أسمهان توفيق لـ« البيان»: الفنان ليس واعظاً ومهمته إمتاع الجمهور

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث مع الفنانة أسمهان توفيق ممتع وثري، لديها حس فكاهي جميل قد لا يظهر في أدوارها غالباً، قريبة إلى القلب، ولا تمانع في الإجابة عن أي سؤال يطرح عليها، عفوية وبسيطة، لكنها عميقة ومؤثرة، هي حالة خاصة، تحب الفن، لكنها تفضل الابتعاد عن الوسط الفني، ولا تختار أصدقاءها منه.

الفنانة أسمهان توفيق تحدثت لـ«البيان» عن رحلتها في العمل الفني وأسباب ابتعادها عن المسرح والوسط الفني بشكل عام، والشخصية الرئيسية التي لعبت دوراً في حياتها لتمكنها من لعب كل تلك الأدوار التي أدتها على مدار مسيرتها الفنية، وأكدت أن الفنان ليس واعظاً ولا وصياً على الناس، ومهمته تكمن في إمتاع الجمهور.

الأب الحنون

وقالت: «لم أتأثر كثيراً بالأشخاص في الحياة الفنية بقدر ما تأثرت بوالدي، رحمه الله، فقد كان رجلاً يحب الاطلاع والقراءة، ونقل هذه الحالة إلينا، وكان يأتينا بالكتب، وحتى عندما طلبت التمثيل في ذلك الوقت كان وقتها التمثيل لا يزال غير مقبول، لكنه كان متفهماً جداً، كان هو الأب الحنون والصديق والأخ، ولأن والدتي توفيت وأنا في سن صغيرة كان يحاول أن يعوضنا أنا وإخوتي عن غيابها؛ لذلك هو الشخص الحقيقي الذي أثر في مسيرة حياتي كلها حتى الآن».

وحول غيابها عن المسرح لفترة طويلة رغم تاريخها الطويل فيه، أكدت أنها لا تمانع إطلاقاً في العودة، لكنها تنتظر نصاً جميلاً، وأنها قبل ثلاث إلى أربع سنوات قررت العودة في مسرحية «نيوتن» التي رأت أن نصها كان جميلاً جداً، لكن وقت البروفات تحول النص إلى نص آخر مختلف تماماً بسبب بعض فناني الكوميديا، وأضافت: «بات الكل يريد أن يدلي بدلوه، فحتى لو كنا سنرتجل في المسرح، لأن المسرح أحياناً فيه ارتجال، لكن الارتجال يجب أن يكون في موضوع النص ولا يخرج عن السياق، لكن لما وجدت المسألة «سمك لبن تمر هندي»، لم أستطع إكمال المسرحية، هم بالطبع زملائي وأكن لهم كل الود والاحترام، لكني لا أستطيع أن أكون مشاركة في نص لا يليق بعودتي بعد كل ذلك الغياب».

وأشارت الفنانة أسمهان إلى أنها تجد نفسها في «النص الحلو»، سواء كان في السينما أو التلفزيون أو المسرح لا فرق، النص هو الأهم، مشيرة إلى أنه بالطبع أحياناً تعرض عليها نصوص لا يمكن أن يقال عنها «كاملة» فمهما عمل الفنان لا يمكنه الوصول إلى الكمال برأيها، لكن الدور ربما يكون مؤثراً فتجد نفسها فيه، على الرغم من أنها أحياناً تضطر للعمل في أعمال كمجاملة لبعض الزملاء القريبين على قلبها حسب قولها، أو تضطر أحياناً لقبول الأقل ضعفاً حين تكون قد غابت كثيراً عن الساحة لرفضها العديد من الأدوار والنصوص.

وأضافت: «أقبل الدور الجميل دون مناقشات على المستوى الفني أو المادي، وكما حدث في مسلسلي: «الديرفة» و«شارع محمد علي 2» حيث كان الدور جميلاً في الأخير ومختلفاً عن كل الأدوار التي قمت بها، وجسدت دور الساحرة التي تقوم بأعمال الشعوذة، حاولنا بقدر المستطاع وبالعناصر المتوفرة أن نقوم بعمل جميل والمشاهد تعرف على حقبة جميلة لم يكن يعرف عنها، كذلك مسلسل «للحب كلمة» النص كان عائلياً وجميلاً، وكان يمثل حال الكثير من السيدات، والدليل أن كثيرات قلن لي أنا أرى نفسي في هذا الدور، أو مسلسل «بيبي» كان نصاً يعتبر السهل الممتنع لبنت اختطفت وتم الاعتداء عليها وفقدت الذاكرة، لكنه كان دوراً اجتماعياً جيداً، وهناك أدوار هي التي تفرض على الفنان أن يجوّد بها».

وحول أسباب عدم تمثيلها باللهجتين المصرية والأردنية كونها تحمل الجنسيتين أوضحت الفنانة اسهمان توفيق أنها عاشت منذ صغرها في الكويت، حيث كان والدها يعمل في شركة نفط، وفي المدرسة كانت تشارك في المسرح المدرسي الذي كان يلقى اهتماماً كبيراً في ذلك الوقت، وكانت المدارس تتسابق فيما بينها على مسرحيات الأطفال في زخم فني جميل على قدر طموح وخيال الأطفال، ومنها بدأ حب التمثيل ونظراً لعيشها في الكويت فإنها دخلت المجال الفني فيه ومثلت أدواراً خليجية.

شغف

وقالت: «طبيعة الوسط الفني منفتحة جداً في مصر، وأنا مغرمة بالفن، لكني لست مغرمة بالوسط الفني، أحب التمثيل والمسرح والسينما والقراءة والكتابة لكن ليس لدي شغف أن يكون لدي أصدقاء من الوسط الفني، حتى الذين تخرجوا معي في المعهد العالي للسينما والفنون المسرحية كلهم زملائي لكن ليسوا أصدقاء مقربين، أصدقائي المقربون ليسوا من الوسط الفني، وليس لدي أصدقاء كثر أنا بطبيعتي أحب أكون لوحدي»، وتضيف ضاحكة: «لست مصابة بالتوحد لكني أحب الوحدة».

ووجهت نصيحة لكل الفنانين، قائلة: «الفنان مهمته إمتاع الجمهور، فهو ليس واعظاً ولا رجل دين، هو يقدم نصاً من خلاله يخلق حالة في المجتمع قد تصحح بعض الأوضاع فيه، مثل الفنان الكبير الراحل فريد شوقي في عمل«جعلوني مجرماً» على إثره تم إصلاح قوانين كثيرة متعلقة بالسجون والجنايات وغيرها، فكان له تأثيره على المجتمع، وأيضاً مؤخراً مسلسل»تحت الوصاية» الذي أعاد النظر فيمن الوصي على الأبناء والقوانين المتعلقة بالوراثة، بمعنى أنه خلق حالة يمكن أن تقلب القوانين لأجل مصلحة الناس، فأي فنان قد يؤدي عملاً من خلاله يطرح مشكلة اجتماعية، لكنه ليس مصلحاً اجتماعياً، كلهم زملائي وأكن لهم كل الاحترام والتقدير لا أحب أن يضع الفنان نفسه وصياً على الآخرين.

طباعة Email