النباتات البرية في الإمارات غذاء ودواء واستبشار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزخر صحراء الإمارات بالعديد من النباتات، وخاصة الموسمية التي تنمو بعد هطول الأمطار في فصلي الشتاء والربيع. ويتنوع توزعها وكثافتها بتنوع تضاريس الصحراء الرملية التي تشكل الأغلبية أو الحصوية أو الجبلية أو السبخات. وعرف ابن الإمارات العديد من هذه النباتات وموطنها وموسمها وفوائدها كغذاء للحيوانات.

كما أن بعضها تعد من الأغذية التي يستطاب تناولها، حالها حال الخضراوات، مثل الحماض والدغابيس والفقع والزبيدي، التي يستبشر بها سكان المناطق البرية بعد سقوط الأمطار بأيام وأسابيع قليلة، إضافة إلى النباتات المعمرة التي تقاوم ظروف الجفاف وشدة الحرارة.

هواية

وجرت العادة أن يحتفل الأهالي ومحبو البر في هذا الوقت من كل عام بموسم جمع النباتات والحشائش البرية، ويصل الأمر إلى حد إعلان حالة من الاستنفار القصوى في سباق مع موعد انتهاء الموسم خاصة قبل دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، التي تندر فيها هذه الحشائش فيكون موتها أمراً لا مفر منه.

همة ونشاط

ويمارس هذه الهواية سنوياً كثير من فئات المجتمع الصغار والشباب والكبار، وصحراء الإمارات في هذا الوقت من العام تكتظ بالزائرين وتعج بالحركة والحياة، ويزداد مرتادوها من الشباب والنساء والأطفال، فنرى الجميع يبحث بهمة ونشاط عن النباتات والحشائش البرية خاصة «الدغابيس والبصيلات والخبيز والفقاع والعرايين والطراثيث».

وعندما تجتمع الهواية مع الأصالة تصبح عادة، فهذه النباتات دائماً ما يذكرها كبار السن في مجالسهم وأمام أبنائهم ويروون كيف اعتمدوا عليها في حياتهم الماضية، فكانت جزءاً أصيلاً من ممارساتهم اليومية، لذا لا عجب إذا تعلق بها جيل اليوم واعتزوا بها. ويعد موعد جمع هذه النباتات في شهري فبراير ومارس من كل عام عيداً حقيقياً للأهالي تتزين به حياة الإماراتيين خاصة من سكان البادية.

قيمة غذائية

وأشهر نباتات وحشائش البر هي «الأرطا والدغابيس والبصيلات والحرشا والخبيز ولسان الكلب والفقاع والعرايين والحماض والطراثيث»، و«الأرطا» وهو نوع من أنواع النباتات يؤكل عادة مع العيش «الأرز» أما الدغابيس والبصيلات والفقاع والعرايين والطراثيث والخبيز فيأكلها الإنسان في حين تستخدم الحرشا والثمام ولسان الكلب لإطعام الحلال «الحيوانات».

أنواع مختلفة

وكان «الحماض» في الماضي يتركز في اليمحة ولقرن وبياتة وفلج المعلا والسرة ومهذب وجويعة والسمحة والأخيرتين من مناطق رأس الخيمة و«الحماض» يجمع ويغسل ويؤكل مع العيش وصالونة اللحم أو السمك كما يؤكل مع «الجامي».

وتنبت «الدغابيس والطراثيث» بعد سقوط المطر وينتفع منها الأهالي والبهائم، فيجد كل مبتغاه، ولكن في المواسم التي يقل فيها سقوط الأمطار تقل الأعشاب، فيعاني الأهالي ويضطرون إلى شراء الأعلاف لحيواناتهم.

وفي الماضي كان المطر يسقط بشكل أكثر غزارة وتنبت النباتات والحشائش البرية بكثرة في مناطق الذيد والفلج ومهذب والسرة والسلمة، ويستمر موسمه لفترة طويلة ولا يموت إلا عندما يدخل موسم الحر، فكان كل رب أسرة يحضر يومياً كيساً يكفيه هو وأسرته ليوم أو يومين، كما كان البعض يتاجر به وكان سوقه رائجاً ويباع في أم القيوين وعجمان والحمرية.

«الدغابيس»

وتتركز «الدغابيس» في منطقة الراعفة وتنبت وسط نباتات السبط والمرخ والرمث والرمرام، أما «بصيلات الماء» فتنبت تحت التراب، ويظهر منها عنق أخضر فيتم الحفر عنه وكشفه ثم يغسل ويؤكل.

و«الطراثيث» تنبت في كل الأماكن، وهي نبات يميل طعمها للمرارة ويشوى ويؤكل، أما «العرايين» فتنبت عندما يأتي الرعد فتجمع وتغسل ثم تشوى وتؤكل وتسمى كذلك «الزبيديات».

شجرة الأرض

ويتركز الفطر في بياتة ويظهر عندما يأتي الرعد مع المطر ويظهر له رأس فوق سطح الأرض ويطهى كمكبوس أو صالونة «مرق» ويسمى شجرة الأرض و«الفقاع» ينبت في «سيح ميدر» ويظهر أيضاً في منطقة «جبل علي» بدبي، ويستدل عليه عندما تظهر شقوق في الأرض فيتم الحفر عنه باليد في نفس المنطقة المتشققة ويشبه حبة البطاطس ويطهى مع العيش «الأرز».

Email