«بيت الحكمة» يعرض 60 قطعة أثرية تروي تاريخ البرتغاليين في منطقة الخليج
من بينها أسطرلاب نادر يعود إلى القرن 17 وخريطة للخليج العربي رُسمت في سنة 1571
بتوجيهات من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إلى تمديد استضافة إمارة الشارقة معرض جامعة كويمبرا البرتغالية «البرتغاليون على أرض الخليج (1507-1650): رحلة متعاقبة عبر التاريخ»، بعد انتهاء مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، فتح بيت الحكمة أبوابه أمام هذا المعرض المتميز لإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع بمزيد من التمعّن على أكثر من 60 قطعة أثرية تضمها مكتبة جامعة كويمبرا عن الوجود البرتغالي في منطقة الخليج العربي في القرنيْن الـ16 والـ17 الميلادييْن، من منظور معرفي وثقافي، وذلك أكثر من شهرين.
يأتي ذلك في إطار العلاقات الممتدة منذ 30 عاماً بين جامعة كويمبرا، التي تعد واحدة من أعرق الجامعات في أوروبا والعالم، وإمارة الشارقة ممثلة في صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي أكدها سموه في كلمته الافتتاحية للدورة الـ42 من معرض الكتاب.
تواصل
افتتح المعرض كلٌ من أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)؛ ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة؛ وروجر لي دي خيسوس، الباحث بجامعة كويمبرا المنسق الرئيس للمعرض.
وتأتي استضافة بيت الحكمة هذا المعرض للتأكيد على رؤيته المتمثلة في تبني المعرفة مفهوماً عالمياً، وتعزيز التواصل الفكري والحوار المعرفي بين حضارات العالم وثقافاته المختلفة، إذ إن المعرض يروي بمعروضاته جذور الاتصال التاريخي والثقافي بين البرتغال ومنطقة الخليج، والتي كان لبعضها أثر عميق على الصعيد العالمي وخاصة العالم الغربي.
ويصطحب المعرض الزوار في رحلة مكونة من سبعة أقسام تبدأ من ميناء مدينة لشبونة البرتغالية التي أبحرت منه السفن إلى آسيا والخليج العربي، مع وصف لمعالم المدينة وأشكال السفن والرحلات الاستكشافية البحرية باستعراض مخطوطات وكتب وخرائط وأدوات بحرية مثل بوصلة ملاحية وأسطرلاب يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي.
كتب ومخطوطات
وعبر مجموعة من الكتب القديمة والمخطوطات والنقوش والمراسلات والأعمال الفنية، يستعرض المعرض موضوعات متنوعة ومن بينها وصول البرتغاليين إلى البحار والأراضي الخليجية، وكذلك حركة التجارة والفنون والتبادل الثقافي بين البرتغال والخليج ومدى اهتمام البرتغاليين باقتناء الخيول واللؤلؤ من منطقة الخليج، كما يبدو في لوحة زيتية معروضة تعود إلى سنة 1553، رسمها كريستوفاو دي مورايس لأميرة النمسا جوانا وهي ترتدي في شعرها حِلية مُرصعة بحبات اللؤلؤ، للإشارة إلى أهمية لآلئ الخليج وروعتها.
ويستمر معرض «البرتغاليون في الخليج» برعاية هيئة الشارقة للكتاب، على مدار الفترة من 17 نوفمبر الجاري وحتى 26 يناير من العام المقبل، ليؤكد المكانة الثقافية لإمارة الشارقة ملتقى للحضارات وحوار الثقافات، ودورها الحيوي في مدّ جسور التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب.