عباس صابري.. ألهمته دبي التحول من مهنته اليومية إلى هوايته الإبداعية
فنان يرسم بالرمل والقهوة ويمزج الأصالة بالحداثة
شمس وعصافير وطيور وزهور ملونة على اختلاف أشكالها، خيول تجري في الحقول اليانعة، مآذن ومنارات، منحوتات ومزهريات وغيرها الكثير، يغرق في تفاصيلها الفنان عباس صابري، الذي يجلس في محله بدبي، لا يمل من الحديث عن فنه والإجابة عن كل أسئلة الدهشة، التي تدور ببال الزائر فور دخوله إلى المتجر.
قصص مختلفة
يقول صابري لـ«البيان»: «كل قطعة تحكي حكاية منفردة بذاتها وتحكي أيضاً قصة مختلفة، حقيقية أو من الأحلام والخيال، قد لا يصدق البعض أني ارسم بيدي لا بالفرشاة، فالإحساس بالألوان على المواد التي استخدمها من نحاس وألومنيوم ومعادن متنوعة، له شعور مختلف، وأحياناً استخدم القطن للرسم عوضاً عن الريشة إذ تعطيني نتائج تبهجني أكثر».
أسس صابري أول محل له في 2007 عندما أتى إلى دبي، التي ألهمته التحول من مهنته اليومية في هندسة الديكور الداخلي إلى هوايته الإبداعية، فأصبح فناناً فقط، وأصبحت الهواية هي المهنة، والمهنة طي الذاكرة، وله محلان متخصصان في بيع اللوحات والمقتنيات الفنية التي يصنعها بنفسه في مركز وافي والآخر في حي الفهيدي.
وأشار إلى أنه يعمل على رسم وتنفيذ القطع الفنية المتطورة، التي تضفي على التصميمات الداخلية لمسة خاصة، وتعيد تعريف الحياة المعاصرة واستخدام المساحات، مع التركيز على الانسجام والإبداع، منها لوحات جداية فنية وأخرى عبارة عن تركيبات جدارية تضفي عمقاً على الديكور الداخلي.
ويرى صابري أن له رؤى مختلفة وجديدة في تأثير الفن على العمارة الداخلية، من خلال توظيف الأساليب المتقدمة لإنشاء تأثيرات بصرية مذهلة، مؤمناً بأن مهمته هي دمج الفن بسلاسة في الحياة اليومية مع خلق مساحات جميلة ومتناغمة وملهمة في الوقت ذاته.
وتتميز أعماله بأنه لا يكتفي بالتكوين اللوني، والرسم بأصابعه فقط، بل يضفي عليها بعض الأحجار الكريمة، أو حبوب القهوة في أحيان أخرى أو سائل القهوة نفسه على تدرجات ألوانها، أو يرسم بالرمال، ويمزج تلك المكونات كما يحب، ليشكل منها نموذجاً مختلفاً من الفن لا يشبه غيره.
تحف فنية
لا يكتفي صابري برسم اللوحات فقط، بل يصنع منحوتات مختلفة، ومزهريات منمنمة، وطاولات متخصصة للقهوة أساسها المعدن وشمعدانات وغيرها من التحف الفنية، مشيراً إلى أنه تأثر في حياته الدراسية بمدينة أصفهان التي زارها خلال رحلة مدرسية، وهي مدينة مشهورة بفنها المتنوع ذي الطابع المعروف، سواء في صناعة السجاد أو النقش أو الرسم وصناعة الألوان وغيرها الكثير، مضيفاً:
«وقفت وقتها متعجباً وسط السوق حين شعرت أن المواد المنتجة فنياً تتشابه إلى حد كبير، فهي تصنع من نفس المواد وبالطرق التقليدية ذاتها، ووقتها أدركت أن عليّ أن آتي بأفكار جديدة أضيفها إلى هذه الفنون، كي أتميز عن الآخرين وتكون لي بصمتي الخاصة».