تجمع المهندسة المعمارية الإماراتية مريم مصبح الرميثي بين دقة التصميم وجمال اللمسات الفنية التي تضعها على تصاميمها الهندسية وتضيفها على لوحاتها الفنية وكتبها الأدبية، لتعزز من تأثير بيئتها على أعمالها المختلفة والمتميزة، وقد عاشت الكاتبة والفنانة بين ربوع العين المليئة بشجر النخيل والمتناغمة بين الواحة والكثبان، وتلقت الدعم من أسرتها المحبة للمعرفة والعلم وشغف الإنجاز، حيث حرص والدها على تنمية الجانب المعرفي والأدبي، وتشجيعها على تقديم أعمالها الأدبية للمنتديات والجوائز.
وقد عكست الكاتبة في كتاباتها المشهد الإماراتي الأصيل وطول الزمان وعراقة المكان، وتحدثت عن قضايا اجتماعية كالطلاق وبر الوالدين، والتعاطف الإنساني والدفاع عن اليتامى والأرامل، وتطرقت للقضايا التي تشغل العالم الإسلامي فركزت على التسامح ونشر الخير والمحبة.
«البيان» التقت الكاتبة وفنانة الخط العربي، للحديث عن أعمالها الأدبية، وتقول الرميثي : «حب الأدب كان مرتبطاً عندي منذ المراحل الدراسية، حيث كنت شغوفة جداً بحب القراءة والكتب والألوان والخط العربي، تدهشني الرسومات التي تحمل دلالات ورسائل وإشارات وتجعلني أطرح العديد من الأسئلة فأستدعي الكلام كنهر نابع من تلك الذاكرة، الذاكرة المليئة بالمشاهد والشواهد». وتتابع: «كنت أحد مؤسسي (مشروع قلم جامعي)، والذي فتح لنا الباب لنشر سلسلة إبداعات طالبات الجامعة من مختلف التخصصات والأعمال الأدبية من شعر وقصة ومقال، وأقمنا ورشاً إبداعية داخل الجامعة وخارجها، وأقدم حالياً ورش عمل للناشئة لمساعدتهم على الكتابة والإبداع».
فن تشكيلي
وعن تأثير الدراسة المعمارية على أسلوب الكاتبة واتجاهها لمجال الفن التشكيلي وتوجهها الأدبي، قالت: خلال دراستي الجامعية في تخصص الهندسة المعمارية، صقلت مهارتي في الرسم ودرست نظرية الألوان والأشكال، ووجدت أن الطابع التراثي والإسلامي هو الأقرب لذاتي وجذوري، كما أن توظيف الخط العربي في العمارة الإسلامية كان مادة جاذبة لي، فأدخلت الخط العربي والحروفيات في تصاميمي المعمارية، كما عكفت على دراسة فن الحروفيات وتاريخ الخط العربي حتى بعد تخرجي من الجامعة، لأقدم عدداً من الأعمال الفنية التي تتمحور حول انعكاسات الحروف العربية واندماجنا بصور فنية مع تناغم في الألوان والزخارف. ووجدتني أيضاً في كتاباتي أتعمق في وصف المعاني.
وتؤكد الرميثي على أهمية المسابقات الأدبية فهي منبر لتعريف الوسط الأدبي بالمبدعين، وفرصة للتوسع في نشر الإنتاجات الأدبية والاطلاع على تجارب الغير والتواصل مع الجمهور بصورة أوسع، وفرصة للكاتب لتحدي نفسه قبل الآخرين، وتقول: الفوز بلا شك يزيد ثقة الكاتب بنفسه ويكسب بها قراء أكثر. أما في حالة الخسارة فلا يجب أن تكون حفرة للإحباط والتوقف، وقد اتجهت لتقديم ورش الكتابة الإبداعية خاصة للناشئة، حيث إن القراءة ليست القدرة على تهجئة الكلمات وفهم المعاني فقط بل التعرف إلى تركيب الجملة لخلق المعنى المقصود. كما أن الإثراء اللغوي أداة تحتاج إلى سبر الأغوار، وقد عملت على تخصيص ورش إبداعية لطلبه المدارس بمختلف المراحل الدراسية حسب المعطيات التعليمية.
وتضيف: قدمت عدداً من الورش الإبداعية من خلال برنامج «فن كتابة القصة القصيرة» لطلبة مدارس وادي الحلو خلال أكتوبر الماضي والأجمل هو دمج الكتابة مع الرسومات والألوان، كما وشاركت في تقديم سلسلة لتعلم الكتابة الإبداعية، والتي نظمتها مكتبة زايد المركزية خلال شهر القراءة الوطني 2023، بمشاركة 99 طالباً وطالبة من مختلف مدارس العين.
حضور المرأة
وعن ما يحتاجه أدبائنا الشباب ليسهموا بفعالية في مسار الاقتصاد الإبداعي، قالت: «نحن في دولة خير وإبداع ولدينا قيادة حكيمة ورشيدة تدعم المبدعين وتكرمهم، وتدعم حضور المرأة الإماراتية على وجه خاص وتشجعها، لذا أدعو الشباب والحالمين بجمال اللغة ومن يملك شغف إثراء حياة الناس إلى خوض تجربة الكتابة والأدب ضمن معايير أدبية وأخلاقية، لرفد مشهدنا الثقافي بمبدعين يتوارثون الأشياء الجميلة».