«اليازرة بين الأداء الفني والعمل الحِرفي»

كتاب يوثّق عوالم وأسرار المهن التقليدية في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشير كتاب «اليازرة بين الأداء الفني والعمل الحرفي» للمؤلف د. حمد بن محمد بن صراي والأستاذ عبدالله بن خلفان الهامور وهو أحد إصدارات معهد الشارقة للتراث، إلى أهمية الصوت والأداء الفني في العمل الحرفي، ويضيء عوالم الكتابة حول المهن التقليدية وأداءاتها الفنية المختلفة بصورة عامة، ويسهم الكتاب في المحافظة على المهن التقليدية، وتدوين طرقها وأساليبها. يوثق الكتاب الكلمات المغناة ومعانيها ومضامينها وإشاراتها وصلتها بالعمل اليدوي نفسه.

«اليازرة» أو«مضخة الثور»، واحدة من هذه الأدوات التي تروي الحكاية. استخدمها المزارعون لري حقولهم ومزارعهم في أماكن عدة، من أرض الإمارات الطيبة، ابتكرها الأهالي ومكنتهم، رغم بساطتها، من زراعة النخيل وكثير من المحاصيل التي تسد حاجاتهم الغذائية وتتحول إلى سلع يمكن عبر قوافل التجارة مبادلتها وتحقيق المكاسب.

«اليازرة» آلة بسيطة في مكوناتها وفكرة تشغيلها، تعتمد على استغلال قوة الحيوان في استخراج المياه، وغالباً ما يتم انتقاء ثور قوي ليقوم بالمهمة التي تبدو بسيطة، ولكنها في الواقع تحتاج إلى قدر كبير من المهارة، سواء في قيادة الثور وتوجيهه والتعامل معه، أو في إعداد المنطقة التي سيتحرك فيها الثور..

يحتوي الكتاب على المقابلات التي تم إجراؤها من قبل المؤلفين مع عدد من العاملين السابقين في مهنة اليازرة. ونتج عن ذلك معرفة كيفية التفاعل بين العمل والصوت. وما مدى تأثير الصوت المغنى في عمل الثور. والتعرف كذلك إلى الأداء الفني الذي يساعد على تمضية الوقت، وهو نوع من الترفيه يقوم به عامل اليازرة عن نفسه أثناء العمل.

وقد تم من قبل المقابلات ذكر أجزاء اليازرة. وأنواع الخشب التي تصنع منها اليازرة، وما أفضلها. كما ذكر الرواة عدداً من الألفاظ الواصفة لأجزاء اليازرة،ولفتوا الأنظار إلى مساحة الأراضي المزروعة التي تسقيها اليازرة. ونوعية المزروعات التي تسقى باليازرة.

حيث تعرف المؤلفان من المقابلات إلى مدى انتشار السقي باليازرة قبل وصول ماكينات السقي الحديثة التي قضت نهائياً على العمل باليازرة التي أصبحت بعد ذلك مجرد ذكرى.

 
Email