مشاهد الطهي تضفي متعة على الدراما الكورية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الطاهي والكاتب الأمريكي، انتوني بورداين، ذات مرة متحدثاً عن الروابط التي لا تنفصم بين الطعام والفخر والذاكرة الثقافية:

«يفخر الناس عموماً بطعامهم. فإذا كنت على استعداد لتناول الطعام والشراب معهم دون خوف وتحيز... سينفتحون عليك بطرق قد لا يحظى بها أي شخص يزورهم بسبب قصة ما. وللحظة أو ثانية، تختفي من وجوهنا تلك التعابير المشدودة للأوغاد البائسين والساخرين والسائمين من العالم، والمتنافسين بلا رحمة، الذي أصبحنا عليه، أمام شيء بسيط مثل طبق طعام».

شيء شبيه يحدث في البرامج التلفزيونية الكورية، وفقاً للكاتب اديتيا ماني جها، في تقرير نشره في موقع «فيرست بوست» الهندي، فيتم تصوير الطعام وتقديمه للجمهور كمنهج مجازي في سرد القصص، فيتعرفون ببضع ضربات سريعة على أشياء كثيرة مهمة حول الشخصية التي تطبخ أو تأكل. كيف نشؤوا وما هي الأشياء الأقرب إلى قلوبهم. فالطعام، حسب قوله، مليء بالعواطف وتقنية فعّالة في سرد القصص تناسب احتياجات الدراما الكورية بوجه خاص.

يقول جها إن حماس المضيفين وما أضافوه لناحية الأهمية الثقافية للحساء أو‏‏ المرقة في كوريا، وجمالية الصور المتسلسلة للأكل، دفعه للتفكير بمدى أهمية الطعام في البرامج والأفلام الكورية.

الدراما وفن تناول الطعام

ويشير إلى أنه على مدى العقد الماضي، كانت مقاطع الفيديو المبهجة التي تعرض تناول الطعام على الإنترنت، «الموكبانغ»، شائعة، وقد تركت تأثيراً في مجموعة من المسلسلات الشعبية التي إذا ما أضيفت إلى مجموعة برامج كورية جنوبية سابقة، تُظهر السبب لماذا البلاد هي مصدر لمثل تلك الفيديوهات.

ففي أحد المسلسلات التلفزيونية التي تردد صدى «موكبانغ»، وعنوانه «وايتليفتينغ فيري كيم بوك-جو» من إنتاج عام 2016 ـ 2017، وفي مشهد أصبح كلاسيكياً، تُظهر بطلة البرنامج خطوة خطوة لأصدقائها كيفية الاستمتاع بحفل شواء نموذجي على الطراز الكوري، بتبني استراتيجية لا تشعرهم بالتخمة بسرعة.

وفي برنامج «جوهرة في القصر» (2003)، والسابق لظاهرة «موكبانغ»، نرى مثالاً على ارتباط الطعام بالذكريات والرومانسية في الدراما الكورية.

حيث تؤدي لي يونغ-أي دور طباخة يتيمة ترتقي لتصبح الطبيب الشخصي للملك في القرن الـ15، وذلك عن طريق طهي أطباق الملك المفضلة التي لديه صلة عاطفية بها. كذلك في برنامج الواقع «هوم ألون» يُظهر الممثل الهندي الأصل في فيلم «لعبة الحبار»، انوبام ثريباثي، مهاراته في الطهي والأكل أمام أصدقائه الكوريين، صانعاً الباراثا، ليعلق الكوريون بالقول: «هو جيد في تناول الطعام بقدر ما هو جيد في إعداده».

علامة على فخر

كذلك في المسلسل التلفزيوني «فيرمانتيشون فاميلي» لعام 2011، يفتح رجل عصابات صفحة جديدة في حياته، بالعمل في مطعم كيمشي تديره شقيقتان، ويظهر في هذا العمل الدرامي الكوري ارتباط تحضير الطعام واستهلاكه بشعور من الفخر الثقافي والتعاطف والخلاص، ذلك أنه بدلاً من تدمير الأرواح يختار إطعام الناس.

وهكذا في مشهد «أمة من حساء»، أثناء استمتاع المضيفين الثلاثة بوعاء لذيذ من حساء الحبار على جزيرة «سيوغويبو»، يقول ريو في مرحلة ما «تسافر السمكة على طول الطريق إلى سيوغويبو لأن المياه أكثر برودة هنا، وهذا هو السبب في أن السمك لذيذ جداً». هذا ما يقوله السكان المحليون في كلمات تختصر الكثير عن ثقافات الطعام المحلية والقصص التي تنبثق منها. فالجميع فخور بطعامه والأشياء التي نشأ عليها.

برامج

حظي الكوريون بمتعة مشاهدة أطباق وأطعمة مختلفة من أنحاء البلاد مصورة بطابع جمالي، عبر عدد من البرامج التلفزيونية التي أضاءت على العلاقة التي تربط الطعام بمشاعر متنوعة من الفخر الثقافي والحب والتعاطف. وفي الحلقة الأولى من المسلسل الوثائقي الأحدث على نتفليكس «برنامج الطعام الكوري: أمة من حساء»، يتجه الممثل الكوري الجنوبي، ريو سو يونغ، برفقة زملائه إلى منشأة قديمة في جزيرة جيجو الكورية، تقدم طبقاً مميزاً شهيراً من نودلز المأكولات البحرية.

Email