عيد الفطر في الإمارات.. بهجة تلونها الأصالة وطقوس عامرة بالجمال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد طقوس العيد وعاداته في الإمارات قديماً، جزءاً من ذاكرة الوطن التي تحفل بمآثر الآباء والأجداد، وتقاليد أبناء الإمارات، وتبقى زاداً للأجيال الناشئة، وإثراءً للتنمية الثقافية، وتعزيزاً للهوية الوطنية، وتحتفل الإمارات بعيد الفطر المبارك بطقوس ذات نكهة خاصة يتميز بها الشعب الإماراتي بما يملكه من تعدد وتنوع ثقافي، ويجد هذا التنوع روابط وثيقة مع باقي الشعوب العربية والإسلامية، حيث تعم فرحة العيد الأرجاء وتتجلى من خلال ابتسامات الأطفال وتبادل التهاني والزيارات.

وتتشابه صور ومظاهر الاحتفاء بعيد الفطر المبارك في مختلف مناطق الدولة، فالعادات والتقاليد متقاربة فيما بينها وأبرزها صلاة العيد وزيارة الأقارب والأصدقاء في مجموعات، والتجمع لتناول الطعام التقليدي، مثل «الهريس والخبيص واللقيمات والعرسية والبلاليط» وغيرها من مظاهر الفرح.

ووثّق الأرشيف الوطني طقوس العيد في الإمارات قديماً، في إطار مهام التاريخ الشفاهي الذي لا يتوقف الخبراء والمختصون فيه عن إجراء المقابلات مع الرواة المعمّرين، الذين تُعدّ ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً، وقاعدة معلومات ثرية بالأحداث التاريخية، وأساليب الحياة.

مظاهر مميزة

وتبدأ مظاهر العيد من نهايات الشهر الكريم، وقديماً كان المسنون هم من يحسبون لأيام رمضان والعيد، وإذا رأى الهلال أحد من الساكنين بعيداً فإنه يثور «يطلق الرصاص» من «البندقية»، وبذلك يعرف الناس أنهم قد رأوا الهلال فيبدأ الصوم، وكذا الحال بالنسبة للعيد.

وكانت البيوت المقتدرة في الماضي، تطبخ الأرز واللحم في العيد، وكانت بعض البيوت تضع ضيافة العيد من الخبيص والبلاليط، والثريد والعرسية.

وفي تلك الفترة لم يكن هناك خياطون منتشرون للقيام بتجهيز اللباس الخاص بالعيد، وتقوم بهذه المهمة، السيدات في البيوت اللائي يخيطن أزياء العيد بأيديهن على ضوء الفنر «الفانوس» ليلاً ويبدأن في ذلك منذ وقت طويل لكي يكون الثوب جاهزاً في يوم العيد.

«العيدية»

وتتعدد مظاهر العيد وطقوسه في قديم الزمان، ومن بين تلك الطقوس عادات اجتماعية أصيلة تحض على الترابط مثل التزاور وكان للأطفال نصيبهم الوافر في تلك العادات، لا سيما وهم المرتبطون بـ«العيدية» التي تُمنح لهم عند زيارتهم بيوت الحارة، وينتقل الأطفال إلى طقوس أخرى بعد منحهم «العيدية»، حيث يذهبون بها إلى السوق للشراء.

ويبدأ برنامج التزاور من بعد صلاة العيد، وعادة يكون بداية الزيارات ببيوت الجيران ثم تبدأ بعد ذلك زيارات الأسر.

ومن بين طقوس العيد وأجوائه في الإمارات، تقام «حفلات العيالة»، وهي من الطقوس الأصيلة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكانت تقام تلك الحفلات في المربعة «وسط مدينة العين».

ويستمتع الأهالي بتلك الحفلات ومشاهدة فرق العيالة، وهي تؤدي الشعر والنشيد المغنى مصحوباً بقرع الطبول والدفوف، ويستمتع الأطفال مع أهاليهم في تلك الأجواء.

استعدادات خاصة

ويستذكر المهندس أحمد حسن الفورة طقوس العيد من خلال معاصرته لها قبل سنوات معدودة أو مما سمعه من الآباء والأجداد، فيقول: في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يبدأ الأهالي الاستعداد لاستقبال العيد السعيد بالذهاب إلى الأسواق المنتشرة آنذاك سواء في الشارقة أو عجمان أو دبي وأهل العين يذهبون لأسواق أبوظبي وبعضهم يقصد دبي.

ويؤكد الفورة أن يوم العيد يعد من أهم المناسبات التي تدخل البهجة والسرور لقلوب أبناء الإمارات وما أن يلوح هلال العيد في الأفق حتى تنطلق عشرات طلقات الذخيرة من البنادق معلنة بذلك رؤية هلال العيد حينها يعلم الأهالي أن هلال العيد قد هل ثم يتناول الجميع وجبة الإفطار في نفس المكان وبعد الصلاة يعود الجميع إلى مكان سكنهم وهم يرددون أهازيجهم الشعبية وقد انبسطت الأسارير وفرحت القلوب.

ويتابع: العيد في الإمارات له طقوس ثرية وهو مناسبة مفرحة تقوي الروابط الاجتماعية، حيث تسودها الأخلاق الفاضلة وتكثر فيها الممارسات الخيرة والغني يهتم بالفقير والكبير يحنو على الصغير ويجتمع الأهل والأقارب والجيران يتقاسمون الفرحة ويتبادلون التهاني والأطعمة والهدايا.

Email