يرى الفنان التشكيلي السوري خالد الحجَّار، أحد مبدعي الفن التشكيلي في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، أن دور الفن هو خلق المفاهيم الجديدة لخدمة الإنسانية.

ويعتبر الحجَّار «أن الحرب التي عانت منها البلاد على مدى سنوات، دفعتنا لأن نتمسك بالأمل رغم الآلام التي خلفتها».

البيان حاورت الفنان الحجَّار وسألته بداية: - ماذا أضاف لك الفن التشكيلي؟ وهل باستطاعة هذا الفن خلق مفاهيم جديدة، أو فتح نوافذ أمل في ظل عصر بات الاستهلاك سمته الأساسية؟    الفن التشكيلي أضاف لي إمكانية الشعور بالحياة، بشكل نصل فيه إلى الجوهر في المشاعر والانفعالات الإنسانية المختلفة التي نعيشها كل يوم بل كل لحظة..

أما عن استطاعته خلق مفاهيم جديدة، فهذا هو دور الفن الحقيقي وهو خلق هذه المفاهيم وكيفية التعامل مع المشاعر، من خلال فتح نوافذ الروح والقلب، ومزجها مع رغبات الجسد والعقل وحاجتهما إلى الاكتشاف والمعرفة، للخروج بمزيج صادق يحمل رسالة الروح ويضعها في خدمة الإنسانية وإظهار جوهر الأمور واستخدام الرؤية بدل المشاهدة، لنبتعد عن مفهوم الفن المستهلك السطحي ونصل الى فن حقيقي.

 

نافذة القلب

- الكثير من لوحاتك تعكس ألماً وحزناً، أعرف أن لذلك علاقة بشأن شخصي، لكن إلى ذلك ما الآثار التي تركتها سنوات الحرب السورية على أعمالك خلال السنوات العشر الماضية؟

إن الألم والحزن هما الوجه الآخر لعملة الحياة من فرح وأمل، نعم لقد كانت الظروف التي مررت بها على الصعيد الشخصي تحمل الألم والحزن الكبيرين، ولكن هذا الألم كان مترافقاً دائماً مع الأمل، وهذا ما ممكني من الاستمرار بالحياة التي لا ولن تتوقف لأي ظرف كان ولأي حدث مهما كان جللاً، فهكذا أراد الله استمرار الحياة دائماً وأبداً.

إن الحرب التي عشناها ونعيشها لغاية اللحظة، ورغم المعاناة والآلام التي خلفتها، تلهمنا أن نتمسك بالأمل لأن الألم والأمل أصبحا غذاءنا اليومي من خلال المشاهد والأحداث اليومية التي نعيشها بقلوب دامية... تلك القلوب التي قدمت وما تزال تقدم كل يوم من أجل ان تستمر بلدنا في الحياة، ومن هنا كان نتاجي الفني متاثراً بطبيعة الحال بما حدث، لأن الفن الحقيقي هو نافذة القلب، فكان نتاجي الفني يحمل تلك الهوية من حزن وألم، ولكنه دائماً يحمل الأمل في زاوية ما يجب أن نبحث عنها لنجده.


  - مدراس الفن التشكيلي توزعت بين الواقعية الكلاسيكية،الرمزية، الوحشية، التكعيبية إلى جانب المدرسة التعبيرية إلى أي من هذه المدراس ينحاز خالد الحجار؟ 

المدارس الفنية عبر التاريخ وُجدت حسب كل مرحلة تاريخية، متجاوبة مع متطلباتها وتداعياتها، أما اليوم، فأنا أعتقد أن الفن يمكن أن يحمل ويتضمن كل تلك المدارس مجتمعة، بل وأن يطورها ويغنيها أكثر فأكثر وأن يكون أوسع منها. إن الفن كلما كان مبتعداً عن القوانين والأحكام العقلية وغيرها كان أقرب إلى الصدق، وفي حال كان لا بد من التقسيم مع أنني لا أفضل ذلك، فأعتقد أن الرمزية التعبيرية هي الأقرب لما أنجزه من أعمال. 


كشف الأقنعة

- يلاحظ الغموض، أو ما يمكن تسميته بالغرائبية في العديد من أعمالك، إلى ما تعزو ذلك؟ 

أعتقد أنه ليس الغموض، وإنما الغرائبية هي الأقرب... نعم أحاول كشف الأقنعة التي نعيش خلفها، فقد اعتدنا على أقنعتنا التي نعيشها كل يوم، ولكن الحقيقة أننا متساوون، لا اختلاف بيننا، إنما الاختلاف مكتسب ومؤقت لحين العودة إلى حقيقتنا دون قناع.

 

- الحركة التشكيلية في سوريا إلى أين؟

إن سنوات الحرب هذه التي نعيشها أثرت وتؤثر بشكل قوي على الحركة التشكيلية في هذا البلد، وسوف يكون لها حيز ومكان مهم في الحركة التشكيلية العالمية قريبا، هذا ما أعتقد وأتمنى. جوائز:   خالد الحجار يحمل إجازة في الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية جامعة دمشق 1995.

أقام اكثر من 30 معرضاً وشارك في عدد آخر داخل سوريا، كما شارك في معارض في ألمانيا وفرنسا وفنزويلا. نال العديد من الجوائز المحلية، وجائزة في المعرض العالمي لعيد الطفل في إسبانيا، وجائزة هيئة المحلفين في باريس، وكذلك عدة جوائز لتصميم أفضل طابع بريدي في سورية، منها جائزة طابع اليوم الوطني، والذكرى المئوية لمعركة ميسلون واليوم العالمي للغة العربية، وكذلك يوم الثقافة العالمي وغيرها.