أنماط كلاسيكية تعشق الطبيعة

أجمعت عروض أزياء اليوم الثاني من فعاليات «أسبوع الموضة العربي» في حي دبي للتصميم، على العودة إلى الوراء واقتناص الذكريات الملهمة، القادمة من عوالم خرافية مفعمة بالحماس والدراما التشويقية، حيث أعادت إحياء القوالب والأنماط الكلاسيكية العاشقة للطبيعة والحياة، في تمازج بصري مثير للوحة الألوان، وتفاصيل الريش والخرز المعتق بالحنين لثقافات وشعوب مسكونة بتراثها.

 

ريف إندونيسيا

مثلما هو متوقع، انتصر المصمم الإندونيسي هين تيجن في تصاميمه الاستثنائية لأزياء هوت كوتور، عبر طرح فكر عميق المضمون في العرض المستوحى من ثقافة بلاده قوية التأثير، وتمازجت عناصر هذه الثقافة الأصيلة مع تصاميمه التي جاءت عبارة عن تشكيلات من المناظر الريفية المصغرة.

في تصاميم هين تيجن، تجلى الربيع مختلفاً عن قوالب التصميم التقليدية، فحملت العباءات المصنوعة من قماش أزرق شفاف ناعم، صور الغابة الحقيقية مع الحيوانات وأوراق الشجر المرسومة بشكل إبداعي. وقد أعطى ثوبه الأخضر المطرز، والمكون من قطعتين، خيالات متدفقة، كما كانت معالجته لوضع الخصر والنسيج الشفاف أمراً مبتكراً حقاً.

ومن جانب آخر، طرح هين تصاميم موشومة بمطبوعات مستوحاة من الطراز الآسيوي على أقمشة وسترات مبطنة خفيفة في الصور الظليلة التقليدية وغير التقليدية.

القطع المزينة بالريش جاءت ملهمة أيضاً، لا سيما في ظل الظلال الداكنة من الأسود والأزرق الغامق، كما كانت طبعات الحيوانات لمسة ممتعة رفعت من مستوى المجموعة، وزادت من رونقها عبر النسيج الشفاف، الذي حمل نقوشاً تشبه الوشوم على الجلد. وكان ختام العرض مع ارتداء العارضة غطاء رأس ذهبياً رائعاً، وغطاء رأس يصل إلى الأرض، محفوفاً بالريش، إلى جانب ثوب بأطياف الألوان الترابية.

ملكة الربيع

من جهته، قدم المصمم الروسي تمام هماريف تفاصيل متجددة لفكرة فساتين الزفاف، في مجموعة مكونة من 14 تصميماً، أظهر خلالها تفاصيل مجمعة بنمط أكورديون على أقمشة دقيقة عالية الجودة.

وفي السياق، كان الفستان غير المتماثل باللون الأزرق الفاتح من دون الكتف متواضعاً، مع تفاصيل مجمعة بذكاء على الكتفين، إلى جانب أكمام شفافة. في حين خطف الفستان المعدني البنفسجي، المصنوع من الفولاذ الفضي، قلوب الحاضرين عبر التفاصيل الخفيفة، كما ابتكر ثوباً بتفاصيل مرصعة بأوراق الذهب على الصدر، وعناصر زهرية متدفقة من نفس اللون على قماش حريري، بينما جاءت الألوان بدرجات ترابية ثمينة، ثم أعطت ظلال اللافندر المجموعة لمسة ناعمة، وكانت الصورة الظليلة مناسبة لمثل هذا اللون الجريء، الأكتاف المجعدة بمهارة، بنمط الأكورديون، وقوس الخصر الجميل.

ويمكن القول إن المظهر العام أعطى اتزاناً يشبه إطلالة الملكة، وبشكل عام، عملت الألوان الفاتحة من التوت والوردي والأخضر والأبيض بشكل مثالي في الكشكشة ذات الطبقات الناعمة، فيما جاءت تفاصيل الأوراق المرصعة بالأحجار الكريمة لتتطرق إلى كل تصور يجسد الربيع.

 

الريش الأبيض

من جهة أخرى، استعرضت المصممة البريطانية يلولو ليو، خريجة كلية لندن للأزياء، تصاميمها لفساتين السهرة مع تفاصيل الريش، مع بعض العناصر البراقة بدقة، حيث ظهرت قطعة كوتور الافتتاحية، بلون أزرق غامق، تشبه الطلاء المتناثر باللون الوردي.

وهنا تجدر الإشارة إلى فساتين الكوكتيل أيضاً، التي كان لها وضع مختلف من الكشكشة على الصدر أو حول الخصر. فيما تم عرض الزخارف المصقولة بالريش أيضاً، كما عرضت فساتين بنمط «البيبلوم» كأحد أهم اتجاهات الربيع الأكثر رواجاً لهذا الموسم. وبالنتيجة، جاء تنسيق الألوان ممتازاً في هذه المجموعة المفعمة بتأثيرات مضيئة.

وخلال عرض مجموعتها، أظهرت المصممة البولندية دوروتا جولفوينت، عباءاتها مخيطة من منسوجات طبيعية من الحرير والساتان والكريب والشيفون والأورجانزا، مع طبعات زهرية عتيقة وألوان وردية ناعمة، أعطت العباءات ذات الياقات والتفاصيل المطرزة بالذهب على الأكتاف، مظهراً كلاسيكياً متفرداً، خاصة مع وجود معاطف وشالات الفراء، التي حافظت على اتساقها مع الأزياء الراقية، لا سيما أن ظهور الثوب الذهبي، بأكمامه الكبيرة المنسدلة، وبالنمط المرتفع لبعض العباءات، في تشكيلة هذه المجموعة كان أمراً غير متوقع.

شجرة الحياة

وختمت عروض اليوم الثاني مع المصمم الفلبيني الشهير مايكل سينكو، الذي يحرص دائماً على أن تثير أزياؤه العواطف، حيث شهد الجمهور 20 دقيقة من السينوغرافيا المذهلة التي تدور حول مفهوم شجرة الحياة، وكيف يمكن أن يكون المرء مجيداً في جميع مراحل العمر. علاوة على ذلك، فقد سلط الضوء على كيفية نقل الجيل الأكبر سناً إرثهم إلى الشباب. بدأ الأمر عندما سارت كارولين لابوتشر الشهيرة على السحاب مثل الأم القوية، ثم تبعتها عارضة الأزياء المعروفة أميني أسيبي، التي تم اختيارها للتو أول سفيرة Curvy لمجلس الأزياء العربي.

استمرت القصة في ترك انطباع في المجموعة وإبهار الجمهور طوال المساء.