ترينالي الشارقة للعمارة منصة معرفية في هندسة التكيّف

يفتح ترينالي الشارقة للعمارة، الآفاق لفهم أعمق للتاريخ يؤسس لانسجام أكبر مع الحاضر، ووضع رؤى المستقبل عبر البحث في التوافق بين الابتكار المعماري وندرة الموارد من أجل عمارة تبرز الأبعاد الاجتماعية والبيئية، وتحمل دورته الثانية، التي انطلقت في 11 نوفمبر الجاري، شعار «جمالية المتغيّر: عمارة التكيّف»، موجهةً بذلك دعوة ضمنية إلى الخوض في غمار عمارة الغد التي تحتفي بتقاليد الأمس من أجل استدامة للجميع.
وتعد الدورة الحالية لترينالي الشارقة للعمارة، المستمرة لغاية 10 مارس المقبل، امتداداً لنهج إمارة الشارقة في بناء تقدمها وازدهارها استناداً إلى الثقافة والمعرفة والحفاظ على القيم التراثية والإنسانية، ومن هذا المنطلق أكدت الشيخة حور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة ترينالي الشارقة للعمارة، أنه منذ تأسيس المؤسسة بجهود الشيخ خالد القاسمي، رحمه الله، تم الاعتماد على منهج التخصصات المتعددة في بناء مفهوم واضح للعمارة، مرتبط بالقضايا الاجتماعية والبيئية، وقادر على خلق توازنات بين الحفاظ على التراث وشكل الاستخدام المعاصر له.
تصميمات
وعند التعمق في طرح هذه الدورة للترينالي، نذهب إلى أسس التصميمات الإبداعية والمبتكرة والقائمة على استخدام الموارد الطبيعية والمحلية، عبر تجسدها في مشروعات يقدمها 29 مشاركاً من مختلف بقاع الأرض، اجتمعوا في إمارة الشارقة ليقصوا حقائق ويقدموا تحليلات لمشاهد معاصرة، تكشف العلاقة بين العمارة والبيئة، وبين الاستدامة واستنزاف الموارد، وما أسفر عن تمايز بين ما يعرف باسم «الجنوب العالمي» و«الشمال العالمي».
ثقافة
وقد انطلقت القيّمة الفنية توسين أوشينوو في تصورها للترينالي من حقيقة أن ضيق العيش في الجنوب العالمي أرسى ثقافة إعادة الاستخدام والتوظيف والابتكار بطرح نهج جديد للتفكير نابع من الندرة لا الوفرة، وأكدت أوشينوو، المهندسة المعمارية والمصممة النيجيرية، أن «الحل لبناء مستقبل مستدام في ظل حاضر عاصف يكمن في تقاليد العمارة والتصميمات الموروثة والمتجددة عبر أجيال وأجيال، وتأتي هذه الدورة للترينالي لنكتشف معاً حلولاً تصميمية نابعة من الندرة وإعادة توجيه الخطاب السائد عن الاستدامة المتركزة على الابتكارات التقنية إلى خطاب يتبنى الحلول المبنية وفقاً للسياق المحلي وتشارك الموارد وإعادة استخدام المخلفات، فضلاً عن استكشاف تقنيات تتبنى فكرة أن كل شيء مؤقت وقابل للتطوير والترميم، سيراً مع الطبيعة لا ضدها».