إيدا زيليو غراندي لـ«البيان»: الاحتفاء الإماراتي بثقافتنا يمنحنا الفرصة لتقديم «إيطاليا المعاصرة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحل إيطاليا ضيفاً رئيساً الأسبوع المقبل على فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022». وإلى جانب 16 كاتباً وروائياً سيحضرون، كان لافتاً أن «القوى الناعمة الثقافية» الإيطالية تنحو من الكلاسيكية إلى الحداثة عبر استقطاب مؤثرين وصناع صورة رقمية وطباخين مشهورين، إلى جانب الكتّاب.

«البيان» التقت إيدا زيليو غراندي، مديرة «المؤسسة الثقافية الإيطالية» التابعة لسفارة إيطاليا في أبوظبي، لسؤاله عن هذا التوجه الجديد، ودار الحوار التالي:

*على مدى السنوات الماضية برز تصدير إيطاليا للسلعة الثقافية غير التقليدية من حيث ارتباطها بوسائط التكنولوجيا الحديثة، شاهدنا ذلك في «إكسبو 2020 دبي» العام الماضي، وننتظره في «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، هل بات المزج بين الفنون التقليدية والوسائط الرقمية اتجاهاً ثابتاً بالنسبة لسياساتكم اليوم؟

نعم، بالتأكيد لم يعد بإمكاننا، سواء في إيطاليا أو في البلدان الأخرى، التفكير في الفن ببساطة على أنه عمل فرشاة أو إزميل نحت، كما حدث منذ عصر النهضة، حتى لو لم يمكن الاستهانة دوماً بالمهارة اليدوية في عمل الفنان. بدلاً من ذلك، يجب أن نفكر في الفن باعتباره شكلاً من أشكال المعرفة المعاصرة، والتصرف بحيوية بموازاة كل التحديات التي تفرضها علينا المعاصرة يوماً بعد يوم. لا تنفصل حياتنا اليومية عن استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، لذلك يجب علينا أن نتصالح مع هذا الواقع، وأن نعرف كيفية استخدام شاشة الكمبيوتر كلوحة رسم، وأيضاً كفرشاة رسم، نجمع بين الصورة والحركة والصوت، والمحاكاة وبناء حقائق افتراضية.

*من المثير للاهتمام أنكم فتحتم الباب أمام حضور مشاهير المؤثرين ضمن الوفد الإيطالي.. هل هذا اعتراف بأن شخصيات مواقع التواصل الاجتماعي بات لها تأثير وقيمة بالنسبة إلى مهندسي السياسات الثقافية بشكل مماثل لما للكاتب؟

كانت فكرة إشراك المؤثرين فكرة لمنظمة SIBF التي نتعاون معها، والتي رحبنا بها بحماس، وإذا تأملنا في سؤالك: «هل شخصيات وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير وقيمة مماثلة للكاتب؟»، فإن معياراً أساسياً يجب أن نفكر به: مدة التأثير، هنا يكمن الاختلاف الجذري. الكاتب الجيد يكتب إلى الأبد، حتى لو كتب عن زماننا الواقعي، فإنه يمنح الواقع صفة مستمرة. في الجانب الآخر، المؤثر يكتب أو يتحدث في الوقت الحاضر، في الحال.

الفرق الآخر هو أن الكاتب، إذا قرأه الكثيرون، يمكن أن يؤثر على الجماهير، ولكن دون التفاعل المباشر معهم. بدلاً من ذلك، لدى الجماهير إمكانية التفاعل مباشرة مع المؤثرين، وهذا ابتكار رائع. هذا لا ينتقص من حقيقة أن المؤثر، مثل الكاتب، له دور أساسي أيضاً، وهو على وجه التحديد دور «التأثير» على سلوك وخيارات جمهور معين، وهذا كما هو الحال مع الكتاب، هناك مؤثرون «أخلاقيون»، وآخرون ليسوا كذلك.

*ماذا تتوقع إيطاليا على مستوى تطوير علاقتها الثقافية مع الإمارات بعد الاحتفائية في هذا المعرض الدولي، خاصة أنها تجيء بعد مشاركة ثقافية أخرى مميزة في «إكسبو 2020 دبي» العام الماضي؟

مثل «أبناء عمومتنا» الإسبان، الذين تلقوا نفس التقدير العام الماضي، وكانوا ضيفاً رئيساً للمعرض، نتوقع أن نعزز في هذا البلد الرائع والمتسامح تقديراً لثقافتنا، الكلاسيكية والمعاصرة. عند التفكير في إيطاليا، غالباً ما يشير المرء إلى بلد قديم أثمر بالفعل منذ زمن بعيد. وبدلاً من ذلك، ستكون فرصة لإظهار أنه لا يزال لدينا الكثير، بل بالفعل الكثير لنقوله.

Email