المهن التراثية في سوريا.. محاولة لاستعادة الألق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 قد تكون الحرف اليدوية التقليدية أبرز المكونات التراثية، التي تحاول الحفاظ على استمرارها في سوريا، بعد أكثر من عقد من الزمان على الأزمة التي تعيشها البلاد، وسنوات الحرب التي تخللتها، وما تركته من آثار على جميع القطاعات.

ويحاول حرفيو البلاد في ظل ظروف صعبة النهوض وإعادة الألق لأكثر من 30 حرفة تراثية، في مقدمتها فن الموزاييك الدمشقي، والحفر على النحاس في دمشق وحلب بشكل خاص، إلى جانب الصدف والفسيفساء، وذلك وفقاً لما تتميز به كل مدينة،في حين غابت مهن أخرى عن الساحة، بل يمكن القول إنها اندثرت. وفي هذا السياق جاء تأسيس «حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية»، محاولة للحفاظ على هذه المهن من الاندثار والضياع.

  أمين سر مدربي الحاضنة عدنان تنبكجي قال لـ «البيان» إنه في إطار إعادة إحياء هذا الدور، جاء تأسيس حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية في ضواحي دمشق، لتكون تجمعا للحرفيين واستقطابهم وتعزيز المنافسة فيما بينهم، بهدف إعادة إحياء الحرف اليدوية التراثية. 

وأضاف: تستقطب الحاضنة جميع المبدعين في المهن اليدوية التراثية، رجالاً ونساء دون تمييز. وبإمكان أي منتسبة للجمعيات الحرفية وذات كفاءة عالية أن تنتسب للحاضنة، والفيصل في هذا الأمر الكفاءة العالية، أي أن الباب مفتوح على مصراعيه للشباب والفتيات على حد سواء.

مواصفات وشروط 

وتابع: لكل حرفة تراثية «عميدها»، الذييجب أن يكون قد أمضى عشر سنوات في الحرفة، وشارك في معارض داخلية وخارجية، والجانب الأهم أن يكون متمتعاً بالقدرة على حل النزاعات بين الحرفيين، بما يخص حرفة أو عملاً فنياً معيناً. ويقول: يمكن أن يكون هناك أكثر من شخص يحمل هذا اللقب في الحرفة الواحدة منعاً للاحتكار.

وأشار تنبكجي إلى بعض الصعوبات التي تواجه العاملين في الحرف التقليدية نتيحة الحرب، والحصار الاقتصادي والتي يقوم الحرفيون بتجاوزها جزئياً من تصنيع المواد محلياً. وقال: عدد الحرف التقليدية في سوريا يتجاوز الـ35، مشيراً إلى أن بعض هذه الحرف اندثر لعدم اقتناء المنتَج، فلم يعد هناك «قباقيبي» (صانع القباقيب الخشبية) على سبيل المثال، كما أن مهناً كالقيشاني، والنفخ في الزجاج، والنول التقليدي، بات تواجدها خجولاً.

وبين تنبكجي أن الحاضنة تلعب دوراً مهماً في محاولة لإحياء الحرف اليدوية المهددة، وتوليد حرف جديدة عبر دمج حرفتين في حرفة واحدة تحمل بصمات الماضي وإبداع الحاضر..مثل دمج النحاس مع الصدف والخيوط النحاسية مع الرخام، وتنزيل مادة الايبوكسي على الرخام للحفاظ على بصمات القديم.

وأشار لؤي شكو، مدير حاضنة دمر المركزية، إلى أن الحاضنة ساهمت في تخريج نحو 1400 متدرب ومتدربة في حرف تقليدية، مبينا أن هناك خطوات جادة لافتتاح حواضن مشابهة لحاضنة دمر في كل المناطق السورية لاعادة النهوض بالحرف اليدوية التي تنفرد بها كل منطقة.

Email