مفردات الثقافة المحلية تثري التقنيات الفنية المعاصرة

الرسم الرقمي في دبي.. انتماء فني للهوية البصرية الإماراتية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت أخيراً تجارب واعدة لكثير من الفنانين الإماراتيين والمحليين في إمارة دبي، يستلهمون من ثقافتهم الشعبية والبيئة المحلية أعمالهم في مجال الرسم الرقمي لتقديم مشروعات فنيه بهوية بصرية إماراتية وتقنيات عالمية، في سياق الحراك الفني الذي تشهده دبي، الذي احتضن هذه التجارب.

وحول أهم التحولات الإيجابية التي أسهمت في انتشار ثقافة الرسم الرقمي في الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، يقول الفنان محمد الجنيبي: «الرسم الرقمي عبارة عن أداة عصرية سهلة، وسريعة الاستخدام، وتختصر الوقت، مع توفير جودة عالية للأعمال، إلى جانب قدرتها على التواؤم مع الأعمال ذات الصلة بوسائط أخرى في الفنون البصرية، ومنها الطباعة والتدوين وغيرها الكثير من التقنيات».

ثقافة محلية

ويضيف الجنيبي: تعرفت على الرسم الرقمي أيام الكلية. كان أول جهاز لي بقلم وشاشة في عام 2007، وفى حقيقة الأمر أجريت الكثير من التجارب لإتقان الرسم الرقمي في تلك الفترة، حتى وصلت إلى مستوى احترافي. واليوم استعمل الجهاز اللوحي لسهولة الاستخدام في أي مكان على برنامج «البروكريت» لتنفيذ مشروعات فنية من وحي وتأثير البيئة المحيطة والثقافة المحلية.

ومن جانبها، تقول الفنانة دلال الجابري، التي ورثت موهبة الرسم عن والدها، أنها منذ عام 2020 تمارس الفن الرقمي عن طريق التعلم الذاتي وتصفح أشهر مواقع الرسم الرقمي، ومن ثم تطبيق ما تعلمته، إلى أن لاحظت أنها باتت أكثر سرعة في رسم التفاصيل.

وكذلك زادت مهارة وإتقاناً ما إكسباها مهارات جديدة من وحي العوالم الرقمية، التي تؤكد أنها بلا شك جاءت لتبقى وتتطور مع المستقبل. وهي الآن تشكل جزءاً محورياً من أعمال وممارسات الفنانين في جميع أنحاء العالم.

وتقول دلال إنها باتت مع الفن الرقمي تميل إلى مزج لوحاتها بوسائط أخرى، من صوتيات وفيديوهات متحركة. خاصة إذا كان موضوع العمل الفني ذا صلة بسرد قصة أو أغنية من المورث الشعبي الإماراتي. وهو الأمر الذي يسهم بشكل كبير في نشر البصمة المحلية والهوية الفنية الإماراتية على مواقع التواصل الرقمي.

وتضيف دلال: من أجمل أعمالي التي افتخر بها عمل هو عبارة عن محاكاة رقمية لصورة نادرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجدته المغفور لها بإذن الله تعالى الشيخة بخيتة بنت سالم الكتبي، رحمها الله، في قصر العين ببداية الستينيات.

تواصل رقمي

ومن جانب آخر، يشير فنان الوسائط المتعددة محمد العطار إن رحلته مع احتراف الفن الرقمي، بدأت بالتحديد في عام 2017 مستفيداً من ممارساته الفنية في مجال الفنون التشكيلية، مؤكداً أن الفنون البصرية شهدت تطوراً كبيراً خلال العقد الماضي، حيث بات الرسم الرقمي يعتبر واحداً من الأنواع الفنية المعترف بهها، التي حققت شهرة واسعة في المنطقة، حيث أصبحت مصدر إلهام للعديد من الفنانين والمبدعين.

زائر جديد

ويضيف محمد تعمقت كثيراً في مشروعات متعددة للرسم الرقمي، وقادني هذا إلى الإسهام في الأعمال الأدبية والقصصية، ومنها مشاركتي الأخيرة في رسم فصول قصة «زائر جديد»، وتتناول تشجيع الأطفال على الاستعداد الإيجابي للتغيير.

ويعتقد الفنان والقيم الفني باسم بولس أن الرموز غير القابلة للاستبدال والتقنيات الرقمية شكلت نقله نوعية في مجال الرسم تمتاز بمواكبة التطور السريع للجيل الجديد من الأجهزة ذات الصلة بالرسم الرقمي، التي تتيح أكثر فاكثر مستويات أعلى من الجودة والدقة في تنفيذ الصور مع إمكانية التعديل على الرسومات بشكل سهل وسريع.

ويضيف: بوجه عام تشهد دولة الإمارات والمنطقة تطوراً ملحوظاً في مجال الرسم الرقمي، حيث يعكس مدى تطور الفنانين والمبدعين في المنطقة، حيث تمتاز الأعمال الفنية الرقمية لدينا بالتنوع والابتكار، ويعبر الفنانون عن هويتهم الثقافية والاجتماعية من خلال أعمالهم، بطريقة مبتكرة.

Email