المدير العام لـ«اليونسكو»: الشراكة القوية بين الإمارات و«اليونسكو» نموذج ملهم

أكد الدكتور خالد العناني الفائز بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» مؤخراً، وأول مصري وعربي يتولى هذا المنصب الدولي الرفيع، أن التجربة الثقافية الإماراتية تحولت إلى منارة عالمية للحوار الثقافي تجمع بين الأصالة والانفتاح.

وأشاد العناني بالشراكة القوية بين اليونسكو ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفاً إياها بالنموذج الملهم في التعاون الثقافي والتنموي، وبدور الإمارات في دعم مشروعات مثل «إحياء الموصل»، وصندوق التراث العالمي في حالات الطوارئ، وجهودها في التعليم والمعرفة عبر المؤسسات.

وأشار إلى أن الإمارات جعلت الثقافة جزءاً من رؤيتها للتنمية المستدامة، فربطت بين التعليم والابتكار والاقتصاد الإبداعي، وقدمت نموذجاً ناجحاً في الحفاظ على التراث المادي واللامادي.

وأعرب العناني خلال حديثه مع «البيان»، عن سعادته العميقة بهذا الفوز، مؤكداً أن لحظة إعلان النتيجة كانت مؤثرة للغاية، امتزج فيها شعور الفخر بالامتنان والمسؤولية بالأمل.

وأضاف: «إن هذا الفوز لا يُعد تكريماً شخصياً، بل هو انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية والأفريقية، مشيراً إلى أن قيادة منظمة بحجم وتاريخ اليونسكو تعد تكليفاً لخدمة الإنسانية أكثر منها تتويجاً لمسيرة مهنية».

وأوضح أن الفوز جاء تتويجاً لعمل دبلوماسي وثقافي امتد لأكثر من عامين ونصف العام، شمل أكثر من ستين دولة التقى خلالها مسؤولين ومثقفين وباحثين من مختلف القارات، لإيصال رؤية تؤمن بأن اليونسكو يجب أن تكون «منظمة من أجل الشعوب»، قريبة من المدارس والمواقع التراثية، ومن كل إنسان يسعى إلى المعرفة والسلام.

وأكد العناني أنه استقبل النبأ بمزيج من الفخر والتواضع والمسؤولية، معتبراً أن هذه الثقة العالمية دليل على إيمان الدول الأعضاء برؤية إنسانية تسعى لإعادة اليونسكو إلى مكانتها كمنارة للعلم والثقافة وحاضنة للقيم التي تجمع الشعوب.

ولفت إلى أن هذا الاختيار يحمل رسالة عميقة للعالم العربي، فهو تأكيد على أن العالم ينظر إلى المنطقة العربية اليوم كشريك في صنع المستقبل، لا كمجرد صاحب تاريخ عريق.

وكشف العناني أن المنافسة داخل أروقة اليونسكو لم تكن سهلة، بل كانت فكرية ودبلوماسية وثقافية في آنٍ واحد، موضحاً أن فريق العمل اعتمد على الشفافية والاحترام المتبادل والمصداقية في عرض البرنامج الانتخابي. وأكد أن أولوياته خلال المرحلة الأولى من عمله تتمثل في إعادة تعزيز دور اليونسكو كمظلة جامعة للثقافة والتعليم والعلم، مع التركيز على التعليم كحق أساسي للتنمية، وحماية التراث الثقافي والطبيعي باعتباره هوية حيّة تربط الأجيال.