الألعاب الشعبية.. ذاكرة الفريج وجمال الماضي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتضن فعاليات مهرجان «أيام الشندغة»، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في حي الشندغة التاريخي بدبي، وتستمر حتى 3 ديسمبر المقبل، العديد من الورش التفاعلية والفعاليات التراثية، ومنها الألعاب الشعبية، التي يعشقها الأطفال، وتسهم في بناء ذاكرة المجتمع، وهي جانب مهم من تراث الدولة، وعادات المجتمع التي تُتوارث جيلاً بعد جيل، إذ اعتادت الأجيال على ممارستها أثناء التجمعات مع أصدقاء الفريج، وتعتمد الألعاب الشعبية على الأفكار البسيطة من البيئة والمتوارثة من المدن والقرى والجبال والبادية، حيث تفرض طبيعة كل منطقة خامات معينة وطبيعة حياة تختلف عن الأخرى، وجميعها تأتي من الطبيعة لتسهم بشكل كبير في الاستدامة.

 

«الدحروج»

«البيان» التقت ريسة الغفلي، التي تصنع الألعاب الشعبية، لعرضها أثناء المهرجانات التراثية داخل وخارج الدولة، وقالت: «نحب صناعة الألعاب الشعبية منذ فترة طويلة، ونشارك فيها في عدة مناسبات، وجميعها تصنع من البيئة أو من إعادة تدوير بعض الأدوات المنزلية، ويوجد لدينا سيارات مصنوعة من علب الزيت، وإطاراتها مصنوعة من علب الحليب، ونضع لها حبلاً ليسحبها الأطفال، ويخيل إليهم بأنها سيارة، إضافة إلى لعبة «الدحروج»، وهي عبارة عن عجلة حديد، يتم إدارتها ودفعها عن طريق إدخال عصا حديدية في الثقب، الذي يتوسط العجلة ليجري بها الأطفال فرحين ومستمتعين بها».

 

الكرب

وتابعت: «كما نصنع «لعبة القواطي»، وهي «لعبة العلب»، وهي عبارة عن علب الشوفان الفارغة يتم ثقبها من الأعلى وتثبيت الحبل بها، ليقوم الأولاد والبنات بالوقوف فوقها ووضع الحبل بين أصابع الأرجل، وسحب الحبل للمشي وكأنها كعب حذاء عالٍ وتحتاج هذه اللعبة الكثير من التوازن وعدم ثني الركب، وهناك الكرب وهو عبارة عن جزء من النخل، نقوم بتنظيفه وصبغه، ووضع دمية على طرف الكرب لتسحبها الفتيات بجانبها عن طريق حبل ليتخيلها البنات وكأنها ناقة تحمل على ظهرها فتاة».

وتؤكد ريسة الغفلي أن جميع الألعاب من الطبيعة، وتساعد الأطفال على التخيل وتنمية قدرات الأطفال الذهنية والحركية، وتجسيد روح التعاون والألفة بين الجماعة، إذ تعبر الألعاب عن روح التقارب والمودة بين الناس.

Email