المسرح الجامعي في سوريا.. تاريخ فني عريق ومحاولة للعودة للإبداع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل المسرح الجامعي رافداً حقيقياً للحركة المسرحية في سوريا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث أسهم بتقديم العديد من الوجوه التي تحولت لاحقاً إلى نجوم، سواء على الخشبة، أو على شاشات التلفزيون والسينما؛ سيما وأن المعهد العالي للفنون المسرحية لم يكن قد أبصر النور بعد.

والمسرح الجامعي الذي قدم أسماء عديدة، من الفنانين بدءاً من ممدوح عدوان ككاتب مسرحي لأول مرة، وحسيب كيالي، ونائلة الأطرش، وغيرهم، وصولاً إلى نجوم الصف الأول على مستوى الدراما حالياً، يحاول اليوم العودة إلى دائرة الضوء عبر إعادة إحياء مهرجانه بشكل سنوي بعد توقفه أو إقامته بشكل متقطع خلال سنوات الحرب.

الكاتب والمخرج المسرحي، جوان جان، قال في حديثه لـ«البيان»: المسرح الجامعي كان في ذروة عطائه في السبعينيات، وبداية ثمانينيات القرن الماضي، وهو الذي بدأ في الحقيقة في الستينيات من خلال بعض حفلات التعارف، التي تبلورت شيئاً فشيئاً حتى أخذت شكلها النهائي، وهي العروض المسرحية بشكلها التقليدي.

وتابع: يمكن القول إن الشخص الذي كان له دور حقيقي في انطلاقة المسرح الجامعي، هو الدكتور رفيق الصبان، الذي درس المسرح في فرنسا وعاد إلى دمشق، فبدأ يقدم عروضاً مسرحية في قسمي اللغتين الإنجليزية والفرنسية بجامعة دمشق، وهذه العروض وإن كانت عروضاً تعليمية بهدف تطوير مهارات الطلاب اللغوية؛ لكنها كانت البداية الحقيقية للمسرح الجامعي.

وأضاف: كذلك لا بد أن نذكر الجهود التي بذلها الفنان، ياسر العظمة، باعتباره كان المشرف على المسرح الجامعي في الستينيات، وقدم عدة أعمال من كلاسيكيات المسرح العالمي، أخرجها ومثل فيها، لغاية عام 1971، حيث أقيمت أول دورة للمسرح الجامعي في دمشق، وقد برزت وقتها أسماء جديدة مثل، لؤي عيادة، فواز الساجر، عبدالرحمن حمود وغيرهم. كذلك نذكر أسماء خرجت من لدن هذا المسرح فيما بعد، مثل بسام كوسا، سلوم حداد، رشيد عساف، عباس النوري فيلدا سمور، ندى الحمصي، صبحي سليمان، الذين قدمهم فواز الساجر من خلال المسرحية الشهيرة للمسرح الجامعي، «رسول من قرية تاميرا للاستفسار عن مسألة الحرب والسلام».

وحول الواقع الحالي للمسرح الجامعي قال جان: المسرح الجامعي مثله مثل أي فعالية ثقافية أخرى تأثر نتيجة سنوات الحرب، فمنذ عام 2011 أقيمت أربع دورات فقط، أما الآن فهناك محاولة جادة لإعادة إقامة المهرجان بشكل سنوي، مع الإشارة إلى وجود بعض العقبات التي تواجه عودته إلى ما كان عليه سابقاً من قبيل غياب البنى التحتية؛ كالمسارح وقاعات التدريب المجهزة. الممثل والمخرج المسرحي، رائد مشرف، اعتبر أن المسرح الجامعي شكل ظاهرة مهمة في المسرح السوري، وقدم وجوهاً عديدة أغنت (أبو الفنون)، مؤكداً ضرورة عدم التعامل معه كمجرد مسرح للطلبة، بل ينبغي النظر إليه بكل جدية، وتقييم ما يقدمه من جانب احترافي، بحيث يكون مستكملاً شروط العرض المسرحي لتحفيز العاملين فيه من أجل تقديم عروض على مستوى عالٍ.

Email