بسام الحسن: الكتابة مشروع لصنع السلام ونشر الخير والجمال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست الكتابة في عرفه سوى توليفة إبداع يحركها ويقودها هدف هاجس صنع السلام ونشر الخير والجمال. ففي كل نتاجاته، القصصية والشعرية، بقي شاغل المحبة يلون لوحات الكتابة لدى الأديب السوري، بسام الحسن، الذي يرى استحالة أن يقوم معمار نمو وتطور سليم، معافى، في أي مجتمع، من دون أن ترويه وتحصن أساساته، الثقافة والأدب المرتكزان إلى المعايير الإنسانية.

كما يشدد الحسن، في حواره مع «البيان»، على أن عالمنا العربي، حقق منجزاً جيداً في دروب تكريس وترسيخ حضور الثقافة العربية عالمياً، بفضل مبادرات نوعية مهمة، كما المبادرات التي تقودها دولة الإمارات، إلا أنه يشير في الوقت نفسه، إلى الحاجة إلى مبادرة جميع الدول والمؤسسات لتعزيز هذا الحضور وإغنائه.

أي بساتين تختار سكناها في عوالم الإبداع وفضاءات الكلمة.. كيف تلخص توجهك وطبيعة خياراتك الإبداعية؟

أنا كاتب شغف برسالة الكلمة وتشغلني على الدوام هموم أدوار الإبداع في صنع لوحات السلام والخير والوئام. إنني من هذا المنطلق، أقدر التنوع وأحتفي به، الثقافي أو الرؤيوي والإبداعي. وفي العموم، أجدني عاشقاً للكلمة المشبعة بالبوح والتواقة بمدلولاتها للانعتاق. لذلك فكثير ممن قرأوني، قالوا لي إنهم شعروا أن ما كتبت هو قصيدتهم وقصتهم وما يهمهم ويشغلهم.

ماذا عن محطات مسيرتك الأدبية؟

بدأت في مرحلة مبكرة في الكتابة، نثراً وشعراً، وقد أغنى مفرداتي نهمي للقراءة الدائمة، خصوصاً لأدباء أمريكا اللاتينية، كتاب الواقعية السحرية، وأخص منهم إدواردو غاليانو.

وقد كتبت أربع مجموعات قصصية وديواني شعر، أحدهما باللهجة المحكية. إضافة إلى دراسة نقدية في القصة القصيرة جداً. عن نتاجاتي يعنونها الشغف بسحر اللغة ونبل الهدف روعة الإيجاز. وقد كان لي أول كتابين في القصة القصيرة: «طائر الصنوبر» و«وهج سراجها».

وأما أجمل وأكثر ما أميل على كتابته، فهو ما يختمر في الذاكرة لزمن ويجترح مأثرة حضوره.

ولا أعلم بالضبط لماذا اخترت الكتابة، فهي لم تكن خياراً، ربما كانت محاولات الطفولة حين تأثرت بقصص «ألف ليلة وليلة» وسلسلة «الناجحون». ومن الملفت أني قرأت فكتور هوجو وبلزاك ومرغريت ميتشل وبائعة الخبز دوفولبان وغيرهم، وأنا لم أزل في المرحلة الابتدائية،

ولكن أنا بالتأكيد أعرف سراً جعلني أكتب، هو تلك الحكاءة العظيمة، جدتي، التي ربتني وزرعت في روحي بذرتها، في ضوء أسلوبها البارع، الشفاهي.

هل من مساحات شاسعة، تفصل حقاً، بين الإبداع القصصي والشعري..أتجد نفسك ملتزماً معايير تتغاير بينما أنت في أحد هذين العالمين؟

أعتقد أن الفرق بين القصة والشعر مجازي تماماً، وخصوصاً القصة القصيرة جداً. وكنت ممن واكبو بدايات هذا النوع في التسعينيات، أو النهج «العابر للنوع»، كما أسماه إدوار الخراط، والمقطر للزمن كما أرى، خصوصاً وأن الحامل واحد، وهو لغة مشبعة بالصورة المتألقة والجملة الموحية. كلاهما عندي يتوق للبوح بمجاز الشعر، وأظن أنها سمة الحداثة التي تسم نتاجي الأدبي.

ما حال الثقافة العربية.. وكيف ترى مستقبلها وما يجدر بنا فعله للارتقاء بمكانتها؟

أود الإشادة في هذه المحطة، بما تقوده الإمارات من مبادرات وجهود لإعلاء مكانة الثقافة العربية عالمياً، ولتحفيز الكتاب والمبدعين. وأعتقد أن لدينا خامات إبداعية مهمة في عالمنا العربي، ولا بد من تضافر جميع المؤسسات والدول لدعم ورفد دور الإمارات في هذا الصدد، كي ندعم هؤلاء ونعزز مكانة ثقافتنا وأدبنا.

وأود أن ألفت ههنا أنه كان لي شرف تنويه جائزة الشارقة للإبداع لعملي الأول «احتجاج الحبق»، وهي الجائزة الأولى من بين جوائزي العشر في القصة والقصيدة والدراسة.

ما مشروعاتك المستقبلية؟

إن الكتابة هي بحد ذاتها مشروع حياة، والكاتب عاشق ومعشوقته متجددة الهيام ومازال في نفسي الكثير من حتى، كما قال الزمخشري، قصة وشعراً ورواية.

طباعة Email