الإمارات.. أسبوع حافل بالمهرجانات والفعاليات التراثية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد الإمارات منذ مطلع الأسبوع الجاري انطلاق عدد من المهرجانات والفعاليات التراثية التي باتت واحدة من أبرز وسائل إحياء وصون التراث وربط أجيال المستقبل بالماضي العريق بكل ما يحمله من عادات وتقاليد وقيم أصيلة.

وتحفل أجندة الفعاليات السنوية في الإمارات بالعديد من المهرجانات والفعاليات ذات الطابع التراثي التي لعبت دوراً كبيراً في إيصال هذا التراث الأصيل إلى مختلف دول العالم من خلال المشاركات الدولية الواسعة التي تشهدها تلك المسابقات والمهرجانات، هذا إلى جانب الدور المهم الذي تؤديه تلك الفعاليات في تنشيط حركة السياحة الداخلية واستقطاب الزوار من مختلف دول العالم.

 

ليوا للرطب

ينظم المهرجان خلال دورته الحالية التي انطلقت يوم السبت الماضي نحو 23 مسابقة رئيسية خصص لها 293 جائزة بقيمة تبلغ 8 ملايين و300 ألف درهم إماراتي، وتتوزع المسابقات على النحو التالي (11 مسابقة لمزاينات الرطب، 7 مسابقات للفواكه، 3 مسابقات للمزارع النموذجية، ومسابقة أجمل مخرافة، ومسابقة أجمل مجسم تراثي)، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والمسابقات التي تقام في السوق الشعبي فضلاً عن الحرف اليدوية التقليدية والمسرح ومسابقاته وجوائزه اليومية وغيرها من الفعاليات الشيقة والجاذبة لمختلف الفئات العمرية.

وأسهم المهرجان منذ نشأته في إبراز المكانة التاريخية لشجرة النخيل التي تعد رمزاً وطنياً وتراثياً على امتداد تاريخ دولة الإمارات ومصدراً رئيسياً لتعزيز الأمن الغذائي، كما أسهم المهرجان في تشجيع القطاع الزراعي بشكل عام وزراعة النخيل وإنتاج التمور بشكل خاص، فضلاً عن دوره البارز في تحفيز المزارعين والمنتجين والمساهمة في تسويق منتجاتهم.

 

ملتقى السمالية

ووسط أجواء أصيلة، انطلقت الاثنين الماضي، فعاليات ملتقى السمالية الصيفي 2022، الذي ينظمه نادي تراث الإمارات سنوياً بجزيرة السمالية في أبوظبي، بمشاركة المراكز الشبابية والنسائية التابعة له، الذي تستمر أنشطته حتى الرابع من أغسطس المقبل.

وتحمل نسخة هذا العام من الملتقى رمزية خاصة، فهي النسخة الـ30 للملتقى الذي انطلقت أول دورة منه في عام 1993 ليرسخ طوال تلك السنوات مكانته بوصفه أحد أعرق الملتقيات التراثية في المنطقة التي كان لها أثر كبير في المجتمع، بترسيخ الهوية الوطنية، والتعريف بالتراث لدى آلاف الطلاب الذين شهدوا فعالياته وورشه، وهم يتبوأون اليوم مختلف المواقع لخدمة الوطن.

وتشمل برامج الملتقى هذا العام طيفاً واسعاً من عناصر التراث الإماراتي، وتأتي في مقدمتها ورش الواجهة البحرية التي يتعرف المشاركون من خلالها على التراث البحري الغني للدولة، ومدرسة السنع التي ترسّخ لديهم الأخلاق والعادات الأصيلة التي تعارف عليها أبناء وبنات الإمارات عبر العصور، وأنشطة الهجن، والفروسية، والصقارة، والرماية، التي تأتي بمثابة نافذة يطل عبرها المشاركون إلى الماضي ليعرفوا كيف كانت حياة الآباء والأجداد، إضافة إلى الألعاب الشعبية، وزيارات المعالم التاريخية، وورش الرسم والتلوين، وورش تعليم الحِرف النسائية التقليدية مثل الخوص، والتلي، والغزل، والسدو، والحناء، والأكلات التراثية.

 

الذيد للرطب

وانطلقت أمس (الخميس)، في مركز إكسبو الذيد، فعاليات النسخة السادسة من «مهرجان الذيد للرطب» الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مدار أربعة أيام بمشاركة المئات من مزارعي النخيل على مستوى الدولة.

ويحفل المهرجان بمجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية التي ستنظم وسط الأجواء التراثية المميزة والتنافس القوي بين ملاك النخيل والمزارعين في عرض مختلف أصناف الرطب، والمشاركة في مسابقات المهرجان الرئيسية الست التي يتضمنها الحدث، وهي مسابقات مزاينة الرطب، وأكبر عذج، ومسابقة الليمون، ومسابقة التين، ومسابقة تمر الحسيل، وأجمل مخرافة رطب والمخصصة للنساء فقط، حيث تتراوح قيمة الجوائز في كل مسابقة بين 1000 إلى 25 ألف درهم.

ويسهم المهرجان في تعزيز استدامة إنتاج الصناعات التراثية والتقليدية كما يمثل منصة مهمة لتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل، حيث يقدم العديد من الإرشادات العلمية للمزارعين حول أساليب الزراعة الحديثة، وأهم الممارسات المعتمدة لتعزيز جودة إنتاج الرطب من دون الاعتماد على الأسمدة الكيميائية حفاظاً على نقاء سلالاتها التي تشتهر بها مدينة الذيد، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب من خلال استضافة خبراء في هذا المجال المهم.

 

أبوظبي للصيد والفروسية

وتتواصل التحضيرات للنسخة الـ 19 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، حيث يعد الحدث التراثي الأبرز الذي يترقبه الجمهور من داخل الدولة وخارجها في كل عام باعتباره معرضاً فريداً ليس على مستوى المنطقة وحسب، وإنما على مستوى العالم، خصوصاً فيما يتعلق بالحرص على الحفاظ على تراث الصقارة والحفاظ على البيئة وتعزيز الصيد المستدام والمتوازن للموارد الطبيعية في ظل الأنظمة والاتفاقيات الدولية المعترف بها، إذ يحظى المعرض بمشاركة دولية واسعة من المنظمات والمؤسسات المعنية بالترويج لرياضات الصيد.

وتنطلق أحداث النسخة الجديدة من المعرض في الفترة من 26 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر المقبلين، وستتضمن 90 فعالية من ضمنها مزادات الصقور والخيل والإبل وعروض الفروسية والرماية بأنواعها ومسابقات أجمل الصقور المكاثرة في الأسر ومزاينة السلوقي (كلب الصيد العربي الأصيل)، إضافة لأنشطة تعليمية وبيئية وعروض تراثية شيقة للخيول والطيور الجارحة.

 

أجيال تتفاعل

الجدير بالذكر أن الإمارات تشهد سنوياً تنظيم العديد من المهرجانات والمسابقات التراثية، مثل مهرجان قصر الحصن، ومهرجان الشيخ زايد، ومهرجان أيام الشارقة التراثية، والمهرجان الوطني للحرف والصناعات التقليدية في العين، ومهرجان عوافي التراثي في رأس الخيمة، ومهرجان سلطان بن زايد التراثي في سويحان، فضلاً عن بطولات الرياضات التراثية مثل مسابقات الهجن والصيد بالصقور وغيرها من الرياضات التي تخلق حالة من التفاعل بين الأجيال الجديدة والموروث الحضاري للدولة بكل ما يحمله من عادات وقيم نبيلة.

Email