برج بخوت وحصن فلج المعلا مكانة تاريخية وقصص وجماليات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأخذنا التاريخ دائماً للخوض في حقَبِه الزمنية المختلفة التي نستشعر من خلالها عراقته وأصالته ومدى ما يحمله في طيّاته من ذكريات وماضٍ جميل.

ولعلَّ ما نحن فيه الآن من تطوّر عمراني وحياة مليئة بالثقافات ما هي إلا مُستمدة من عراقة الماضي والبحث في كل ما خبأه لنا سابقاً من أجل أن نبني أرضاً طيبة ومُستدامة، يعود بنا الزمن إلى الوراء لأكثر من 7000 سنة مضت لكي نتحدث عن تاريخ إمارة أم القيوين وعن آثارها الكثيرة.

وقد دلّت كثرة الآثار في الإمارة على علاقتها بحضارة ما بين النهرين وحضارة أم النار، إذ تكثر بها المواقع الأثرية التي تعتبر شاهدة على تاريخ الإمارة الغني والموغل بالقدم، ولقد ضمت هذه المواقع الكثير من الحصون والقلاع والقصور التي رسمت صوراً حيّة لثقافة وتراث المنطقة.

وتنتشر في الإمارة ملامح التاريخ وعمق التراث، كما أنها تشتمل على العديد من المساكن التقليدية التي لا تزال حاضرة بطرازها المعماري الخليجي الذي اتصف بالمتانة والتطور في عملية البناء والزخرفة، وكون الإمارة تحظى بزخم كبير من هذه الآثار فقد سعت دائرة المتاحف والتراث فيها، إلى وضع خطط لصيانة وإعادة ترميم هذه المباني التاريخية حسب الأولوية، لتبقى شاهدة وحاضرة ومرجعاً للأجيال القادمة، ونذكر بعضاً من هذه المواقع الأثرية، وهي: تل أبرق، برج بخوت، حصن فلج المعلا، السور التاريخي...

وغيرها من المواقع، إلا أننا سنتناول الحديث عن موقعين أثريين فقط، هما: برج بخوت، وهو برج مراقبة أثري يقع في إمارة أم القيوين، وكانت له استخدامات كثيرة، منها الاستخدام للغرض الدفاعي، وأيضاً كان منارة مهمة للسُفن آنذاك، وقد بُني هذا البرج في القرن الثامن عشر الميلادي على ساحل الخليج العربي.

وقد شُيَّد ببناء جميل استُخدم فيه الجص والصاروج، وهي المواد التي كانت متوفرة سابقاً في البيئة المُحيطة للمكان، إلى جانب ذلك تمَّ استخدام حجر الصندل الذي استخدم في السقوف، وهو عبارة عن بناء أسطواني سمك الجدار في قاعدته السفلى متر في حين تنخفض إلى 40 سم في قاعدة البرج العُليا، وكان هذا البرج يُستخدم سابقاً للحراسة، وأيضاً يُعتبر منارة للسفن.

أقسام وأشكال

أما حصن فلج المعلا فيقع هذا الحصن في واحة فلج المعلا التي كانت مصيفاً في السابق لأهالي الإمارات، حيث تكثر فيها زراعة النخيل والليمون والخضراوات، ويتكون هذا الحصن من بناء مربع الشكل له بُرجان، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية، ويتكون من مجلس كبير للحاكم.

بالإضافة إلى المربعة، وتطل الردهات الثلاث على فناء داخلي، ويلحق بالحصن مسجد يُسمى مسجد فلج المعلا، ولقد بُني هذا الحصن من حجارة الوادي والجص كمادة رابطة، وخشب الجندل والدعون للتسقيف، بالإضافة إلى استخدام خشب التيك في الأبواب.

Email