دبي مدينة الجمال والفنون، تجتذب العاملين في هذا المجال من الفنانين والمبدعين، منهم الفنانة التشكيلية الباكستانية سناء عبيد، التي نشأت في بيئة فنية مبدعة، فوالدها رسام، كما درست الفنون الجميلة في الكلية الوطنية للفنون في لاهور في باكستان، وتتخذ من دانة الدنيا منطلقاً لإبداعها الفني.. «البيان» حاورتها عن فنها وطموحاتها.

 

من هي الفنانة سناء عبيد؟

أنا فنانة تشكيلية باكستانية، مقيمة في دبي منذ سنوات. تعرفت على الفن في مرحلة مبكرة، إذ كنت محاطةً بالأعمال الفنية منذ سن مبكرة جداً. فأبي هو رسام زيتي وكان مصدر إلهامي الأول. علمني كيفية الرسم وشجعني دائماً على صنع الفن. منذ الطفولة، تلقيت التقدير على أعمالي الفنية في مدرستي، وحصلت على العديد من الجوائز في مختلف المسابقات الفنية.

منذ البداية، كنت عازمةً على أن أكون فنانةً ولم أشك في ذلك أبداً. كنت أعرف دائماً أنني ولدت لأصنع الفن.

وقد درست الفنون الجميلة في الكلية الوطنية للفنون في لاهور في باكستان، في الكلية نفسها التي تخرج فيها والدي: في كلية الفنون الجميلة الوطنية، وهي كلية لديها تاريخ في رفد الساحة بعدد لا يحصى من الفنانين المجيدين، وقد شاركتُ في العديد من المعارض الوطنية والدولية منذ عام 2007.

 

- كيف ترين طبيعة ومضامين الحراك الفني والثقافي في دبي ودولة الإمارات بوجه عام؟

دبي مكان استثنائي للعيش فيه، ومعها دولة الإمارات بوجه عام. أسلوب الحياة والفخامة التي يقدمها هذا البلد رائع، هنا بيئة خصبة للإبداع والعمل المتفرد، وفيها يجد المبدع نفسه ينمو ويتطور بسرعة كل يوم، أظن أنه يليق بدبي أن تكون مركزاً عالمياً مزدهراً للفن في العالم.. فهي فعلياً هكذا وهي درة الثقافات وواحة التعايش، وذلك طبعاً حال دولة الإمارات بوجه عام، وكل ذلك بفضل رؤى ودعم قيادة الإمارات وتفكيرها المستقبلي النوعي والبناء.

لقد انتقلت إلى هنا (دبي)، في عام 2017، وسرعان ما أدركت أن دبي تمثل فرصة بالنسبة لي لإبداع ما أريد بوجه متميز، ولقد كوّنت صداقات والتقيت فنانين من مناطق مختلفة من العالم.

المشهد الفني هنا حي وغني مثل البلد نفسه، فدبي والإمارات جميلة ثرية بالقيم والثقافة والمتاحف والمساحات الفنية والروائع المعمارية والقيم الإنسانية والإبداعية.

دبي تنظم أحداثاً فنية ملهمة وطاقة إبداعية لتنمية مجتمع الفن؛ هناك مجموعة متنوعة من الفرص للفنانين لينموا ويصبحوا مصدر إلهام هنا، مثل: منطقة القوز، حي الفهيدي، السركال، حي دبي للتصميم، مركز تشكيل.

 

- ما طبيعة توجهاتك الفنية ومضامين لوحاتك الأبرز؟

عملية الرسم لدي هي اختبار تأنٍ وتبحر، هي عملية طويلة الأمد تتسم بدقة التفاصيل المعقدة التي تؤدي إلى حالة من النشوة. ومضامين لوحاتي تخوض في شتى الموضوعات الحياتية والجمالية. إن هذا النهج جعلني أدرك دفق الإيقاعات

والطاقات إلى الداخل والخارج في ما أبدع. أنا منجذبة بشكل طبيعي نحو الأشياء الثابتة: التقاط جوهر الحياة من حولنا، أفكاري تكشف عن نفسها من خلال الملاحظة والفحص لما يحيط بي، وهي مستمدة بشكل أساسي من عقلي الباطن، ومن المشاعر والذكريات، بالاقتران مع الواقع المحيط.

ببساطة، عملي يكون مستمداً من مشاعري المنعكسة أو المعبر عنها من خلال أشياء من الحياة اليومية. ولو سألت: كيف أقرر ما سأرسمه، فهذا يكون قرار لحظة.. يحدث بشكل عفوي. وقد تطور فهمي تدريجياً من خلال هذه العملية. عادة لا أخطط للرسم الكامل الخاص بي مقدماً، وغالباً ما أعتمد على ما أصادفه وما أحمله من أفكار.. هذا ما أحب استكشافه وتجربته وتشكيله أثناء العمل عليه. وأعثر على موضوعاتي عادةً عن طريق المصادفة، لكنني أشعر بالفضول أو الاهتمام أحياناً فأبحث عن موضوع ما وأنقب وأصوغ لوحاتي في النهاية.

 

- هل تلهم دبي لوحاتك وترتقي بفنونك؟

العديد من الأشياء التي رسمتها سابقاً أثناء إقامتي في بلدي لم تحقق الشعبية التي أطمح إليها، وها أنا ذا في عملي الآن، منذ 2017، أخط مسارات مغايرة وأحقق ما أروم من نجاح ومشاركات. وذلك طبعاً بفضل تغير وانصقال الكثير من المفاهيم الإبداعية التي أحملها، وأيضاً بفضل ما اكتسبته من خبرات ومعارف وتجارب وموضوعات خلال إقامتي هنا في دبي، فالعالم جميعه هنا.. وأبرز الخبرات والمبدعين بجوارك تجدهم.. كل هذا أكسبني الكثير وأثرى إبداعي. لأنهم لا يتوافقون مع حالتي الحالية بعد الآن. لقد ألهمتني دبي من نواحٍ كثيرة، العمل الأكثر صلة الذي يمكن التحدث عنه رداً على سؤالك هو لوحتي عن شجرة الغاف، هذه هي اللوحة الأولى التي رسمتها بعد الانتقال إلى دبي. إنها مختلفة تماماً عن أعمالي السابقة؛ لأنها توضيحية وتظهر الإنسان والوجود والمناظر الطبيعية فيه.