الحكايات الشعبية.. من شفاه الجدات إلى زخم المهرجانات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحظى التراث في الإمارات باهتمام كبير، حيث يشكل جزءاً مهماً من حضارتها، وتحرص الجهات على اختلافها، على نقل هذا الموروث للأجيال والزائرين السياح لدولة الإمارات، من خلال الفعاليات والأنشطة والمهرجانات التي تقام باستمرار، وتركز المهرجانات على نقل التراث، مادياً كان أو معنوياً بأدق تفاصيله، وبالحديث عن التراث الشفاهي، شكلت الحكاية الشعبية حيزاً من الاهتمام، نظراً لتداولها من ألسنة الجدات إلى الأحفاد، والتي تحمل في مضامينها قيماً ومعاني، حرصت الجدة أو الأم على تعليمها للأبناء..

وعن دور المهرجانات المختصة بالتراث في إحياء الحكاية الشعبية قالت الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي: «سعت دولة الإمارات العربية المتحدة، للحفاظ على التراث، من خلال عدد من المهرجانات التراثية التي تقام بشكل سنوي، مثل مهرجان الشارقة للتراث، مهرجان قصر الحصن، مهرجان زايد التراثي، مهرجان التراث البحري، وغيرها من المهرجانات التي تسعى لصون الثقافة التقليدية، ولكن من أهم المهرجانات التي سعت لتوثيق الحكاية (ملتقى الشارقة للراوي)، الذي يعنى بشريحة الرواة، ويقدمهم بشكل دائم للمجتمع، ويقدمهم لوسائل الإعلام والحياة العامة، كعناصر مهمة ومؤثرة حاملة للتراث الثقافي الإماراتي، كما يقوم معهد الشارقة للتراث بإصدار تلك الحكايات في كتب ورقية، للاستفادة بها من قبل شرائح المجتمع».

وتابعت: «تلك المهرجانات وغيرها، كانت لديها الكثير من الفعاليات المرتبطة بالتراث، وأهمها إحياء التراث الإماراتي الشفهي المرتبط بفن الحكاية، وتشجيع الإبداعات الحكائية، والاهتمام بالطاقات الجديدة، ودعمها من خلال نشر الإصدارات الجديدة الخاصة بالخراريف والحكايات الشعبية من مختلف بلدان العالم، وتسعى لاستضافتهم، والاستفادة من تجاربهم، ونقل هذه الخراريف والحكايات الشعبية من كبار المواطنين إلى الشباب واليافعين، من أشعار وقصائد وقصص وحكايات الأوليين، ونحوها من أنواع القصص، ورواية القصص والحكايات الشعبية، وتمثيلها على المسارح، ومشاركتها مع الجمهور». وأضافت: زخم عظيم لهذا التراث، وحضور قوي في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية.

لقد كانت العناية بالتراث في عمق الإنسان الإماراتي، وخير من عبّر عن هذا العمق، الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال الكثير من الحكم والأقوال السديدة عن التراث، والتي هي اليوم نهج ودستور لنا، ومن تلك المقولات: «ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي، الذي يحق لنا أن نفخر به، ونحافظ عليه، ونطوره، ليبقى ذخراً لهذا الوطن، وللأجيال القادمة». و«من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل».

سرد

وتحدث الباحث في مجال التراث، عبد الله المر الكعبي، عن جهود المهتمين في هذا المجال قائلاً: «لقد ساهمت المهرجانات التراثية والثقافية والمختلفة في أماكنها وأوقاتها، والتي تنظمها الجهات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة في إحياء الحكاية الشعبية، والتي اتسمت بها المنطقة عامة، وأعادت لها رونقها وألقها.

وكانت تلك الحكايات كدروس تحمل في سردها تاريخ عريق، أو أثر جميل عن رعيل مضى، كان له شأن في المنطقة، وقد يقود هذا السرد إلى البحث عن موضوع ما قد استجد، أو يستجد مستقبلاً، ولذلك ندعو إلى توثيق هذه الحكايات، لتبقى خالدة، يتناقلها الأجيال عبر الزمن».

Email