شكلت الاستدامة شغفاً وجزءاً من الممارسة اليومية تتقنه منذ الطفولة المهندسة وصانعة المحتوى وخريجة برنامج (الرائدات) السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة من مصدر المهندسة عذاري السركال، فقد تبنت أسرتها أسلوب الاستدامة كنمط حياة.
وترى عذاري أن هذا النهج يمارس في المجتمعات منذ القدم مع اختلاف التسمية، واختلاف مفهومها من شخص لآخر، وتؤكد في حديثها لـ«البيان»، أن الاستدامة وتكريس ثقافتها تقوم على جملة ركائز ودعائم، ومن بين أهمها: الثقافة والموروث واللغة.
وتقول عذاري السركال، حاصلة على الماجستير في الإدارة الهندسية بتقدير امتياز من جامعة أبوظبي والبكالوريوس في الهندسة الإلكترونية والكهربائية من كليات التقنية العليا: إن مفهوم الاستدامة لا يقتصر على الموارد المادية، فهناك استدامة في الأفكار والموروث الشعبي، ولا نستثني من ذلك الحرف الشعبية التي نحرص على استدامتها بالمحافظة على ديمومتها وحيويتها لنا وللأجيال القادمة.
وتضرب السركال مثالاً على الاستدامة التي مارستها الجدات بعلب الحلوى التي احتفظن بها في كل بيت وكانت لها استخدامات عدة، حيث أكدت أن الوالدين والبيئة التي ولدت فيها كان لهما دور كبير في شغفها بالاستدامة، من خلال فكرة صغيرة زرعت في عقلها منذ الطفولة واستمرت معها لتتحول لشغف.
دور ورسالة
وعن دورها كمؤثر وصانع محتوى في نشر ثقافة الاستدامة في المجتمع قالت: إن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق صانع المحتوى، لا سيما إن كان يتابعه عدد كبير من مختلف شرائح المجتمع، الطفل والشاب وكبار السن، حيث يشكل للبعض مصدراً مهماً للمعلومة، مع وجود الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، ويحرص صانع المحتوى من خلال أسلوبه على تقديم المادة بأسلوب مبسط حتى تصل للمتلقي بطريقة سلسلة، وصانع المحتوى هو المخرج والمتحدث، وهو ما يشكل مسؤولية كبيرة عليه، فكان هذا التحدي أو الصعوبة الأبرز التي واجهتها منذ انطلاقتي في عام 2020.
إلا أن ردود الفعل التي تلقيتها من المتابعين وأفراد المجتمع كان لها أثر كبير في المواصلة والاستمرارية بهذا المجال، لا سيما أنني أحمل رسالة سامية تتعلق بالبيئة التي تحتاج إلى عون وجهد للمحافظة عليها، من خلال الممارسات اليومية، وعلى سبيل المثال لا الحصر استخدام أكياس التسوق المصنوعة من القماش أو القابلة للتدوير بدلاً من البلاستيك، أو اختيار الملابس المعاد تدويرها وهكذا، هذه الممارسات اليومية البسيطة من شأنها أن تساهم في حماية البيئة والمحافظة عليها.
كما أن الاستدامة ليست موارد فقط بل تشمل الموروث، واللغة أيضاً، فاللغة العربية لابد من المحافظة على استدامتها للأجيال القادمة كجزء ثقافي كبير نخدم به المجتمع.
طموحات ورؤى
وبالحديث عن طموحاتها، أكدت أن المساهمة في المسيرة التنموية للدولة، ووضع بصمة واضحة وبارزة، ورد جزء من أفضال الوطن والقادة علينا هي أهم طموحاتي، وأسعى إلى توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة واستدامة الموارد؛ وأن أساهم في مسيرة المرأة الإماراتية في بناء مستقبل مستدام وملهم وسعيد.