سوق الجزماتية أو «مطبخ دمشق»، هو أحد أشهر الأسواق وأعرقها، إذ يقع في حي الميدان الشهير، خارج سور دمشق القديمة، وكانت سوقاً للحبوب لفترة طويلة من الزمن، قبل أن تتغير هويتها، وتتحول في العقود الأخيرة، إلى ما يعرف باسم «مطبخ دمشق»، جراء انتقال أشهر متاجر الحلويات والمطاعم ذات الطبيعة الدمشقية إليها.
وتتميز هذا السوق بأنها لا تنام، وهي مقصد للسياح العرب والأجانب، كمعالم دمشق الأثرية الموغلة في القدم، كما أنها تساهم في نشر ثقافة دمشق في الكثير من دول العالم، من خلال تصدير الحلويات الدمشقية إليها، كما تتميز السوق بفرادة معمارها.
في بيت الداوود العريق في حي الميدان الشهير، تحدث رضوان داوود لـ «البيان»، عن سوق الجزماتية، التي تمتد لمسافة تصل إلى نحو 3 كيلومترات، في تلك المنطقة، ويعود تاريخها إلى العهد المملوكي.
وقال داوود: إن الجزماتية، هي التسمية أكثر شيوعاً وتداولاً للسوق، أو شارع الميدان (الممتد من باب مصلى إلى بوابة الميدان)، كان سابقاً مخزناً للحبوب، وكانوا يسمونها «بايكة الحبوب»، حيث كانت المحاصيل الزراعية تأتي إليها من كافة المحافظات السورية، كل بحسب إنتاجه، وهذا الأمر امتد لفترة طويلة». ولفت إلى أن تخصص السوق سابقاً، أثّر في الطبيعة المعمارية لها، من حيث عمارة «البوايك»، والتي يجب أن تحقق شروطاً بيئية صحية، تتعلق بالحرارة والرطوبة، وبشكل طبيعي.
تسمية السوق بالجزماتية (تصنيع الأحذية)، هي التسمية الأكثر شيوعاً للسوق، إذ يبين داوود أن هناك عدة تسميات للسوق، أو تبعاً لعلامات مميزة يتضمنها، إذ إن هناك منطقة الصحابة، نسبة للصحابي صهيب الرومي، وبعدها القرشي، ثم الموصلي، والجزماتية (طولها يبلغ 100 متر تقريباً من السوق)، وأبو حبل، وصولاً إلى البوابة. وأضاف: «هناك تسمية ثانية للسوق، مقسمة لثلاث تسميات، هي الميدان الفوقاني والتحتاني والوسطاني».
تغير
وعن تغير طبيعة السوق، أكد داوود أنه منذ ثمانينيات القرن الفائت، بدأ شارع الميدان يأخذ طبيعة مختلفة، حيث تحول من سوق هويتها بيع الحبوب، إلى سوق لبيع الأطعمة والحلويات، جراء انتقال الكثير من المتاجر والمحلات المختصة في هذا المجال، باتت توصف في العقدين الأخيرين بمطبخ دمشق.
وعن المأكولات التي تتميز بها السوق، أوضح داوود أن «السوق متخصصة بشكل خاص بإنتاج المأكولات الدمشقية التراثية، بالإضافة إلى المأكولات الشعبية، كالفول والحمص والفلافل والشاورما والمشاوي وغيرها».
أشهر ما تميزت به السوق في العقود الماضية، هو صناعة الحلويات الدمشقية العريقة المتفردة، والتي كانت سبباً في انتشارها عربياً وعالمياً، من خلال صنّاعها المهرة.
وتتميز السوق بوجود العديد من المعالم الأثرية، التي تعود إلى مئات السنين، كالجوامع والحمامات، بالإضافة إلى وجود كنيستين بالقرب من السوق في حي الميدان.