أدباء عرب: «تحدي القراءة العربي» يرتقي بفكر وثقافة المجتمعات
مبادرات محمد بن راشد.. منارات معرفية تحيي أمجاد الحضارة العربية
تحدي القراءة العربي نهر عذب يفيض بالعلم والمعرفة، ترتوي منه الأجيال، ليغدو المستقبل معهم أكثر ازدهاراً، والأوطان بنجاحهم أكثر إشراقاً.
ودورة إثر دورة، يحقق التحدي النجاحات النوعية والأرقام القياسية، حيث تشهد نسخته الثامنة مشاركة أكثر من 28 مليون طالب وطالبة.
وذلك بفضل رؤى وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قائد مسيرة استئناف الحضارة العربية، الذي أطلق هذه المبادرة لتعزيز وعي وثقافة المجتمعات وإثراء حصيلة الأجيال الفكرية والمعرفية، حيث يؤكد سموه دوماً أهمية القراءة في الحياة ودورها في النهضة الحضارية، وهذا ما يجسده قول سموه:
«القراءة هي مفتاح المعرفة.. والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية»، كما يؤكد سموه دائماً على دور التحدي في استئناف حضارتنا، ونتبين ذلك في قول سموه: «تحدي القراءة العربي أكبر وأنجح استثمار في العقل العربي وفي الوعي العربي.. مردوده سيضعنا على الطريق الصحيح لاستئناف حضارتنا العربية».
وبفضل التحدي، المشروع القرائي الأكبر من نوعه باللغة العربية على مستوى العالم، بات ملايين الطلبة يتخذون الكتاب خير جليس لهم ورفيق دربهم، فبأقلامهم سيكتبون المستقبل، وسيسهمون في مسيرة نماء بلدانهم ونهضتها وتطور البشرية.
مستقبل مزدهر
وقال الأديب الإماراتي علي أبو الريش لـ«البيان»: «نحن أبناء أمة القراءة، والرسالة السماوية الأولى التي نزلت إلينا هي: «اقرأ». والقراءة تمحي ملوثات الجهل والأمية، وتخرج أجيالاً قادرة على تحمل المسؤولية، وصنع مستقبل مزدهر لنا بين الأمم».
وأكد أبو الريش أن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعانق إرثاً حضارياً عربياً، وتعيد له بهاءه ورونقه، ليتبوأ الإنسان العربي موقع الصدارة في الحضارة الإنسانية.
وتابع: «مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومنها تحدي القراءة، تصب في نهر العطاء العربي، فالحضارة العربية لم تصل إلى مشارق الأرض ومغاربها إلا بالكلمة. وكل إنسان عربي مثقف يشعر بالفخر والاعتزاز بهذه المبادرة التي جاءت من الشاعر المبدع، فارس العرب، والكلمة».
وأشار إلى أن استمرار هذه المبادرة بزخمها المادي والمعنوي يبني جسوراً متينة عالية الشأن، والمغزى، في حلقة التواصل أولاً مع اللغة، وهي لغتنا الأم، وثانياً مع المنجز الحضاري العربي، العلمي، والثقافي، والمعرفي.
وأضاف أبو الريش: «يمكننا عبر شبابنا وأشبالنا العرب المتفوق والمستوعب لقوة لغته وجمالها وغنى مخزونها الثقافي، أن نوصل إلى العالم أجمع أن لغتنا وعاء معرفي لا نظير له، يستوعب العلوم والفنون ويعبر عن الإنسان بأرقى تعبير». واختتم: «من المعروف أن لغتنا هي من أقدم اللغات الحية. ونحن متفائلون مع مبادرات مثل تحدي القراءة العربي أن نجدد فيها طاقتها على الحياة، ونعزز إمكانياتها الهائلة في خدمة التواصل الإنساني».
حب المعرفة
من جهته، أكد الشاعر اللبناني شوقي بزيع أن تحدي القراءة العربي، يغرس حب المعرفة في عقول أطفالنا وشبابنا.
وتابع: «نعرف بأن معدل القراءة في العالم العربي كان منخفضاً جداً قبل سنوات عدة فحسب تقرير التنمية البشرية عام 2011، الصادر عن «مؤسسة الفكر العربي»، فإن الإنسان العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً، بينما يقرأ الأوروبي بمعدل 200 ساعة سنوياً.
وجاء تحدي القراءة العربي لينير دروب المستقبل، ويوقد شعلة القراءة في نفوس الأجيال، التي نراهن عليها لبناء عالم عربي متنور متسلح بالعلم والمعرفة، وخير دليل على نجاح هذه المبادرة مشاركة أكثر من 28 مليون طالب وطالبة في دورته الحالية».
ولفت إلى أن التحدي يحث الطلبة على قراءة الكتب وتلخيصها بطريقة ما، وهذا عمل إبداعي حقيقي غير مسبوق في عالمنا، يسهم في انتقال الوعي المعرفي العربي من طور إلى طور.
وأشار إلى أنه حضر هذا العام في لبنان حفل تتويج الفائزين بتحدي القراءة العربي على مستوى لبنان، ورأى أطفالاً قرأوا كماً هائلاً من الكتب التي تمتاز بتنوع مضامينها وثراء محتواها، لافتاً إلى أن هذا يبعث على الفخر والاعتزاز بهذه المبادرة.
وأكد أن المبادرات التي تقوم بها مؤسسات الإمارات العربية المتحدة عموماً ودبي على وجه الخصوص، ومنها مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، تنهض بالثقافة وترتقي بفكر المجتمعات العربية، وتعيد لنا أمجادنا.
وأردف: «تشجع مهرجانات دبي وجوائزها على استمرار المبدع في عطائه، وتسهم في إعادة ألق الحضارة، ومنها جائزة «نوابغ العرب» التي تهدف إلى تكريم المتميزين في العالم العربي وتسليط الضوء على أدوارهم الداعمة لاستئناف مساهمة المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية. والجائزة مصدر فخر لنا وخير ما يُمنح للكاتب والفنان والعالم من تقدير وتحية».
اهتمام وتشجيع
«نحن متفائلون بأن الأيام المقبلة ستشهد تكوين جيل حضاري يليق بتاريخ ثقافتنا وأمتنا»، بهذه الكلمات بدأ د. محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا حديثه لـ«البيان»، مؤكداً أن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تشكل رافداً معرفياً أساسياً ومرتكزاً ثابتاً في التشجيع على القراءة ودعمها وتجذيرها عند الأطفال والناشئة.
وتابع: «يمكننا القول إن بعض مجتمعاتنا العربية، تعيش حالة عزلة وابتعاد عن القراءة، وهذا يعود إلى كثير من الأسباب منها صعوبة الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة في بعض البلدان، وبالتالي أصبحنا أمام حالة لا نحسد عليها من الابتعاد عن القراءة وتكوين المعرفة المستندة إلى أسس قويمة تمكننا من العودة إلى القيام بدورنا الفاعل في بناء الحضارة الإنسانية وتكوين المعرفة.
ومن هنا تأتي أهمية مبادرة تحدي القراءة العربي التي تعزز المشهد الثقافي العربي، وهي مبادرة تستحق الاهتمام والتشجيع على المشاركة فيها». ونوه بأن ما حققه التحدي من نجاحات وأرقام قياسية في المشاركات، يجعلنا أكثر يقيناً بقدرة أطفالنا وشبابنا على الفعل الثقافي الحضاري.
إرث حضاري
من جهته، قال الأديب المصري عبدالفتاح صبري: «إن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تنهض بالثقافة والإبداع، وتعزز وعي الإنسان العربي.
وتأخذ بيده لاستعادة إرثه الحضاري، وتبوأه الصدارة في شتى المجالات ومنها الثقافة والعلوم والفكر والفنون. وتحدي القراءة لاقى صدى طيباً في عموم العالم العربي ومجتمعاته، حيث يشجع الأجيال على العلم والمعرفة، لأنهم بناة المستقبل، وأساس ازدهار الأوطان».
ولفت إلى أن هذه المبادرة تحفز الأجيال على التزود بالمعرفة، وتبين لهم أهمية القراءة، كقيمة حضارية وباب للمستقبل المشرق، ومفتاح للعلوم والتقدم والتطور، حيث تبني العقول، وتفتح الآفاق، وتعزز الوعي والإدراك، موضحاً بأن ذلك كله يصب في استعادة الحضارة العربية، وإحياء إنجازاتها.
وأشار إلى أن تحدي القراءة في مصر أحدث اهتماماً كبيراً في المجال الثقافي، وعزز العلم والمعرفة في المجتمع، وغرس قيمة المطالعة في أذهان الأطفال والشباب، وبات داعماً مهماً للنهوض بالإنسان العربي وثقافته والارتقاء بفكره.