انطلق اليوم النسخة الثالثة لـ"ملتقى النشر الرقمي" الذي تنظمه "دبي للثقافة" بالتعاون مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بمتحف الاتحاد بدبي بمشاركة خبراء ومختصين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

وأكد محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في دبي للثقافة، أهمية الملتقى، الذي يشهد هذا العام توسعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يركز على محاور رئيسية مثل علاقة النشر الرقمي بالأمن السيبراني، والملكية الفكرية، والحوكمة، وتأثير الاقتصاد الرقمي على صناعة النشر.

وأوضح في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش الملتقى أن التعاون مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية أسهم في تنظيم بعض الجلسات وورش العمل التي تهدف إلى تسليط الضوء على تحديات وفجوات النشر الرقمي في الإمارات، والتفريق بين مفهومي النشر الرقمي والنشر الإلكتروني.

وأشار الحبسي إلى أن الملتقى يسعى إلى تقديم توصيات عملية من شأنها دعم تطور النشر الرقمي في الدولة، بما يتماشى مع رؤية دبي ودولة الإمارات في أن تصبح عاصمة للاقتصاد الرقمي والإبداعي.

وقال إن "ملتقى النشر الرقمي" يعد جسرًا هامًا بين المثقفين، الناشرين، والخبراء في صناعة النشر الرقمي، ويهدف إلى تبادل الأفكار والخبرات لتطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال ويسعى إلى تمكين الأدباء والكتاب وتشجيعهم على تبني الأساليب الرقمية في نشر المعرفة والإبداع الأدبي.

وأضاف أن الملتقى يأتي في وقت يشهد فيه العالم تطورًا ملحوظًا في المنصات الرقمية، مثل الكتب الإلكترونية والصوتية، مما يسهم في توسيع نطاق وصول الإصدارات الأدبية إلى الجمهور، وتعزيز صناعة النشر كجزء من الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات.

من جانبه، أكد راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، على الدور الحاسم الذي تلعبه ملتقيات النشر في دعم الكُتّاب والناشرين الإماراتيين موضحا أن هذه الملتقيات توفر منصات مثالية للتفاعل مع الخبراء والمتخصصين في صناعة النشر، مما يتيح تبادل الأفكار والتجارب والاطلاع على أحدث التطورات والابتكارات التي تعزز جودة المحتوى وتحسن أعمال الناشرين.

وأشار إلى أن ملتقيات النشر تمنح الكُتّاب والناشرين الإماراتيين فرصة للتواصل مع أقرانهم من مختلف أنحاء العالم، مما يساعدهم على اكتساب رؤى جديدة حول أحدث الاتجاهات في صناعة النشر واستراتيجيات توزيع الكتب.

وشدد على أهمية دمج التطورات التقنية مع القيم الثقافية الأصيلة لضمان استدامة الأدب والتراث الثقافي في الإمارات مؤكدا أن النشر الرقمي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في ترويج الثقافة الإماراتية في الأسواق العالمية، مع ضمان توافر النسخ التقليدية للقارئ مشيرا إلى دور المكتبات العامة في رقمنه الأدب التراثي، مما يعزز الوصول إلى هذا المحتوى بوسائل حديثة.

وأضاف أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعزز من انتشار المحتوى الرقمي من خلال تحسين جودة وكفاءة المحتوى، وتحليل سلوك القراء وتحديد تفضيلاتهم مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تطوير استراتيجيات مخصصة للنشر الرقمي، مما يعزز فعالية الوصول إلى الجمهور وتلبية متطلباتهم.

وتتضمن أجندة الملتقى سلسلة من الجلسات النقاشية وورش العمل تهدف إلى استكشاف أبرز التحديات والفرص في هذا المجال.