لون فستان الزفاف موضة شعبية عبر التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

جرت العادة على أن فستان الزفاف الأبيض هو من الأزياء التي ترتديها العروس ليلة دخولها القفص الذهبي في حفل مهيب يعج بالمدعوين والضيوف، ولا تكتمل مراسم الزفاف من دونه كإطلالة ملائكية استثنائية في ليلة العمر، ولكن تاريخياً لم يقتصر لونه على الأبيض، في كثير من الحضارات العريقة ووفقاً لما أوردته كتب التاريخ، حيث كان اللون الأحمر هو الموضة الدارجة للزفاف قبل ما يقارب 180 عاماً، والذي يرمز للزهور الحمراء التي يهديها الراغب في الزواج لعروسه.

اللون الأخضر موضة العصور القديمة

 

ظلال البنفسج

كان هناك العديد من المتغيرات التي طرأت على موضة فستان الزفاف ولونه عبر التاريخ وفقاً لتقرير خاص عن معرض فساتين الزفاف الذي افتتح عام 2014 بمتحف فيكتوريا آند ألبرت، والذي يؤكد أن في العصور القديمة حيث لم تكن المصاهرة بين العائلات سوى مكمل لاتحاد الثروات وتعميق الارتباط بالزواج الذي لم يكن الحب هو أول أهدافه وغايته ومنتهاه، ولتأكيد هذه السعادة الراسخة رغم الاختلاف عمدت العروس إلى ارتداء فستان ملون وزاه، وعلى سبيل المثال ارتدت عروس روما القديمة حجاباً أصفر يمثل الشعلة ويرمز إلى الدفء، وفي أثينا ارتدت الفساتين الطويلة ذات الظلال الحمراء أو البنفسجية.

 

الأسود الملكي

ومن جانب آخر كانت العديد من حفلات الزفاف في العصور القديمة عبارة عن اتحادات اقتصادية بالدرجة الأولى وليس بدافع الحب، لذلك اختارت العرائس القدامى أن يرمزوا إلى سعادتهم المرجوة من خلال ارتداء ملابس الزفاف ذات الألوان الزاهية. في العصور الرومانية القديمة، كانت هناك قيود على ما هو معروف عن جميع تقاليد فساتين الزفاف، فالملابس والألوان تختلف حسب الثقافة المجتمع ومكانة العائلة ونفوذها، والدليل على ذلك أنه وفي عهد أسرة «زو» الصينية، كانت ملابس الزفاف سوداء مع زخارف حمراء. أما خلال فترة حكم سلالة «هان»، تم ارتداء الملابس السوداء، وخلال عهد أسرة «تانغ» الصينية، أصبحت الملابس أقل صرامة، وكان من المألوف أن ترتدي العروس اللون الأخضر.

 الأبيض ثقافة شعبية بتوقيع الملكة فيكتوريا

 

 

 

 

موضة الأرجواني

وخلال العصور الوسطى كان فستان العروس ذات المكانة الاجتماعية الرفيعة يتم تصميمه من الأقمشة والخامات الباهظة الثمن، ويضاف له الأحجار الكريمة والمجوهرات، في حين يلجأ العامة إلى نسخة هذه الموضة بمجوهرات زائفة وخامات أرخص مع المحافظة على الألوان الزاهية، أما في العصر الإليزابيثي في إنجلترا 1558-1603 فكانت الموضة هي التي يرسم ملامحها الأرستقراطيون، كانت الألوان أيضاً مقيدة حسب الحالة الاجتماعية. سمح للملكة وأفراد أسرتها بارتداء اللون الأرجواني فقط. اعتماداً على الحالة الاجتماعية، ويمكن استخدام اللون في أي ملابس أو سيكون مقصوراً على الوشاح، أو الثنيات، أو غيرها من العناصر المحددة. حيث سُمح للفئات الدنيا فقط باستخدام البني والبيج والأصفر والبرتقالي والأخضر والرمادي والأزرق في الصوف والكتان وجلود الغنم، بينما كانت الأقمشة المعتادة للقشور العلوية من الحرير أو المخمل وحتى العصر الفيكتوري، لم تكن العروس بسيطة الحال عادة تشتري فستاناً جديداً، ولكنها كانت ترتدي أفضل ما تملكه. كانت أفقر العرائس يرتدين لباس الكنيسة في يوم زفافهن.

 

الأزرق النقي

قبل عهد الملكة فيكتوريا لم يكن من الشائع أن ترتدي العروس فستان الزفاف الأبيض. على الرغم من وجود بعض الاستثناءات، مثل ماري ملكة الاسكتلنديين التي ارتدت فستاناً أبيض في حفل زفافها عام 1558، وكان الأزرق أو الأحمر أو الأصفر أو الأخضر أو حتى الرمادي من الألوان الدارجة لفستان الزفاف في ذلك الوقت، وحين تزوجت الملكة فيكتوريا بالأمير ألبرت في عام 1840 مرتدية ثوب الزفاف الأبيض الذي لم يكن حينها يرمز للنقاء، بل كان اللون الأزرق.

 الأزرق لون الزفاف في العصر الإليزابيثي

 

لذلك اختارت العديد من الفتيات المقبلات على الزواج اللون الأزرق لفساتين زفافهن. لكن الملكة فيكتوريا ارتدت الأبيض لأنه كان لوناً مثالياً لإبراز ثوبها الاستثنائي كونه أكثر تكلفة وأكثر صعوبة في الحفاظ على نظافتها، وأول ظهور مسجل لارتداء فستان الزفاف الأبيض في الثقافة الغربية، عندما ارتدته الأميرة الإنجليزية فيليبا في حفل في عام 1406، كما ارتدت ماري ملكة اسكتلندا فستاناً أبيض خلال زفافها، بالإضافة إلى الأميرة شارلوت التي ارتدت ثوباً فضياً لامعاً، في عام 1816، ويعود الفضل في ذلك للملكة فيكتوريا في تغيير القاعدة، ونشر موضة الزفاف الأبيض.

Email