منى المنصوري: «كورونا» أوجد خطاً جديداً في نمط فساتين الزفاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

حيث تجلس يومياً مصممة الأزياء العالمية منى المنصوري في مكتبها بدار المنصوري للأزياء، تختزل أحد الجدران تاريخها بجوائز عدة، نالتها عن كونها مصممة أزياء إماراتية، تميزت في مجال عملها إلى جانب جوائز حصلت عليها في مجالات أخرى، منها أنها شغلت منصب سفيرة النوايا الحسنة في العام 2014 وسفيرة دعم المرأة وغير ذلك. 

والمنصوري التي أحاطت بها الجوائز الموزعة على رفوف الجدار من ورائها، حيث تجلس على مكتبها، اشتهرت بتقديم الرسائل عبر أزيائها. عن هذا قالت في حديثها لـ «البيان»: في أول عرض أزياء، سأقدم رسالتين الأولى عن إكسبو دبي 2020 والثانية عن إعادة العلاقات الخليجية. وسيقام العرض في سبتمبر من العام الجاري أي قبل انطلاق إكسبو في دبي. 

كما أوضحت المنصوري التي بدأت مسيرتها منذ العام 1990: أن جائحة كورونا غيرت العالم، وأوجدت خطاً جديداً في مجال الأعراس ونمط فساتين الزفاف، وسيبقى هذا الخط موجوداً، ولن نعود كما كنا من قبل حتى بعد الانتهاء من الوباء. 

فساتين زفاف

قالت منى المنصوري: هناك طفرة كبيرة في الأعراس، فقد اختلف الوقت ومن كثرة المصممين وضعنا تطبيق «أون لاين» لأجل أن نتلقى الطلبات التي تأتينا أحياناً من خارج الدولة. وأوضحت: الأذواق اختلفت مع طفرة كورونا، لكن مجال الأزياء لم يتوقف وهناك الكثير من الطلبات، لذلك عملت بخطوات سريعة في تلبية الأذواق ومواكبة التغيرات.

وبعد أن كانت الأعراس تقام في الصالات والفستان يكون ملكياً وكبيراً، أصبحت الأعراس في البيوت وحتى لو كانت كبيرة، إلا أن فساتين زفاف هذا العام أصبحت بسيطة أكثر وبقصات مختلفة عن السابقة. وتابعت بعد أن كان الفستان فخماً بكبر حجمه اختلف الآن وأصبح أقل حجماً حتى بالنسبة للشكل أيضاً اختلف، بعد أن كانوا في السابق يميلون للكريستال.

وذكرت: يميل الآن الفستان للبساطة على الرغم من فخامته، والألوان المستخدمة الأبيض أو «الأوف وايت» كما كان الطلب في فترة كورونا على فساتين زفاف بألوان ذهبي أو عاجي أو «الأولد روز» مع التخفيف من الورود، واختيار الأشكال الهندسية أو السريالية، المطرزة بخرز. 

وقالت المنصوري: جائحة «كورونا» غيرت أموراً كثيرة وأعتقد أن 80% سيستمرون على التسوق الإلكتروني، منها الرخص التي صدرت للعمل في المنزل وهو ما أسهم في أن العديد من المواطنات خصصن أماكن في منازلهن واستخرجن الرخص، وعملن في أشغال عدة منها التصميم.

وأضافت: أثر ذلك في من يدفعون إيجارات المحال والضرائب، ولكن عند النظر للمصلحة الأكبر فهذا جيد ومردوده اقتصادياً جيد أيضاً، وأعتقد أن الناس سيميلون إلى إقامة الأعراس في البيوت لأنها أكثر حميمية بتكاليف أقل. 

إنجازات وجوائز

منى المنصوري الحاصلة على الكثير من الجوائز، منها جائزة الدكتوراه الفخرية في القيادات النسائية والمشاريع الخيرية من لندن، كما نالت لقب فارسة العالم العربي في فئة التصميم من الأمم المتحدة. قالت: أعتقد أني حصلت على هذه الجوائز لأني منذ البداية وأنا أمتلك هدفاً، وحدث هناك تطور، مع التجربة ومع عروض الأزياء واختلاطي بالمصممين عاد عليَّ بالمزيد من الخبرة. وأوضحت: الآن أركز على هدفي الدائم وهو رفع اسم الدولة عالياً. 

وذكرت المنصوري: منذ البداية كنت أبحث عن الإنجازات، وكنت أتفاجأ بالجوائز مثل الجائزة التي حصلت عليها في الصين وأخذت المركز الأول من بين أكثر من 2000 مصمم. وتابعت: مرة أخرى وجدت إيميلاً يدعوني لتسلم جائزة في مدريد، ليس كتصميم فقط بل على كافة إنجازاتي.

وكنت العربية الوحيدة التي تحصل عليها. إنه الفرق بين أن نقتصر على التصميم وأن نكون فعالين في المجتمع، وهذه الأمور كان هناك بعض الجوائز لها، على جائزة أفضل شخصية مؤثرة في العالم من المهنيين، وكان عددهم 40 شخصية كنت واحدة منهم. واستطردت: في بومبي كانت مفاجأة لي أنهم اختاروني من بين 100 شخصية مؤثرة حول العالم، باعتبار أني كنت مؤثرة من خلال الرسائل التي وضعتها حين تصميم أزيائي. 

 

المنصوري التي قدمت الكثير خلال مسيرتها قالت: هاجسي هو المتغيرات التي من حولي وأحياناً أقول وصلت إلى كل شيء ولكن تبقى هناك الإغراءات وكلما نجحت هناك ما يزيد في النجاح مرة أخرى. وأضافت: أحياناً أشعر بأني تجاوزت الطموح إلى الطمع، وأعتقد أني لو حصلت على قطعة أرض، فأول ما سيخطر على بالي هو أن أحول «دار المنصوري» إلى أكاديمية للتعليم.

وتابعت: خصوصاً وأني أستقبل عادة متدربين من جامعات من خارج الدولة منهم متدربات من جامعة «نورا» السعودية، والجامعة التونسية للفنون. وذكرت: لو أقمت هذه الدار فستكون متكاملة للتدريب، بجانب عروض الأزياء للمبتدئين وكلما طرحنا مجموعة جديدة عوضاً عن الذهاب إلى الفنادق لإقامة العروض نعرضها في الدار. 

وقالت المنصوري: هناك متدربون تركوا بصمتهم مثل سارة في تونس التي كان اتجاهها تصميم الأزياء الشعبية، ولكنني عندما رأيت أن لديها طاقة كبيرة نصحتها أن تتجه إلى «الهوت كوتر» لأن الكثيرين يشتغلون في التراث والأزياء الشعبية والتقليدية التونسية، وبالفعل أبدعت في تصميمها للهوت كوتور. وأضافت: هناك المتدرب خالد الجنيبي الذي وجدته مصمماً ناجحاً، بعد أن قدمت محاضرة في كلية الخوارزمي. 

كما أشادت المنصوري بجهود الشباب الإماراتيين، وما يحققونه في مجال الأزياء والتجميل، وقالت: تعاملت مع العديد من فنانات المكياج الإماراتيات المبدعات مثل روضة ولطيفة وسويرة وميرة وغالية ومراوي وسارة ومجموعة أخرى. 

وكشفت المنصوري عن جديدها، وقالت: أحضر مجموعة لرمضان عبارة عن قفاطين مناسبة للاستقبال، وفيها أدمج الخصائص الجزائرية والمغربية مع القصات الأوروبية.

 
Email