هويدا بو حمدان لـ«البيان»: الإمارات الداعم الأول للفكر والثقافة والفن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكتب وترسم بشغف يقوده تعلقها برسالة الإبداع المجتمعية وعشقها الخير والجمال. ففي كل منحوتة أو نثرية أو لوحة، نجد الفنانة والكاتبة السورية، هويدا بو حمدان، تودع ثمار فكرها وتأملها المستمر والتزامها بقضايا معايشتنا وحكايات محيطها والتي تتجلى في أشكال إبداعها المتنوعة بتجسيدات شيقة، تمثل، كما تؤكد، صوراً لروحها وذكرياتها وآرائها. وتؤكد الفنانة والكاتبة هويدا في جوهر حديثها، أن دولة الإمارات الداعم الأول للفكر والثقافة والفن، إذ أصبحت منارة ثقافية عربية نفاخر بها ويعتز الجميع بمنجزها ورعايتها لمبدعي الوطن العربي والعالم أجمع، إلى جانب تكريسها لدور ورسالة الفن في تعزيز السلام والمحبة في عالمنا. «البيان» التقت هويدا بو حمدان ودار الحوار التالي:

 

لماذا اخترت الكتابة والرسم، وما أبرز أعمالك في بحورهما؟

لم أختر الرسم، بل هو من اختارني، كذلك الكتابة، ثم انغمست بعشق لا يوصف في النحت على البازلت، على الرغم من أنه لم يكن تخصصي في الكلية، ولم أزاول النحت على البازلت من قبل. أنتجت خلال تسعة شهور أكثر من خمسة عشر عملاً فنياً على البازلت بمختلف المقاسات، وعلى الرغم من شغفي الكبير به، لم استمر، لخصوصيته من حيث المكان ومصاريف المواد وأسباب أخرى.

نشأت في أسرة تحب العلم والثقافة كنت محظوظة فيها، بأبي، وبأمي على الرغم من أنها أمية، لكنها كانت محبة للعلم ومحبة للوحاتي. كما نشأت بين أخوة وأخوات كانوا داعمين لي، ولا سيما أنني كنت آخر العنقود. وأخص بالذكر أخي الراحل المهندس منير فكان الداعم الأكبر لي، إذ اكتشف موهبتي في الرسم والكتابة وأصبح يرسل لي هدايا من حلب، حيث كان يدرس الهندسة، كلما أرسلت له شيئاً من كتاباتي ورسومي.

 

كيف تكونت ذاتك المبدعة وما الذي أسهم في إثراء مسيرتك؟

كان في بيتنا شجرة توت كنت أتسلقها وأنا طفلة وأجلس لساعات، أراقب السماء والغيوم وأتأمل في تشكيلاتها، وأتخيل أن في كل غيمة عنصراً أو شيئاً ما.

ممارستي للرسم والكتابة إشباع لحاجتي الروحية كالماء والغذاء، كبرت وكبرت معي هذه المواهب حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ مني، فكل ما أرسمه وأكتبه صادر من روحي لا أصنفهم بدرجات.

بعد الأسرة، كان للمدرسة دور كبير في تنمية موهبة الرسم من خلال الأنشطة والمراكز الفنية.

حين أتممت الدراسة الثانوية، تقدمت لمسابقة كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق. وبعد تخرجي، كتبت قصصاً هادفة علمية وتربوية للأطفال، مع الرسوم وطبعت ووزعت. وتابعت ممارسة الرسم والمشاركة في الفعاليات المتاحة.


ما الذي يجعلك تكتبين أو ترسمين، وأي نوع تفضلين؟

أظن قد خلق معي بجينات، أنمو، ينمو معي ويكبر، وكما ذكرت كان لدي أسرة أساسها مبني على الثقافة والقراءة وحب الكتاب، تلقتني بكل اهتمام ونمت هذه المواهب عندي من الصغر.

أما فيما يخص النوع الذي أفضله في الرسم، فأنا ضد التأطير واللجوء لمدرسة معينة في الفن. عندما يقف الفنان عند أسلوب واحد طوال مسيرته الفنية يفقد الإبداع والبحث، والفن من دون إبداع يسير مكسور القدم، لذلك ستلاحظ في أعمالي أنني أعشق التنوع ومتعتي التغيير، شرط أن تظل روح الفنان واحدة وموجودة في العمل، لذلك لا أنزوي تحت ظل أسلوب واحد ومدرسة واحدة، ولا أبالي بالنقد السلبي في هذا المجال. هذه المساحة البيضاء من اللوحة ملكي، ملكي وحدي أسقط عليها ما يدور داخل روحي وفكري، وليس ما يمليه الآخرون. الرسم والكتابة متعة عندي لأشبع عالمي بما أحب.

 

كيف ترين دور الإمارات العربية في دعم الفن والثقافة وفتح الباب واسعاً أمام كل المبدعين العرب للمشاركة في المعارض والمهرجانات والندوات؟

تطورت الإمارات بشكل سريع جداً، وارتقت وعززت دورها لتكون الداعم الأول للفكر والثقافة والفن، ولتصبح فخراً لنا بما تعطيه وتقدمه للمبدعين.

لقد أدهشتني الإمارات، وبكل حب وصدق، لاحتوائها كل فنان وأديب تميز وأبدع، إنني أتابع أنشطة زملائي الفنانين المتميزين، وأفخر بهم وبدولة الإمارات التي تدعم كل مبدع من أي بقعة من هذه الأرض.

بصراحة أصبحت دولة الإمارات علماً للثقافة والفن بين الدول الأخرى، لها كل التوفيق والأمان والسلام ومزيد من الارتقاء والنجاح في جهودها وحرصها على جعل الفن عماد نشر المحبة والسلام والخير في المعمورة.


كيف تصفين الحالة الأدبية في الوطن العربي، وكيف أثرت في المثقفين العرب، وهل عالجت هموم وقضايا المجتمع؟

لم تكن الحالة الأدبية في الوطن العربي حالة عابرة أو هامشية، على العكس، إذ طالت الكثير الكثير من الهموم وقضايا الوطن والمجتمع، وحققت غايات مهمة، وخصوصاً لبناء إنسانية معافاة داخل وطن ومجتمع، ووقفت بسلاحها السلمي (القلم) في وجه كل عقبة في البناء السليم.

كيف لا، وهل ننسى أعلامها؟! وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر، محمود درويش، وسميح القاسم، وأمل دنقل، ونازك الملائكة، ونزار قباني، وحنا مينا، ويوسف زيدان، وكوليت خوري، والكثير من أدبائنا كان لهم دور فعال في طرح قضايا وهموم هذا الوطن وهذا المجتمع، لقد تربينا ونهلنا من إبداعهم الكثير وكانوا أساس دعم مبادئنا وإنسانيتنا وقضايانا الوطنية والاجتماعية والإنسانية.

طباعة Email