وائل القادري: الإمارات أنصفت المبدع العربي وقدمت له الفرص

يؤكد الكاتب السوري، وائل القادري، أن حافزه الأول للكتابة هو نقل كل ما يهذي به من ألم إنساني، أو فرح فطري، ويقول: أكتب أحياناً عن الأمل؛ الأمل الهزيل، عن عبثيّة ما يحدث، عن مسرح اللامعقول وأنا أُشاهده من نافذة غرفتي.
ويشير القادري في حواره مع «البيان» إلى ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من دعم للمبدعين العرب مادياً ومعنوياً، قائلاً: إن الإمارات أنصفت المبدع العربي، وقدمت له الكثير من الفرص، بما في ذلك المسابقات النزيهة، وفرص النشر والترجمة، والمهرجانات الثقافية ذات المستوى العالمي.
مشهد وحكاية
وعن بدايات القادري، يقول: البدايات كانت بالتأمل، تأمل كل ما يُفضي إلى الدهشة من مشهد أو حكاية شفهية. بدأت هذه التأملات منذ الطفولة بالاهتمام بحكايا الكبار وربط الحكاية بمخيّلة سينمائية. كان بإمكاني تحويل أي حديث إلى مشهد في الخيال، قد لا يكون المشهد بالضرورة مطابقاً تماماً للحكاية الحقيقية، المهم أن أتصوّره كما أود أن أراه بكامل التفاصيل التي يُمليها عليّ الجمال. ومع التقدم في العمر وبداية خبرتي بالأدب وجدت نفسي ممتلئاً بذاكرة تدّخر الكثير من الحكايا والمشاهد والمشاعر. أحياناً كانت تخرج على شكل صور شعرية مقرونة بالموسيقى أو من دونها، وأحياناً على شكل خواطر، لكن عندما كانت تنتج قصة قصيرة فهذا ما كان يشعرني بالرضا الداخلي.
متعة بصرية
وعن كتابة القصة، يضيف القادري: غالباً تنبثق القصة التي أكتبها من مشهد أحاول من خلاله أن ينفرج عن فكرة تشغلني. أحب أن يشاركني القارئ هذه السينما المكتوبة، أن يشاركني هذه المتعة البصرية بكل تفصيل ليصل بالنهاية إلى الفكرة المنشودة بعد شعوره باختراق الحكاية والانصهار في عوالمها. ويتابع: أكثر ما يحفزني للكتابة هو حاجتي لها، حاجتي الملحة بنقل كل ما أهذي به من ألم إنساني أو فرح فطري يستطيع أن ينتج فكرة. أعترف أنني منذ ثلاثة عشر عاماً لم أستطع أن أكتب إلا وأنا أشرف على نافذة تطل على الحرب. أكتب عن عبثيّة ما يحدث، عن غباء التاريخ في اجترار نفسه، عن مسرح اللامعقول وأنا أشاهده من نافذة غرفتي، عن الفن في خضم كل هذا، عن غريزة الإبداع في نفوس البسطاء، عن الذاكرة المُهدّدة بالاندثار، وأكتب أحياناً عن الأمل؛ الأمل الهزيل. وعن واقع كتابة القصة والشعر في الوطن العربي: يقول القادري: بالنسبة للشعر فهو باقٍ ما بقي العرب، هو الفن الوحيد الذي منحنا الحضارة الأدبية، هذا الإعجاز اللغوي الشامل للموسيقى والصورة والفكرة. أُتابع بشغف كل ما يدور في الساحة الشعرية العربية، والسورية خاصة. الشعر بخير، والقصيدة ما زالت فاتنة، وكذلك هي القصة، وخاصة القصة السورية التي تصدّرت أسماء كتّابها الشباب الجوائز الأدبية، جائزة الشارقة مثلاً توّجت على مدار السنوات الأربع الماضية بالمركز الأول شباباً سوريين. القصة السورية بخير، وهي الآن في أبهى صورها.