"الغاف" حين كانت تثري موائدنا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ضرب آباؤنا وأجدادنا أروع الأمثلة في تعزيز مفهوم الاستدامة، وكفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وهي من المصطلحات الحديثة، التي يكثر تداولها، وذلك عبر التأقلم المثالي مع البيئة الصحراوية القاحلة عن طريق استغلال الموارد الطبيعيّة لأطول فترة ممكنة.

ويعد استثمار شجرة الغاف في هذا الصدد، لصنع وإعداد طعام متنوع، أحد أبرز الأمثلة على التأقلم النوعي مع البيئة، الذي اتبعه أبناء الإمارات في القدم، بما يحقق استدامة سلاسل إمداد الغذاء، خصوصاً أن هذه الشجرة ترتبط ارتباطاً تاريخياً وثيقاً بأهل الإمارات، لما تقدمه من خدمات غذائية ودوائية عديدة، ومن مميزاتها أنها سريعة في النمو والتكاثر، إضافة إلى تكيفها مع الأجواء البيئية المحيطة بها.

أكلة سلطة الغاف.. المفيدة

نظراً لقدرة شجرة الغاف على مقاومة الجفاف لفترات طويلة ومقاومة الملوحة العالية، حيث إنها تبقى دائمة الخضرة على مدار العام، اعتاد أهل الإمارات على قطع أوراقها وجعلها جزءاً من عناصر مائدة الطعام، فعند سقوط الأمطار وارتواء الشجرة واخضرارها يتم قطع أوراقها الغضة الطرية، وسحلها بالعكس: من الأعلى إلى الأسفل، ويكون ذلك بكميات كبيرة، ومن ثم يتم غسلها وتنظيفها جيداً وتقطيعها لتصبح ناعمة كالحرير، وذلك يشبه فرم البقدونس في إعداده ليكون جزءاً من مكونات التبولة، ولا يتم وضع أية لإضافات عليها، بل فقط تؤكل مع الأرز الأبيض والسمك المشوي أو مع مرقة السمك.

وكان يعتبر الخروج لقطع أوراق الغاف تجربة ممتعة للصغار في ذلك الوقت، فأغلب الأشجار تكون على حدود الإمارة، وكانت الرحلة تجمع بين السياحة، والتعرف على البيئة الطبيعة، وخصوصاً شجرة الغاف، التي طالما مثلت مصدر غذاء ودواء لكل من الإنسان والحيوان، علاوة على فوائدها الطبية لما تحتويه من مضادات حيوية مفيدة، إذ تعالج أوراقها مشاكل الجهاز الهضمي المتعددة.

وطبعاً، للحديث بقية، ويمكنكم في الصدد أن تشاركوننا تجاربكم في صنع الأكلات التقليدية الإماراتية، وذكر التعديلات التي أُدخلت عليها، إضافة إلى الأكلات الغريبة منها!

Email