«عقول المستقبل» يناقش تأثير العصر الرقمي في الأجيال

يلخص كتاب «عقول المستقبل.. كيف يغير العصر الرقمي عقولنا ولماذا نكترث، وما الذي في وسعنا فعله»، للكاتب ريتشارد واطسون، كيف يختلف الجيل الحالي عن الأجيال السابقة، وما الذي يمكننا فعله للحد من تأثير الشاشات في الجيل القادم، ومن أين تأتي الأفكار، وفي أي الأماكن يمكن التفكير بشكل أفضل، وكيف نواجه التأثيرات السلبية للعصر الرقمي في تفكيرنا.

ويتحدث الكاتب عن قضاء فئة كبيرة من المجتمع، وخاصة الشباب، لأوقات طويلة أمام الشاشات بين الهواتف الذكية والحواسيب وغيرها، ما يجعلهم جديرين بلقب «جيل الشاشة»، وأن انخراطهم في العالم الرقمي يؤثر في تفكيرهم، ويجعلهم مختلفين عن الأجيال السابقة في العديد من الأمور، إذ إنهم يريدون كل شيء الآن وبسرعة، ويظنون أن بإمكانهم فعل ما يريدون، وفي أي وقت، بسبب ما اعتادوه من التعامل مع المحتوى الرقمي الفوري، فيميلون إلى الإيجاز واختصار الوقت، ما يجعلهم يفضلون الصور على الكلمات، ويقرؤون بشكل متقطع بالقفز بين الفقرات، ويفكرون بشكل مشتت، ولديهم ميل لأداء مهام متعددة في وقت واحد، ما يجعلهم أقل تركيزاً وأكثر ارتكاباً للأخطاء.

ويشير الكاتب إلى أن الأخطر من ذلك، هو أن التعرض لتلك الشاشات لوقت طويل، يؤدي إلى خطر تدمير بعض الوظائف العليا في المخ، خاصة تلك المتعلقة بالذاكرة والتعليم، ويزيد من إفراز الهرمونات المتعلقة بالإجهاد، مثل الأدرينالين والكورتيزون، ما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة، وتصبح الذاكرة لدى هذا الجيل موجودة على أقراص صلبة، لا في عقولهم، فهم يلجؤون لمحركات البحث كلما احتاجوا إلى معلومة، وهم بذلك لا يبنون معارف حقيقية، إذ يتعرضون لسيل من المعلومات المتدفقة والمتنوعة، مع انتباه قليل وفهم غير عميق.

ويفند الكاتب كيف يمكن أن نحظى بتفكير أفضل في العصر الرقمي، من خلال اكتساب عادات هامة، أبرزها تهيئة وقت كافٍ ومكان مناسب للتفكير بهدوء، بعيداً عن المشتتات، وكسر روتين التفكير المعتاد، كتغيير طريقك اليومي من وإلى العمل، والتواصل مع أشخاص جدد، والإمساك بالفكرة فوراً عندما تخطر ببالك، سواء خلال النوم أو العمل أو غيرها، عن طريق تدوينها أو تسجيلها، كيلا يتم نسيانها وسط تفاصيل اليوم العديدة، ليتم العمل على تطويرها لاحقاً، حتى لو بدت تلك الفكرة غريبة أو مجنونة، فيتعين علينا أن تكون عقلياتنا متفتحة، وألا نخشى من طرح الأسئلة، وإن بدت ساذجة.