عمل للكاتبة ميثاء الخياط حافل بقصص التاريخ

«ابنة غواص اللؤلؤ».. جماليات تراث الخليج العربي في قالب روائي شائق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يكتشف القارئ في رواية «ابنة غواص اللؤلؤ» للكاتبة ميثاء الخياط، التي صدرت عن دار أجيال للنشر، مجموعة من المبدعين يسعون للتطوير والابتكار ونشر المعرفة، فهي قصة تنبض بالحياة من صفحات التاريخ وتراث الخليج العربي، تروي جمال وعمق التقاليد بطريقة تلهم القلب والعقل. وتحكي الرواية عن قصة مُوزة، فتاة يافعة تعيش في قرية وتعشق اللؤلؤ بسبب والدها الغيص عبيد، الذي يذهب لآخر رحلة غوص من أجلها، حيث غيرت هذه الرحلة مجرى حياتها وجعلتها تندم، ولكن بدلاً من اليأس، تختار النضال والبحث عن معنى أعمق لوجودها. هذه الرواية التي تحكي جماليات تراث الخليج العربي البحري وتقاليد الغوص على اللؤلؤ تقدم مزيجاً مثالياً من تحديات الخيال والواقع، مصممة على أن تكون مصدر إلهام للقراء من جميع الأعمار، بالأخص لليافعين. وتضمنت الرواية قصائد كتبت خصيصاً للرواية، للشاعرة د. رهف المبارك. وقد أنجزت رسوماتها، الفنانة حصة المهيري.

مصدر إلهام

«البيان» تحدثت مع الكاتبة ميثاء الخياط عن روايتها الأولى للناشئة واليافعين، التي تحظى بدعم رسمي من صندوق الوطن، وتقول: أكتب للأطفال منذ 2008، وكان أولادي مصدر إلهامي، لكن كبر أطفالي، وجمهوري الذي اعتاد أسلوبي يطالب أن أقدم لهم شيئاً يتناسب مع أعمارهم. هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها للناشئة، فقد كتبت «نواف الجلاف»، وكتبت أيضاً رواية «طوفان» التي نالت الاستحسان كثيراً من قبل الناشئة.

وعن دعم صندوق الوطن تقول: «صندوق الوطن»، يقدم مشاريع نوعية لدعم الفنانين والمؤلفين لإنتاج أعمال تُعنى بالهوية الوطنية.

تناغم شعري

 وتؤكد الشاعرة الدكتورة رهف المبارك، التي شاركت بقصائد مكتوبة خصيصاً للرواية، أن كتابة الشعر لعمل معين تعتمد على مدى خبرة الشاعر وموهبته الشعرية، وقد ساعد انغماسها في روح الرواية على التعبير بقصائدها عن أحداثها، وتقول: رشاقة لغة الكاتبة قادتني إلى التكامل الفني مع سياق الرواية وألهمتني للتناغم الشعري مع جوهرها ومضمونها دون أن أشعر بانفصال عن الشخصيات أو الأحداث، وبشكل عام يمكن أن تكون كتابة الشعر لرواية معينة تحدياً، خاصة إذا لم يكن الكاتب مرتاحاً للكتابة الشعرية أو لا يمتلك الخبرة الكافية، ومع ذلك بالتدريب والتجريب، يمكن للكتّاب تطوير مهاراتهم وتحسين قدراتهم على كتابة الشعر بشكل أكثر سلاسة وفعالية.

تفاصيل وعناصر 

وفي السياق نفسه تحدثت الرسامة حصة المهيري عن تجربتها الأولى في الرسم لرواية «ابنة غواص اللؤلؤ»، وتقول: سعيدة بأول تجربة رسم مع هذه الرواية الأولى من نوعها، وهي رواية تراثية تحمل شيئاً من الماضي وذكريات أجدادنا، ما يجذبك ويلهمك للغوص في أعماقها، منذ اللحظات الأولى لقراءة الرواية لفتت انتباهي تفاصيل البحر والسفن، الذي أبدعت بوصفه الكاتبة ميثاء الخياط، ولأن طفولتي بها الكثير من الذكريات المرتبطة بالبحر كانت أيضاً جانباً مؤثراً في الرسومات.

وتتابع: ناقشت الكاتبة والناشر حول التفاصيل والعناصر للرسم، واقتنيت عدة كتب عن البحر وشاهدت مقاطع للكائنات البحرية، ولجأت لمكتبة والدي لبعض الكتب التراثية عن السفن، كان تحدياً كبيراً، لكنني محبة للفانتازيا فكانت المسألة ممتعة.

وقد قام الناشر الدكتور عبدالله الشرهان، وهو الشريك المؤسس والمدير الإبداعي لدار أجيال للنشر، بالبحث عن الحكاية الفريدة والملهمة، ويقول: نؤمن بقوة الكتاب الجيد وقدرته على تحويل القراءة إلى مغامرة لا تُنسى، مغامرة ترفع سقف توقعات القراء وتجعلهم يعشقون القراءة بشغف يتجدد مع كل صفحة. كتاب يفتح الأبواب أمام عوالم جديدة ويجعل القراء يقعون في حب الكتب، ونحن لا نسعى فقط لإثراء المكتبة العربية بأعمال أدبية ذات قيمة، ولكن أيضاً لبناء جيل من القراء المتحمسين الذين يرون في القراءة جسراً نحو التنوع الثقافي والإنساني، والرواية هي مثال على تحقيق هذه الرؤية، قصة تلهم القراء وتدعوهم لاستكشاف أعماق ثقافتنا الغنية وتاريخنا المجيد، فالقراءة ليست مجرد هواية، بل هي مفتاح لعالم أوسع يملأه الفهم، والإلهام، والحب للمعرفة والقصص التي تجمعنا جميعاً.

Email