تحديات الكتابة ودروب تميزها في ضوء «الذكاء الاصطناعي»

حدد ناشرون وكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 الذي اختتمت فعالياته أمس، التحديات التي تواجهها الكتابة بعد ظهور برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT من OpenAI، وBard من Google، وقدرتها على تأليف الكتب، وأجمعوا على أن هذه التقنية وغيرها لا يمكن أن تلغي الإنسان المحور الأساسي في الإبداع، وأنه يمكن الاستفادة من التكنولوجيا بشكل عام في تعزيز الفكرة لا صناعتها.
اللمسة البشرية
ورأى سمير الخطيب صاحب دار «المستقبل الرقمي» من دولة الإمارات أن «المنتجات الحديثة من التكنولوجيا تغير معالم جميع المجالات، ولكن النشر على وجه الخصوص يرتبط بهذا التغير بشكل وثيق، وهذه التغيرات حدثت مراراً وتكراراً، ودخول التكنولوجيا عالم الكتب ليس جديداً، وكان يشكل تحدياً في مرحلة ما للناشرين، ولكن دائماً تثبت التجربة أنها مجرد وسائل لا تستبدل المؤلف والناشر الحقيقي، والمتخصصين الذين يعملون بجهد، ويضعون لمساتهم الحقيقية على المحتوى».
ودلّل على ذلك قائلاً، إن «الذكاء الاصطناعي يحدث فروقاً، فهو يوفر الوقت والتكلفة، ولكن النصوص التي يكتبها تعاني هشاشة المحتوى، وخلوها من اللمسة البشرية المهمة في صناعة المحتوى، والمؤلف الناجح يستفيد من هذه الوسائل، ويستغلها في الكتابة، ولكن لا يمكن أن تستبدل هذه الوسائل المستخدم الحقيقي، ويبقى المؤلف مؤلفاً، والناشر ناشراً».
الإنسان محور الإبداع
أكد ريتشارد عيراني مسؤول دار «ميترا» للنشر والتوزيع اللبنانية أن «الذكاء الصناعي لن يؤثر في حركة التأليف والإبداع، فالإنسان محور الإبداع، والكتاب هبة الإنسان، لا يمكن أن يخلو من اللون والذوق والنكهة والرائحة والإحساس، وخاصة بالنسبة للأطفال».
وأضاف إن «الإنسان واجه تحديات سابقة مثل التلفزيون والإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي، ولكن الكتاب ظل كما كان منذ فجر الحضارة مصدر المعرفة الإنسانية، وظل الإنسان يكتب ويبدع».
وشدد عيراني على أهمية تطوير الكتاب، ليواجه التطور التقني المتتابع، داعياً الجهات المسؤولة إلى دعم الناشر العربي، وتعزيز صناعة النشر التي تواجه تحديات مختلفة.
الأسلوب المتفرد
قال الكاتب الإماراتي أحمد الأميري الذي وقّع كتابه «العائلة المنسية» في جناح دار حروف في المعرض: «إن العالم اليوم يواجه ثورة صناعية رابعة تسمى (الذكاء الاصطناعي) ما يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للأدباء والكتاب، ولكن هذا التحدي مثل التحديات التي مضت في العالم، وعلى الكاتب أن يكون له أسلوبه الخاص، ليواجه هذا الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن الأسلوب المتفرد أفضل سلاح لمواجهة هذا التحدي الذي يواجه جميع القطاعات وليس فقط قطاع النشر.
وأضاف إن «الذكاء الاصطناعي على الرغم من إمكاناته العالية لا يستطيع أن يحل محل الكاتب المبدع والمدقق اللغوي والرؤية الإبداعية في صناعة الكتاب».
تعزيز الفكرة لا صناعتها
وعن إمكان استفادته كونه كاتباً من هذه التقنية، أوضح الأميري أن «الذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منه بشكل عام في جوانب محددة، مثل البحث والتصنيف والنشر التفاعلي، وغيرها من الجوانب التي تعزز الإبداع وتنشره»، مشيراً إلى أنه يمكن أن يساعد على تعزيز الفكرة لا صناعتها.