الراوي

موزة سالم الشحي.. ذاكرة مفعمة بقصص التراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعدّ موزة سالم الشحي التي تلقب بـ«موزة الصوالح» أحد أهم من يدعون للمشاركة للحديث عن ثقافة وتراث الإمارات، وقد أسهمت البيئة الجبلية والبحرية في ترسيخ حب كل ما يحيط بكيانها، وبات لها ذاكرة غنية بمفردات التراث والماضي الجميل.

انتقلت أسرتها إلى إمارة رأس الخيمة وأتيحت لها فرصة التعليم وعاشت بعد زواجها في منطقة الصالحية حيث لا تزال تقيم فيها، وهي منطقة زراعية ولذلك تلقب بـ«موزة الصوالح» كنية بوالدتها بنت الصوالح، ومثل شروق الشمس تنير المرأة في تلك المنطقة بيتها بروحها المحبة للعمل والعطاء، حيث تقوم مع أسرتها منذ الفجر لتقدم عن حب كل ما يمكن لأسرتها، وبعد ذهاب الأبناء للمدارس تجلس النساء في خارج المنزل، ضمن مجموعة يقضين وقتهن في التخطيط عن ما سيفعلن.

من هنا بدأت في تطوير مهارتها ونفذت أفكارها وأحلامها، ومن الأمهات تعلمت المزيد من شؤون الجانب الثقافي الخاص بالتراث، وأضافت لحصيلتها المزيد من الحرف التراثية، ورغم أنها تعد من مهن الماضي إلا أنها لا تزال تمارس حتى اليوم، تعزيزاً للتراث، فضلاً عن أن بعضها يستفاد به ضمن الاستخدام اليومي.

برعت موزة سالم الشحي في الطهي وأساليب الضيافة، ولذلك فازت بجائزة مميزة من مهرجان الضيافة الذي يقام في دبي كل عام، وهي من السيدات اللاتي تتم دعوتهن من قبل الهيئات التراثية والآثار بإمارة رأس الخيمة، للمشاركة في مختلف الفعاليات، لتقوم بدورها في إلهام الأجيال والتحدث عن الماضي العريق للدولة.

وتلقي موزة الشحي في الكثير من الجهات الحكومية والهيئات والمدارس، المحاضرات المتنوعة التي تخص الموروث ومنها محاضرات عن السنع الإماراتي. كما اشتهرت موزة الشحي بعملها الحرفي وهو بناء البيوت السعفية وبالأخص العريش، وتحكي للأجيال قصة العريش وأهميته للأسرة الإماراتية، إذ لا يزال البعض حتى اليوم يؤسس غرفاً من السعف بسبب الحنين للماضي.

شاركت موزة سالم الشحي بالحديث في الجامعات وأيضاً فعاليات غرف التجارة، وتفخر باستقطاب المستمعين حولها، كما جذبت العديد من المستمعين لأحاديثها لا سيما في القرية العالمية، حيث تقدم حكايات بيوت السعف التي اشتهرت بها وأصبحت تعلم الآخرين كيف يتم بناء بيت السعف من الدعون والجريد والحبال، وترى أن دعم الدولة للجهود التي تسعى للحفاظ على الموروث، أحد أهم الأسباب في تعلم الأجيال تراث أجدادهم.

Email