عزة فهمي لـ «البيان»: دبي حلم وطموح المصممين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«ارتباطي بمدينة دبي يعد بمثابة قصة عشق لا تنتهي، كونها مدينة يتشكل عبرها الحلم والطموح وديناميكية الإبداع والابتكار، لا سيما لدى المصممين» بهذه الكلمات بدأت الفنانة ومصممة المجوهرات العالمية حديثها لـ«البيان»، مستذكرة حفل إطلاق كتابها «مذكرات عزة فهمي أحلام لا تنتهي» في دبي، وذلك ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب.

وتابعت فهمي: «الكتب والمتاحف كانت مصدر إلهام أساسي في رحلتي، كذلك الرحلات في العالم العربي، كنت أدقق في حرفية الحلي التقليدية وتفاصيلها، أقابل صناعاً وحرفيين وأتعلم من تجربتهم، كان جزء من الخطة التي وضعتها منذ نصف قرن لزيادة معلوماتي ومعرفتي عن الحلي والتراث الشعبي ومذكراتي حصاد نصف قرن من التقاليد والمورث العربي».

والجدير بالذكر أنه وفي عام 2003 أطلقت عزة فهمي كتاباً بعنوان «ذا تراديشنال جلوري أوف إيجيبت»، وتقول عزة فهمي عن الكتاب: «هو عبارة عن رحلة بحث واستكشاف في جميع أنحاء مصر للوقوف عند أهم الحُلي التي تعكس إرث أجدادنا، بداية من الحضارة الفرعونية وحتى التاريخ المعاصر.

لقد استغرق الأمر 12 عاماً تقريباً من البحث والتصميم». بعد مرور 50 عاماً بالطبع تقف علامة مصرية وعالمية مثل عزة فهمي أمام تحديات معاصرة، أهمها تغير ذوق الزبونات من جيل الألفية، ومن مؤلفاتها أيضاً في المجوهرات: مجوهرات شرق أوسطية في عام 1994، وكتاب المجوهرات المصرية المسحورة: الفن التقليدي والحرف، عام 2007، بالإضافة إلى كتاب المجوهرات التقليدية المصرية، عام 2015.

حفل كبير

وتابعت عزة فهمي التي كانت أول امرأة تتدرب على تصميم المجوهرات في خان الخليلي العريق: كانت مصادفة مفرحة جداً بالنسبة لي أن أكتب مقدمة كتابي الذي أمضيت تقريباً 3 سنوات في إنجازه بالكامل وأنا في دبي، وأذكر التاريخ تماماً وهو الأول من سبتمبر 2018، وصدر في 10 أكتوبر 2021 خلال حفل كبير شهده متحف المركبات الملكية بالقاهرة، ويعد بمثابة إضاءة مهمة لمسيرتي وحياتي وتاريخ حرفة الحلي في منطقتي «الصاغة» و«خان الخليلي» في القاهرة، ويضم صوراً نادرة وجميلة موزعة على 400 صفحة صدرت عن الدار المصرية اللبنانية.

تدوين التراث

وتضيف عزة التي أسست في عام 2013 «استوديو عزة فهمي للتصميم» بالشراكة مع «ألكيميا»، مدرسة التصميم المعاصر في فلورنسا: يحوي كتابي «أحلام لا تنتهي» مذكرات نصف قرن لمسيرتي، ولم يقتصر على عملي في مجال صياغة الحلي المصرية، بل يحوي الكثير عن تاريخ مصر وأمكنتها، وكذلك الأزياء والحِرف التي تميّزها، ويتناول رؤيتي حول الفن وجماله وتذوقه، وفي الوقت نفسه خرجت عبر صفحاته من الدائرة الصغيرة للفنون إلى عالم أوسع؛ منذ بداية مشواري الطويل الذي تدرج مع حرفة الصياغة، من ورشة صغيرة في منطقة حلوان (جنوب القاهرة) وإنتاج محدود إلى إنتاج أكبر يباع في مختلف أنحاء العالم، وهو باختصار رحلة إلى عوالم التراث الثقافي ليعرفه بالخطوات المتبعة في تأليف محتوى ومضامين ومعطيات التراث الشفهي وغيره من أنواع التراث الثقافي غير المادي، بدءاً من جمع المعلومات من الرواة، وصولاً إلى مرحلة التدوين والتوثيق والكتابة الأكاديمية.

حكايات الماضي

وحول أهمية كتابها الأخير تؤكد عزة التي أقامت أكثر من 200 معرض حول العالم: جاءت فكرة الكتاب بتزامن مع احتفالنا بمرور 50 عاماً على إنشاء مؤسستي التي أطلقتها في عام 1969 تحديداً، وأقمت أول معرض لمجوهراتي في عام 1974، كما سردت خلاله حكايات وقصصاً لم تروَ من قبل عن حياتي الخاصة ومعلومات دقيقة ومفصلة عن رحلتي المهنية والشخصية. كان من الصعب عليّ أن أكشف عن قراراتي الشخصية.

 وتوضح عزة التي عملت مع المتحف البريطاني في معرض «الحج: رحلة إلى قلب الإسلام»، في عام 2012 و«مصر: الإيمان بعد الفراعنة» 2015: إطلاق الكتاب والأصداء المبهجة التي حصدها جعلتني أتجاوز مرحلة الرهبة والقلق، فقد كنت متخوفة في البداية، فأنا لست كاتبة، وقد عرضت علي المساعدة ولكنني فضلت أن أكتب قصتي بنفسي، وبعد أن تخطيت المرحلة الأولى لم يعد للخوف وجود، بل على العكس شعرت أنها كانت تجربة مميزة وساعدتني في النظر إلى حياتي على أنها صورة أكبر. أتمنى أن تتاح لي الفرصة لكتابة المزيد من القصص عن الرحلات التي مررت فيها وتعلمت منها. لو كان بإمكاني تغيير بعض الأشياء في حياتي الشخصية كنت قد غيرتها. ولكنني سعيدة بشكل عام، لأنني أتعلم من أخطائي حتى اليوم.

العامية المصرية

 وحول استخدامها للعامية المصرية في كتابها، تقول عزة التي أدرجت على قائمة صاحبات الأعمال الـ25 الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط الصادرة عن «فايننشال تايمز» في عام 2007: كان الهدف من ذلك هو إيجاد نقطة للتواصل من القارئ نابعة من إحساسي ومشاعري في رواية قصتي الكاملة وكواليس مسيرتي وإنتاجي قطع الحلي والمجوهرات، التي تمزج فيها كتابات الخط العربي، والتي هي بطبيعة الحال جاءت متأثرة بتاريخ مصر والعالم العربي والحضارات التي تعاقبت عليها، التي تغذت بها بصرياً، خلال سنوات تدريبي على يد الحرفيين المهرة، ومن جانب آخر الكتابة بقواعدها العلمية واللغوية ليست مهنتي أو موهبتي، وفي الوقت نفسه لم أحبذ فكرة الاستعانة بكتاب محترفين، وغامرت وكتبت بنفسي، ليعكس النص إيقاع حياتي، والنبرة التي أتواصل بها مع الناس، ولغتي بسيطة سوف يتواصل معها القراء العرب، لأنهم يعرفون اللهجة المصرية.

صورة بصرية

وتشير عزة التي تعاونت مع مصمم الأزياء الشهير جوليان ماكدونالد لتصميم المجوهرات خصيصاً لعرض أزيائه، عام 2006: كتاب مذكراتي ينقل القارئ إلى عوالم غنية بالتفاصيل، حرصت خلالها على استدعاء الماضي في صورة بصرية متتابعة، عبر تقديم مشاهد من الحياة اليومية في مصر، والعادات والتقاليد منذ أربعينيات القرن الماضي، وجذوري العائلة، حيث تضمن الفصل الأول ملامح رئيسية على دور الأب في تكوين شخصيتي منذ الطفولة، حيث عزز بداخلي مفهوم الانتماء لمصر والعالم العربي، وفي نفس الوقت قادني للانفتاح على الآخر، والتأثر بالثقافة الغربية، وذلك نتيجة إيمانه بأهمية الاختلاط بين أبناء العديد من الجنسيات الأجنبية، الذين كانوا يعملون في المؤسسات والشركات التي تهيمن على اقتصاد مصر آنذاك.

Email