دبي تثري معارف ومهارات المبدعين الشباب بالمجال وتضعهم على المسار الصحيح

المصممون الشباب وتحديات الاستدامة خريطة حلول وابتكارات ناجعة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت دبي في قطع أشواط واسعة في مجال الاستدامة، ضمن شتى قطاعات ومجالات الحياة عبر التركيز على برامج الاقتصاد الإبداعي والاستثمار فيها، بوجه خلاق واستراتيجي يعول عليه الكثير في المسقبل، وتبرز ضمن ذلك الصناعات الإبداعية المتخصصة في حقول التصميم المتنوعة، والتي تعد هدفاً طموحاً تسعى إليه الإمارة في خطواتها المستقبلية، لتصبح إحدى أكثر المدن استدامة في العالم، وذلك عبر مبادرات نوعية.

إلا أن تلك الجهود والخطط، تحتاج، في المقابل، إلى أن تعضدها جهود وبرامج خاصة يبادر بها كافة الشباب المبدعين المعنيين. «البيان» ترصد في هذا التحقيق، طبيعة مسؤوليات الشباب في الخصوص، من خلال آراء مجموعة معنيين ومتخصصين.

مهارات وخبرات

بداية، يتحدث محمد عبد الله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، عن طبيعة حرص دبي على تعزيز المهارات والخبرات العلمية للطلبة في مجالات التصميم والفن: «لا شك في أن دور معهد دبي للتصميم والابتكار كمؤسسة أكاديمية يتعدى التأثير على الارتقاء بمشهد التعليم وترسيخ الابتكار كثقافة أكاديمية وتطبيقية، بل يسهم أيضاً في دفع عجلة الاقتصاد الإبداعي، من خلال رفد الكفاءات والمواهب الشابة، حيث تعتمد منهجية المعهد على تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات، التي تتيح لهم ابتكار حلول تصميمية مستدامة لمشكلات اليوم، بما يسهم في تحقيق مستقبل أفضل في مختلف المجالات».

وأضاف: «إن استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي تشكل حجر الزاوية في بناء نظم وأسس منهجية ترسخ مفهوم وممارسات التصميم والابتكار المستدام كمرتكزات للتطور، ضمن مجالات وجوانب متعددة، وقد أثمرت هذه الرؤية في اختيار اليونيسكو لدبي كأول مدينة مبدعة في التصميم في الشرق الأوسط، وتسليط الضوء على التزام دبي بالعمل على التطوير المستمر لشتى الصناعات الإبداعية».

وتابع: «نحتفي اليوم بأعمال ومشاريع واعدة من تقديم طلبتنا، وتمثل نتاجات الدفعة الأولى ممن سيحصلون على أول درجة بكالوريوس متعددة المسارات في التصميم بالمنطقة، وهو ما نعده مبعث فخر لأهميته، وتأكيد على التزامنا بترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للتصميم والإبداع وصناعة المستقبل».

وفي ما يتعلق بفكرة التصميم ودعم المواهب الشابة في تقديم حلول مستدامه تقود إلى الابتكار والتصميم العملي، الذي يعد أحد أهم جوانب الاقتصاد الإبداعي يقول هاني عصفور، عميد معهد دبي للتصميم والابتكار: يعد التصميم في الثورة الصناعية الرابعة عنصراً بالغ الأهمية لتحقيق التميز، والتفرد في سوق شديدة التنافسية، حيث إن فهم ومعرفة مشاعر وآراء المستخدم حيال المنتج يلعب دوراً كبيراً في نجاحه، وعبر معرض الخريجين، الذي يحتفي بتخريج طلبة الدفعة الأولى ممن سيحصلون على أول درجة بكالوريوس متعددة المسارات في التصميم بالمنطقة، تواكب المواهب الشابة المتغيرات في مجال التصميم، وريادة الأعمال باستخدام هذه المنهجيات، بهدف حل المشكلات وربط التصميم بالاستراتيجيات والتكنولوجيا في مراحل مبكرة وعدم معاملة التصميم كمجرد شيء كمالي، وهذا أمر ملح، وخصوصاً في هذه الفترة، التي تشهد طلباً غير مسبوق، يفوق ما تستطيع الجامعات تعليمه على صعيد تحقيق التكامل بين الجوانب التكنولوجية والمعرفة الاستراتيجية والمهارات التصميمية.

30 ألفاً

ويضيف هاني عصفور: وبالنظر للدراسة التي أجراها مجلس دبي للتصميم والأزياء، بالتعاون مع حي دبي للتصميم (d3) في عام 2016 تحت عنوان «آفاق تعليم التصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، فإن المنطقة العربية والشرق الأوسط بحاجة إلى نحو 30 ألفاً من خريجي التصميم، خلال هذه الفترة لخدمة هذا القطاع الحيوي، إلى جانب حجم السوق الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقطاع التصميم، الذي يبلغ نحو 100 مليار دولار من إجمالي السوق العالمي المقدر حجمه بنحو 2.3 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تنمو عائداته بشكل ملحوظ، خلال السنوات المقبلة، وإننا على ثقة بأن معهد دبي للتصميم والابتكار سيكون الخيار المفضل إقليمياً ودولياً لطلبة الجيل القادم من المبدعين؛ وذلك لما يتميز به من كوادر تدريسية رائدة وبرنامج أكاديمي مميز، وموقع استراتيجي، ضمن حي دبي للتصميم، الذي يعد الوجهة الأولى للتصميم في المنطقة.

وفي ما يتعلق بتطبيق أطروحات الاستدامة في مجال تصميم الأزياء والتغلب على التحديات والمشكلات المرتبطة بعملية الإنتاج والتصنيع تقول الخريجة مها عبد الله: إن مشروعها يرتكز على وضع حلول مستدامة في كافة عمليات تصميم الأزياء في كافة مراحلها، ومنها التصميم والمواد والتصنيع ومعالجة النسيج والتعبئة وسلسلة التوريد والبيع بالتجزئة وتقدم رؤية مختلفة غير تقليدية، تضع نصب أعينها بالدرجة الأولى الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، وهو ما بات محط اهتمام شريحة متزايدة من مصممي الأزياء والموضة في العالم العربي، ومن المؤكد أن مسؤولياتنا كبيرة في هذا الحقل، إذ علينا ان نصقل خبراتنا ونعزز مهاراتنا ونقوي حضورنا، عبر الاستزادة العلمية والتجريب والاطلاع على احدث الابتكارات والمشروعات بالمجال.

وتضيف: خلال ابتكار تطبيق افتراضي لتحقيق معايير الاستدامة والقائمة على نتائج بحثية وقياس كافة المتعلقة بمراحل الإنتاج لعينة مكونة من 10 علامات تصميم أزياء بحي دبي للتصميم، كانت النتائج صادمة نوعاً في ما يتعلق بقيمة الهدر المالي من استخدام الخامات المتوقع خلال عام، والتي بلغت قيمته 710,391 دولاراً، ومن المتوقع أن تصل إلى 7,814,296 دولاراً، وفي ما يتعلق بنسب إنتاج ثاني أكسيد الكربون من شحن الخامات للإنتاج خلال عام فقد بلغت 933,356 طناً مترياً من ثاني أكسيد الكربون، والتي سوف تقفز إلى 10,266.917,2، طن متري من ثاني أكسيد الكربون في السنوات العشر المقبلة.

طبعات تراثية

وتعتقد الخريجة عائشة إسماعيل، أن مشروعها المشترك مع زميلتها نور معدد يطرح مجموعة من الأفكار ذات الصلة باستدامة التراث العربي في ما يتعلق بتصميم الطبعات والخامات، عبر فكرة تطوير النقوش التراثية في دولة الإمارات- دولة لبنان كنموذج أولي، يمنحها طابع المعاصرة ويحفظ هويتنا من الاندثار، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي سيلعب دوراً حاسماً في تشكيل «الاقتصاد الإبداعي»، وسوف يزدهر «اقتصاد التجربة»؛ ما يعود بالفائدة على الصناعات الإبداعية المرتبطة به، وعندما يقترن «الاقتصاد الإبداعي» بـ«الاقتصاد الرقمي»، فإنه سوف يزيد من مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، لأن طبيعة العصر الرقمي أكثر حرية في ما يخص العلاقة بين المنتج والمستهلك، كما يؤدي التقارب بين التكنولوجيا والمحتوى الإبداعي إلى زيادة في الأسواق، ما يخلق رواجاً أكثر للمعروض.

وتتابع: إن الابتكار والسعي إلى تقديم أنجع الحلول بشأن الاستدامة في حقول التصميم، أساسان لا بد ان تقوم عليهما ركائز مشروعاتنا ورؤانا وخطط عملنا في هذا الصدد.

وتضيف عائشة: ويمكن النظر إلى المشروع ونماذج الخامات والطبعات المستحدثة من الطبعات التراثية والتي تم إنتاج قطع تدمج بين الثقافتين أنه نواة ملهمة إلى عصرنة التراث، والذي يندرج تحت الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تعد اليوم من المحفزات الرئيسية للنمو والتنوع الاقتصادي والاجتماعي في دوله الإمارات، كما تعد هذه الصناعات من أسرع القطاعات نمواً في العالم، حيث تدر إيرادات عالمية تقدر بنحو 2,25 مليار دولار سنوياً، وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

Email