربط خيوط فردية أو حزم من الخيوط بغلاف محكم مطبق في النمط المطلوب. يتم بعد ذلك صبغ الخيوط مما يجعل هذا النسيج أكثر قيمة، ويختلف عن غيره، وتحتاج صناعته إلى موهبة خاصة وحرفية عالية، وتعود إلى القرن الثاني عشر.

جماليات حرفية 

وتضيف نازي: «في منتجاتنا نستخدم أقمشة إكات في طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان في آسيا الوسطى. أصبح نسيج الإيكات هناك نوعاً من رمز المكانة في ثقافة البلاد، لأنه مشهور وقابل للاستخدام بشكل كبير، وعلى صعيد آخر فقد أجريت العديد من الأبحاث الدقيقة حول نسيج «الإيكات» في مناطق متفرقة من منطقة الشرق الأوسط، للوقوف على جماليات الأنماط والتقنيات الحرفية، والتي يمكن وصفها بأنها من اكثر تقنيات النسيج المستدامة إلى يومنا هذا، وعبر مشروعي الثقافي والفني هذا أسعى إلى حياء التقاليد الغنية للإيكات وإبداعاتها الفنية وانتشار ثقافتها، عبر جعلها قابله للارتداء، ضمن سياق الموضة المعاصرة».