أطلق الإعلامي الشاعر والباحث رأفت السويركي الجزء الأول من ثلاثيته الأدبية بعنوان «اللطائف الصوفية من الفرائد السويركية».

مستهدفاً من ذلك أن يقدم خطاباً جديداً من نوعيته في إطار آداب التصوف؛ ومتميزة بخصوصية نمطها في التعبير؛ والذي اشتق ونحت له اصطلاحاً جديداً يستخدم للمرة الأولى في اللغة العربية باسم «الصّوفيدة»؛ أنموذجاً جامعاً بين الشعرية والنثرية بهويتهما الصوفية.

لذلك يسم الكاتب الوحدة النصية لكل الفقرات التي يحتويها الكتاب بـ «اللطائف» والتي يصفها بـ «اللّطيفة» وهي: صحيفةٌ؛ محفوفةٌ بالنّور؛ وممهورةٌ بمغزل؛ سعيها الفوز بالوعد والموعود؛ لأنّها بلغة القلب منثورة؛ وبروح الشّعر مسطورة.

ويربط السويركي بين «اللطائف» وبين «الدّراري التي تطلع في آفاق السماء منفردة عن سائر النجوم»؛ ليشكل هوية محلّقة لنصوص عمله الجديد في موضوعه وأسلوبه.

صدر الجزء الأول من الثلاثية عن دار «دان للنشر والتوزيع» بالقاهرة، ويكشف خلاله الشاعر عن تجربته الخاصة؛ التي وصفها بأنها خارجة عن الطرائقية التقليدية.

لكنه يذكّر بعلامات الرواد مثل ابن عربي والحلاج والسهروردي والجنيد والرومي؛ محاولاً اختطاط نهجهم؛ فكانت لطائفه من الفرائد ذات ظهور شعري وهي ترتدي ثياب النثرية المكثفة؛ فضلاً عن قصائده الشعرية؛ وهذه القصائد بتواريخها تثبت عمق تجربته وقدمها في التوقيت الذي شهد استيلادها؛ ومنها ما جرى نشره في بعض الدوريات الأدبية العربية.

ويتضمن الكتاب مجموعة من اللطائف الشعرية الموصوفة بـ«الصوفيدة» ومنها أنموذج: «حين أبصر/ تتجلى الروح طيراً/ يتوله/ يرتقي بي/ في اشتياق/ لسلاف الوعد والورقاء يعبر/ طوق طاء/ يتسامى في صراطي/ وسراجي/ في سنا الأسرار سين/ تتسنى بالسجايا/ ومساحات الهوى تنداح راحاً».

الكتاب يمثل رحلة من القراءة الممتعة للقارئ الجديد في القرن الحادي والعشرين.