أكدت معالي الدكتورة حياة القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، أن دولة الإمارات تقوم بدور نوعي وتتبنى نهجاً رائداً في صون التراث العالمي، بنوعيه المادي وغير المادي، والذي أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه، وسارت على خطاه القيادة الرشيدة.
وقد جاء تصريح معالي الدكتورة حياة القرمازي لـ «وام»، إثر مشاركتها في ندوة (تأملات في فلسفة التاريخ لابن خلدون) التي أقيمت ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، في إطار الاحتفاء باختيار مركز أبوظبي للغة العربية ابن خلدون ليكون الشخصية المحورية للدورة 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وتحدثت الوزيرة التونسية في مداخلتها بالندوة عن ولادة ابن خلدون في تونس ثم ارتحاله إلى بلدان عديدة ما أكسبه خبرة كونت شخصيته التي طغت على جميع تجاربه وكانت خلاصتها كتاب(المقدمة) الذي تحول إلى مرجع في علم الاجتماع.
وقالت إن ابن خلدون هو من أوجد فلسفة التاريخ وجدليته، وهو من استشرف حدوث التغيرات الاجتماعية الجذرية التي نشهدها اليوم، وتوقع قيام وزوال دول، كما ساهم بشكل كبير في تأسيس علم الاجتماع، مشيرة إلى أنه ورغم هذه المكانة المهمة لنتاجاته، إلا أن الفكر الخلدوني لم ينل حظه من الدراسة والطرح.
وأعربت القرمازي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات (وام) عن اعتزازها باختيار العلامة ابن خلدون الشخصية المحورية لدورة عام 2023 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، خاصة وأنه يتزامن مع المشروع التونسي الإماراتي الذي يتمثل في تهيئة بيت ابن خلدون الموجود في المدينة العتيقة بالعاصمة التونسية، وهو البيت الذي ولد وترعرع فيه، وكذلك مسجد القبة الذي تلقى فيه تعليمه الأولي. وأكدت أن ابن خلدون، يعتبر علامة فارقة في الثقافة العربية وأن البحوث والدراسات التي تناولت هذا العالم على كثرتها، لم تستطع أن تدرس بعمق الفكر الخلدوني لأنه فكر موسوعي يعتمد على تلاقي عدد من العلوم الصحيحة والإنسانية.
ضرورات
وقالت الوزيرة التونسية إن سيطرة العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي، تتطلب منا اليوم ضرورة الرجوع إلى جذورنا والاهتمام بمثل هذه الشخصيات والعلامات الفارقة، التي كرست العقل ومجدته، وجعلت منه أهم ما يميز الإنسان وثروته الحقيقية.
وأشادت بتوقيع مذكرة التفاهم الأخيرة مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير لترميم دار ابن خلدون وتهيئتها لتكون متحفاً لهذا العلامة، معتبرة توقيع هذه الاتفاقية خطوة إيجابية نحو المزيد من التعاون الرامي إلى إبراز الموروث الثقافي العربي والإسلامي، ومبادرة تجسد النهج العالمي الرائد لدولة الإمارات في صون التراث العالمي بنوعيه المادي وغير المادي، والذي أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه، وسارت على خطاه القيادة الرشيدة.