متحف زايد الوطني يقدم تجارب إبداعية متحفية فريدة بالتعاون مع نخب المواهب الإماراتية

كشف متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يشرع أبوابه مطلع ديسمبر المقبل، عن اعتزامه إطلاق مجموعة برامج نوعية، مستوحاة من مضامين الهوية الوطنية، ووفق أسلوب السرد القصصي، تم تطويرها بالتعاون مع نخبة من المواهب الإماراتية وبيركلي أبوظبي.

تجمع هذه العناصر بين الأصوات والروائح المستوحاة من تراث دولة الإمارات وجمال بيئتها الطبيعية، إذ سيكون متحف زايد الوطني من أول المتاحف الوطنية في العالم، التي تدمج العناصر متعددة الحواس في تجربة الزائر الدائمة.

وتعاون المتحف مع نخبة من المواهب الإماراتية والمؤسسات لتصميم رحلة حسية في المتحف، من ضمنهم: الملحن محمد الأحمد من استديو الوطن وحمد الطائي، ودار العطور الإماراتية «كاسا دي عود»، وبيركلي أبوظبي. ومن أبرز عناصر هذه التجربة أداء مميز للنشيد الوطني الإماراتي، وتحويل أغانٍ من أشعار الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المعروفة، إلى مقطوعات موسيقية.

وفي هذا السياق قالت هند الخوري، مدير إدارة التسويق والاتصال، والتي تشرف على تجربة الزائر في متحف زايد الوطني: «أثمرت هذه الشراكات عن أول تجربة من نوعها وحجمها في مجال تعزيز التكامل الحسي في بيئة متحف وطني في دولة الإمارات، ما يعكس التزام المتحف بأصالة السرد وبراعة الابتكار، فمن خلال تعاوننا مع نخبة من المواهب المميزة من مختلف أنحاء الدولة نجحنا في ابتكار تجربة فريدة، تجسد روح المكان، وتُثري تجربة الزوار. ويأتي هذا المشروع تماشياً مع رسالتنا في تمكين كل زائر من الشعور بالارتباط بأرض الإمارات وشعبها وقصصها».

وقال الملحن الإماراتي حمد الطائي، الذي قدم توزيعاً خاصاً يمزج بين الآلات الموسيقية التقليدية والتوزيعات الموسيقية المعاصرة، بطابع فريد وحصري، للنشيد الوطني الإماراتي «عيشي بلادي»: «تشرفت بتقديم هذا التوزيع الخاص لمتحف زايد الوطني.

وقد سعيت من خلاله إلى التعبير عن جوهر الهوية الإماراتية عبر تقديم النشيد الوطني بهذا النمط، وحرصت خلال العملية على مراعاة التاريخ العريق والثقافة المرتبطة بأرض الإمارات وشعبها، إلى جانب القيم، التي جسدها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان».

وبهدف إثراء التجربة السمعية في المتحف تعاون متحف زايد الوطني مع «استوديو الوطن»، الذي أسسه محمد الأحمد والمعروف بإسهاماته البارزة في الموسيقى الوطنية. وفي إطار هذا التعاون قام الاستوديو بتحويل خمس أغانٍ من أشعار الشيخ زايد المعروفة إلى مقطوعات بالآلات موسيقية.

وقال الأحمد: «تتناول الموسيقى التي سجلناها لمتحف زايد الوطني موضوعات، منها الاحتفاء بجمال طبيعة دولة الإمارات وثرائها، والتعبير عن مشاعر الفخر بالتقدم الذي حققته الدولة، وتجسد تقديراً عميقاً لشعبها.

ومثلما يروي المتحف قصة الوطن، تسهم هذه المقطوعات في تعزيز سرديته، بهدف منح الزوار تجربة تفاعلية ترتبط بتاريخ وثقافة دولة الإمارات. وسيتمكن الزوار من تمييز هذه الألحان المألوفة، التي تحفز في نفوسهم شعور الارتباط العميق ومشاعر الفخر والتقدير للوالد المؤسس».

كذلك تعاون متحف زايد الوطني أيضاً مع بيركلي أبوظبي لإنتاج مجموعة منتقاة من المؤثرات الصوتية المستوحاة من البيئة الطبيعية لدولة الإمارات، سيتم تشغيلها في المساحات المفتوحة للمتحف لتعكس تنوع المشهد الطبيعي في الدولة، من الصحراء والبحر إلى الواحات والجبال.

وقالت ميساء قرعة، المديرة الفنية في بيركلي أبوظبي: «يسعدنا أن نحظى بفرصة التعاون مع متحف زايد الوطني، أحد شركائنا في المنطقة الثقافية في السعديات، على مشروع بهذا العمق الثقافي، فقد أتاحت لنا هذه الشراكة فرصة لترجمة تنوّع البيئات الطبيعية في دولة الإمارات إلى مقاطع صوتية، تكمل رسالة المتحف في أصالة السرد وتعزيز التواصل، ونفخر بمساهمتنا في تجربة تدعو كل زائر إلى الشعور بإيقاع الأرض، والتفاعل مع تراث الدولة الثري بأسلوب شخصي عميق».

وتم ابتكار عطر خاص لمتحف زايد الوطني، بالتعاون مع دار عطور إماراتية «كاسا دي عود»، أسسها فهد بن جساس، والذي قال:: «يعد العطر محفزاً حسياً في مجال السرد القصصي، فهو قادر على استحضار الذكريات والمشاعر على الفور، ويضيف عمقاً وثراء على التجربة السردية.

هذا العطر ليس مجرد مزيج بل إنه تكريم لالتزام الشيخ زايد بتراث هذه الأرض، وانعكاس لهويتنا الإماراتية، وتعبير عن تراثنا العريق. ومن خلال مزج عناصر كالعود والياسمين والنباتات المحلية نهدف إلى بناء صلة خفية، تربط الزوار بروح الإمارات من لحظة دخولهم إلى المتحف».