أزياء

عمارة «البارامتري» تلهم صيحات الموضة العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يرى الكثير من الناس أن لا علاقة بين العمارة وتصميم الأزياء، أو يعتبرونها إحدى القصص الخيالية التي قد تبتكرها الأفلام السينمائية في تناولها عوالم وإحداثيات المستقبل في الألفية المقبلة.

ولكن في حقيقة الأمر تلك التصاميم المعاصرة التي تعرض بين الحين وآخر، مستوحاة من العمارة الحديثة أو التاريخية، وفي مقدمتها التصميم «البارامتري»، الذي يدمج بين النحت والعمارة وإبداعات الفنون البصرية.

تناسق بصري 

وفى الوقت الحاضر بات الترابط عميقاً ومؤثراً في عوالم تصميم الأزياء وتقنيات العمارة من خلال إدراك نقاط التلاقي إلى جانب التناسق البصري والقاعدة الفنية، التي يبني عليها العمل ككل، التي هي بمثابة نقطة انطلاق المصممين العاملين في مجال الفنون الإبداعية، فالتصميم في حد ذاته يعالج المشكلات فعلى سبيل المثال تم إنشاء مشكلة الموضة من قبل المصمم نفسه حتى يتمكن من حلها على ابتكاره للأزياء جميلة تناسب البيئة المحيطة وقادرة على إبراز عناصر الموضة من الصورة الظلية، خطوط التصميم، اللون ونمط التصنيع.

تقنيات متشابهة 

ومن جانب آخر، يعد التصميم البارامتري، الذي يدمج بين النحت والعمارة، من أهم توجهات الموضة العالمية، ويمتاز من حيث التكوين بالخطوط الناعمة المتدفقة مثل النسيج، هذا ما يعطي التصميم الشكل الفريد من نوعه الذي يجذب الأنظار، كما برز أساليب أخرى للتصميم التي كانت في الماضي غير واقعية ولم يكن أي شخص يستطيع تحقيقها.

كما هو الحال في العمارة القائمة على هذا النمط ذي التكوين الفريد والملفت للأنظار، كما في تصاميم فرانك جیري، زها حدید، لویس باراجان؛ وهي في حقيقة الأمر أسماء لامعة في مجال فنون العمارة المعاصرة استوحيت أعمالهم في طرح مجموعات من تصاميم الموضة والأزياء، ومنها تصاميم المصممة روزي أسولين، التي تأثرت بالعمارة مقبرة بريون التي هي أحد تصاميم المهندس المعماري الإيطالي كارلو سكاربا بالقرب من تريفيزو بإيطاليا من خلال إبرازها للزوايا والخطوط إلى جانب الأشكال الهندسية في التصميم المعماري.

في حين أبرز المصمم اليباني ياسوتوشي إزومي عبر تصاميمه نماذج للعمارة الورقية والتي استوحي فكرتها من فيلم وثائقي للمعماري جيري وجوردون يتحدث عن مصدر الإلهام لديه وجاءت الفكرة بعد إجراء بعض الأبحاث.

إيحاءات هندسية 

وفي السياق كان لهذا التلاقح الفني بين أنماط العمارة وفنون التصميم نتائجه الإبداعية في مجال صناعة الموضة، حيث حققت شهرة عالمية منذ طرحها في الأسواق وعرضها على منصات الموضة ومنها العلامة التجارية «ميلي»، التي طرحت إحدى مجموعتها من وحي أعمال المعمارية زها حديد، كجزء من نهج ثقافي عبر الموضة، قبل فريد ألارد في ناين ويست عنوان «Into the Sun»، المستوحاة من التراث الإبداعي للمكابل والمهرجانات والهندسة المعمارية في المكسيك، كما أدرجت دور الأزياء مثل دار «بالنسياغا» و«كلوي».

وكذلك «ماركيزا» إيماءات معمارية مدببة والكثير التفاصيل الدقيقة لعمارة الأرابيسك، كما استوحى الثنائي الإيطالي «دولتشي آند غابانا» من الأطلال القديمة من صقلية لمجموعات لا حصر لها. في حين أنتجت علاقة «ميوشيا برادا» الطويلة الأمد مع OMA مكتب متروبوليتان للهندسة المعمارية، بعضاً من أغرب وأجمل الخبرات على منصّات الأزياء في العقود الماضية معتمدة على تغيير وتشكيل الطريقة التي نستهلك فيها وتفكيرنا حيال الموضة.

 
Email