أعمال فنية ثرية بالمضامين التاريخية تسرد حكايات ملهمة، يستضيفها مركز جميل للفنون بدبي، في معرض خاص بعنوان «على ضفاف الأرض»، يستمر حتى 29 سبتمبر الجاري، حيث يضم إبداعات من مجموعة مقتنيات مؤسسة فن جميل، وأعمالاً معارة مختلفة وتكليفات جديدة لفنانين عالميين.
ويتتبع الفنانون الـ 20 المشاركون في المعرض من خلال أعمالهم طرق التجارة التي تمر في مدينتي جدة ودبي – والمسار البحري النشط الذي يربط ما بين أوروبا وشرق آسيا عن طريق الخليج والبحر الأحمر وقناة السويس.
يسلط الفنانون، الضوء على قصص مجتمعاتهم عن طريق سرد حكايات تنقلهم بين الأنهار والقنوات والطرق التجارية التاريخية. إذ يصورون المنازل الملتصقة بالسواحل، والرمال المستخرجة لإنشاء جزر صناعية، والسفن القديمة.
يستند المعرض إلى أعمال رئيسية من مجموعة «آرت جميل»، مع التركيز بشكل خاص على عمل جانان العاني بعنوان «مواقع الظل» والمقتنيات الحديثة مثل العمل الفني لعارف الريس (سلسلة الصحراء) والعمل الفني «من الأنهار والأراضي المفقودة» لساركر بروتيك، وبوجه عام نجد أن كلاً من الفنانين الـــ 20 المشاركين في المعرض قد استخدم أسلوباً بصرياً فريداً لاستكشاف المناظر الطبيعية والبنية التحتية والتاريخ. وغالباً ما تعتبر المناظر الطبيعية ثابتة وغير قابلة للتغيير، مما يمنحها طابعاً مطمئناً كخلفيات تنكشف من خلالها أنشطة الحياة.
في هذا المعرض، يتحدى الفنانون الإحساس بالسكون، مبرزين التوتر بين الاستقرار الظاهر للمناظر الطبيعية والحركة المستمرة للأشخاص والبضائع التي تشكلها. بدءاً من وجهات نظر فردية تستكشف مفاهيم الذاكرة والحنين. كما تقود الأعمال المعروضة تدريجياً إلى استكشافات أكثر عمقاً وتعقيداً للمناظر الطبيعية.
تأثير جغرافي
ومن جانب آخر تتعمق الأعمال المعروضة ضمن أروقة مركز جميل للفنون في العلاقات المخفية المعقدة بين الطبيعة والتجارة. كذلك تضيء على العلاقات بين جغرافيا مناطق مختلفة والموارد والسلع التي نتجت عنها، وتأثيرها على مجتمعهم وتنميتهم، وتتبع مواضيع بين البر والبحر لتحكي قصص الشعوب والمناطق على هوامش الطرق التجارية.
يشارك في المعرض الفنان عبد القادر الريس، الذي تربطه علاقة وثيقة بالمعماريين حسن فتحي وفريدريك كيسلر، حيث أنتج العديد من الرسومات والنماذج والرسوم المعمارية الطوباوية، وشارك في النحت والهندسة المعمارية في السعودية.
كما جسدت الأعمال الفنية في المعرض المناظر الطبيعية، وحملت في طياتها العديد من السرديات، حيث يمكن قراءة القوة والتاريخ والثقافة. وعلى سبيل المثال استخدمت الفنانة التشكيلية جنان العاني لغة بصرية مستمدة من علم الآثار والمراقبة العسكرية للتعمق في التاريخ المخفي، متسائلة عن السرديات التي تصور الصحاري كمساحات فارغة.
بالمثل، تركز لوحة إيوسو أرامبورو على علم الآثار، موضحة كيف تستخدم المناظر الطبيعية التي تبدو قاحلة لبناء مفاهيم متخيلة عن الماضي، في حين يستكشف الفنان دانييل جينادري تقاطع التصوير الفوتوغرافي والذاكرة والرسم في سياق المناظر الطبيعية. ويسجل الفنان ساركر بروتيك، الذي يتمتع بخلفية في الصحافة التصويرية، الاختفاء التدريجي لمنظر طبيعي على ضفاف نهر.
الطرق التجارية
وفي جزء آخر من المعرض يستعرض الفنانون حركة الأشخاص والسلع، وكيف تؤثر على الأرض. وتركز العديد من الأعمال الفنية على التجارة والشحن، حيث تعتبران مؤثرتين على الأماكن والمناظر الطبيعية. ويلعب الشحن دوراً نشطاً في أعمال الفنان روزبه أخباري. وتقدم سلسلة الفنان جوانغ سونغكيا، البحار السابق، وجهة نظر شخصية وفريدة عن العمال في البحر.