الدهريز

اقتراح بشأن التراث المكتبي لإمارة دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت أطالع باستمتاع بالغ قبل أيام، كتاباً صغيراً ولكنه قيّم، جمع بين المتعة والفائدة عنوانه «الحياة الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة»، وهو من تأليف الأستاذ البحاثة بلال البدور، وقد لفت نظري أحد فصول الكتاب وهو عن «المكتبات بالإمارات قبل قيام الاتحاد»، فقد تناول فيه المؤلف عدداً كبيراً من المكتبات الخاصة في طول الإمارات وعرضها، والتي أسسها علماء الدين والأدباء والمؤرخون في بيوتهم، واقتصرت الاستفادة منها غالباً على مُلاكها وبعض خواصهم من أفراد أسرهم أو تلامذتهم أحياناً أو زملائهم من المشايخ، إضافة إلى المكتبات المدرسية التي حرص مؤسسو المدارس شبه النظامية على توفيرها خدمة للأساتذة والطلاب ومكتبات الأندية والتجمعات الثقافية، مما كان يجهله معظم المهتمين بالشأن الثقافي سابقاً، وقد نالت إمارة دبي من تلك المكتبات حظاً وافراً، حيث أعطى المؤلف نبذة جيدة عن مكتبات كل من المشايخ: عبدالرحمن بن حافظ الأنصاري، محمد نور بن سيف المهيري، مبارك بن علي بن بشيت الشامسي، السيد محمد الشنقيطي، رجل الأعمال علي بن عبدالله العويس، عبيد بن رحمة البدور، الشاعر مبارك بن حمد العقيلي. إضافة إلى مكتبة النادي الأهلي الأدبي (ظهرت عام 1945م) ثم مكتبة دبي العامة التي أسست عام 1963م، ومن الجدير بالذكر أن بواكير المكتبات التجارية ظهرت في دبي منذ الأربعينيات من القرن العشرين، وكانت تجمع بين تجارة الكتب وبيع القرطاسية، والتي نشطت تجارتها مع دخول التعليم النظامي الحديث من عام 1956م.

إن هذا التراث المكتبي التليد جدير فعلاً بأن يتم عرضُه بطريقة حديثة ومبتكرة أمام الجمهور، بهدف تعريف المواطن والمقيم والسائح الأجنبي بعراقة النشاط الثقافي والمكتبي في دبي، وأقترح أن يخصص له ركن في «مكتبة محمد بن راشد»، التي تعد الكبرى بين مكتبات الوطن العربي، ويمثل (الحفاظُ على الموروث الثقافي) أحدَ الأعمدة الستة التي أقيمت عليها هذه المكتبة العظمى، ولا شك في أن إبراز تراث دبي المكتبي هو من صلب الحفاظ على الموروث الثقافي للإمارة.

Email