الميتافيرس عوالم الموضة في الألفية الثالثة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الموضة العالمية، عبر أسبوع الموضة الافتراضي بتقنية الميتافيرس، منعطفاً تاريخياً، قد يحمل تغيرات جذرية في عالم التصميم، لا سيما مع التوجه نحو مخاطبة الجيل «زد»، باعتباره المحرك الأساسي للعوالم الافتراضية، ويمتلك الشغف بكل ما تنتجه التقنية، ولكن هل سيؤثر ذلك على بيئة التصميم التقليدية؟ وهل سيقدم المستقبل جيلاً من مصممي الأزياء المتخصصين بالعوالم الافتراضية؟ وكيف يمكن الجمع بين ما هو مادي وافتراضي في قطاع فنون التصميم؟

استقطب أسبوع الموضة الافتراضي، الذي أقيم في مارس الماضي، على مدار 4 أيام، اهتمام أكتر من 60 دار أزياء عالمية. وجاءت هذه الفعالية الافتراضية مشابهة لأسابيع الموضة التي تُقام مرتين سنوياً في نيويورك، ولندن، وميلانو، وباريس.

ومن خلالها قدم المصممون أكثر من 500 تصميم افتراضي، قدمتها أهم دور الأزياء العالمية، وفي ذات السياق سعى أسبوع الموضة الافتراضي إلى استكمال مظاهر الجولات الحية، التي يقوم بها حضور أسابيع الموضة الحية، من خلال ابتكار منطقة تسوق تحاكي «شارع أفينيو مونتين» في باريس.

الجيل «زد»

وحول تركيز أسبوع الموضة الافتراضي وتصاميمه على جيل الشباب، يقول بونج غويريرو، الرئيس التنفيذي لمهرجان «فاشون فورورد دبي للموضة»: يسعى قطاع الموضة العالمية لاكتساب نقاط قوه وقاعدة شعبية في أوساط جيل الألفية «زد»، على اعتبار أنهم الفئة المستهدفة، وهم يعرفون تحت مسمى «اللاعبون»، على عكس «المستهلكون»، الذين هم الفئات المستهدفة في العالم الواقعي، ويمتازون بأنهم أكبر سناً ويمتلكون قدرة شرائية أكبر، وأكثر إنفاقاً، ولديهم القدرة على التنقل بين عواصم الموضة لحضور العروض الحية. ومن هذا المنطلق، سعت دار «دولتشي آند غابانا»، على سبيل المثال، إلى طرح 20 تصميماً للشباب، قابلة للارتداء والتفصيل حسب الطلب.

«أفاتار الموضة»

وتشير المصممة الإماراتية خلود ثاني إلى أن مرحلة التحولات، التي أعلنت بدايتها فعاليات أسبوع الموضة الافتراضي، تفضي إلى ظهور أنماط مشابهة لألعاب الفيديو ومراحلها الاحترافية، التي يتقن لعبها الشباب، من خلال تزويد شخصياتهم الافتراضية «أفاتار»، بملامح وأزياء إلى جانب الأكسسوارات التي يطلق عليها «جلود». وهذه يتم ترقيتها إلى مستوى أعلى نظير مبالغ مالية كبيرة.

وتضيف: يتطلع صناع الموضة الآخرون إلى صناعة الألعاب، التي تبلغ قيمتها 176 مليار دولار، وتجذب أكثر من ثلاثة مليارات لاعب على مستوى العالم كل عام.

ويقول جايكوب أبريان، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس الأزياء العربي: يمكن أن يفتح الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز فرصاً لنماذج أعمال جديدة، تستفيد من الموضة الافتراضية، إذا أخدنا بعين الاعتبار أن جيل الألفية يقضي وقتاً أطول على الإنترنت، ولديه الشغف إلى استكشاف إمكانيات «ميتافيرس».

ويضيف: يحتاج لاعبو الأزياء والرفاهية إلى ما معدله 8 ساعات يومياً على الشاشات لتعزيز معرفتهم بهذه الحدود الناشئة، ولقد تم بالفعل استخدام التكنولوجيا، التي تسمح بعرض 360 درجة، لتقديم المجموعات الموسمية، من خلال صالات العرض عبر الإنترنت.

ويتابع: يمكن للمستخدمين ارتداء صورهم الرمزية في منتجات حصرية أو «جلود» تغير المظهر. وبالنسبة لبعض المستهلكين، تعتبر الموضة الرقمية امتدادا طبيعيا لتطبيق مرشحات الوسائط الاجتماعية على منصات مثل «إنستغرام» و«سناب شات». وفي السياق، أطلقت «دار لويس فوتون» لعبة فيديو مع رموز غير قابلة للاستبدال، صممها Beeple جزئياً، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لتأسيس العلامة التجارية، وقد لاقت اللعبة نجاحاً باهراً.

مواهب ناشئة

وحول الدور الذي ستلعبه الرموز غير القابلة للاسترداد والألعاب والأزياء الافتراضية في مستقبل التسوق، تشير هند‭ ‬بن‭ ‬دميثان القيّمة الفنية والرئيسة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لشركة «‭ ‬‮همزة‭ ‬وصل‮‬‭ ‬للاستشارة‭ ‬الإبداعية» إلى أن مبيعات العملات المشفرة والرموز غير قابلة للاستبدال، في العام الماضي، وفقاً للعديد من التقارير الاقتصادية، تجاوزت 25 مليون دولار.

وتضيف: ليس هناك حدود زمنية أو عالمية لنطاق الاستثمار في العرض والطلب وكذلك التملك، أما التغيرات في مجال تسجيل العلامة التجارية وحقوق الملكية الفكرية، فسوف تدعم انطلاقة الشركات الناشئة بشكل كبير، بفضل التسهيلات، التي تدرجها هذه التقنية. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وتؤكد: وفقاً لموقع «بلومبرغ» الاقتصادي أعلن ذراع رأس المال الاستثماري في «تومي هيلفيغر» عن شراكة مع «إي دبليو جي فيرتشوال»، وهي وكالة تسويق شهيرة، للتركيز على ما يسمى التجارة الإلكترونية.

وحتى لا يتفوق عليها أحد، ابتكرت «بربري» سلسلة من الشخصيات الفريدة تسمى: «شاركي بي» من إبداعات الرموز غير القابلة للاستبدال التي يمكن اللعب بها، وتأتي كاملة مع حقيبة الظهر، وشارات الذراع وأحذية البلياردو، «بلانكوس بلوك بارتي»، من «ميثيكال غايمز» وبيعت المجموعة بسرعة، بقيمة تقريبية بلغت 400 ألف دولار.

ولكن لا شيء يضاهي جهود «دولتشي آند غابانا» للاستقرار في «ميتافيرس»؛ ففي معرض «ألتا موضة»، الذي أقامته في البندقية خلال سبتمبر الماضي، كشفت العلامة التجارية النقاب عن مجموعة منفصلة من تسع إطلالات من الملابس، والأكسسوارات الرجالية والنسائية، والمرفقة أيضاً برموز غير قابلة للاستبدال، أربعة تصميمات منها كانت افتراضية فقط؛ وشملت البقية ثياباً حقيقية، وبيعت هذه المجموعة المستقبلية في مزاد، وبلغت قيمتها 5.7 ملايين دولار.

 

Email